سياسة
الإندبندنت: ترامب يدق طبول الحرب على الإعلام
يتوقع مراقبون أن الحرب الشرسة بين ترامب وجموع الإعلاميين الغاضبين من وصفه لهم بـ"القمامة المتطفلون" قادمة لا محالة
أرجأ إلغاء مؤتمر صحفي للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بدء معركة متوقعة بينه وبين وسائل الإعلام الأمريكي، لكن الحرب الشرسة بين ترامب الذي يملك خبرة واسعة في التعامل مع أطرافها، وجموع الإعلاميين الغاضبين من وصْفه لهم بـ"القمامة المتطفلون" قادمة لا محالة.خلال الأسبوع الماضي، كان من المقرر أن يعقد ترامب أول مؤتمراته الصحفية منذ 5 أشهر، ولكن مساعديه أعلنوا إلغاءه وتأجيله لبداية العام الجديد، وهو ما يعد إشارة على تأجيل المعركة، بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية وليس إلغاؤها.
ترامب الذي خالف كافة المعايير المتعارف عليها في عالم السياسة ونجا من تبعات تصريحات وأفعال كانت كفيلة بالقضاء على أي مرشح آخر، يبدو عازما على أن يمضي في نفس الطريق، وهو أمر ينطبق على علاقته بالمؤسسات الإعلامية الكبرى في بلاده.
التوقعات باستمرار نهج ترامب كان أحد أسباب حالة الغضب التي تهيمن على وسائل الإعلام، وهناك سبب آخر يتعلق بأنهم لم يتعاملوا من قبل مع رئيس يفهمهم بذلك الوضوح ويدرك كيف يمكنه أن يتلاعب بهم، فقد كان سخيا بما يكفي ليمنحهم ما يعادل نحو 2 مليار دولار من التغطيات الصحفية خلال الانتخابات.
كما أنه يدرك الثمن الذي يمكن أن تدفعه الصحف وقنوات التلفزيون من أجل الوصول إليه. فخلال حملته الانتخابية، كما اتضح الأسبوع الجاري، عقد ترامب صفقة مع مؤسسة "سانكلير" التي تمتلك وتشارك في امتلاك نحو 173 محطة تليفزيونية في جميع أنحاء الولايات المتحدة يقدم لها من خلالها حوارات حصرية في مقابل أن تقدم القنوات تغطية بدون أي نوع من التدخل. فما الذي يمنعه من أن يفعل الشيء نفسه بعد وصوله إلى البيت الأبيض؟.
ونظرا لبراعته في التعامل مع وسائل الإعلام ولكونه كان نجما لتليفزيون الواقع من قبل فإنه كان يتمكن من إقناع الناس بما يريده حتى وإن كان غير حقيقي فيما كان بعض المراقبين يصرخون في وسائل الإعلام "كاذب كاذب". ولكن ذلك لم يكن مؤثرا بالنسبة للناخب الأمريكي.
ورغم أن العديد من المراقبين كانوا يتوقعون أن يتغير سلوك ترامب بعد وصوله للسلطة وانشغاله بالمسئوليات الهائلة التي ستلقى على عاتقه، فإنهم مخطئون على الأرجح إذ من الصعب أن يتغير سلوك رجل في السبعين من عمره (ترامب سيكون أكبر رئيس سنا يحكم الولايات المتحدة).
ورغم أنه يفصله شهر واحد عن توليه المنصب رسميا، فإنه مازال يسب وسائل الإعلام ومازال يكذب ويروّج للأحقاد كما أنه مازال يتجاوز وسائل الإعلام التقليدية من خلال الحديث عبر تويتر والمسيرات الكبرى كما في مسيرة "الشكر" التي قام بها مؤخرا.
وما لن يفعله ترامب أبدا، كما تجلى في المؤتمر الصحفي الذي تم إلغاؤه، هو عقد مؤتمر صحفي مناسب، وهو المؤتمر الذي كان يجب أن يناقش فيه مسألة تضارب المصالح بين مصالحه كرجل أعمال وكرئيس للولايات المتحدة، بالإضافة إلى مصير برنامج الرعاية الصحية المعروف باسم "أوباما كير" وخططه للضرائب ومواقفه من حلف شمال الأطلسي والشرق الأوسط وجميعها قضايا لا يمكن معالجتها في المساحة الصغيرة التي تسمح بها تغريدات تويتر.
ومن المرجح أن يغير ترامب حتى تقاليد التعامل مع صحافة البيت الأبيض ذاتها، فقد ألمح رينس بريباس، أمين البيت الأبيض، إلى احتمالية إلغاء تقليد المؤتمرات الصحفية اليومية.