تهمة ترامب وخطة بايدن.. أمريكا بين العزل والتنصيب
كشف معسكر الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن خريطة طريق للخروج من الأزمات الاقتصادية والصحية دون النظر لإجراءات عزل دونالد ترامب.
وينصّب الديمقراطي جو بايدن، الأربعاء المقبل، في عاصمة أمريكية تظهر وجها غير مألوف مع تحويلها إلى حصن منيع وانتشار العسكريين في كل الشوارع ونشر أسلاك شائكة وسياج عال بعد الهجوم على الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني.
ووضع الرئيس المنتخب مراسم تنصيبه تحت عنوان "وحدة الأمريكيين" وسيحيط نفسه بالرؤساء الأمريكيين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج بوش من أجل مد اليد إلى بلد منقسم وجريح.
مناورات ترامب
وانطلقت مظاهرات مؤيدة للرئيس دونالد ترامب مقررة أمام أبنية رسمية في كل ولاية بهدوء مع مجموعات صغيرة من المتظاهرين المسلحين في ولايات مثل أوهايو وتكساس وأوريغون وميشيجن، على ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية الأحد.
وقال رون كلين كبير موظفي البيت الأبيض المقبل في عهد بايدن لمحطة "سي إن إن": "أظهرت الأسابيع الأخيرة مدى الأضرار اللاحقة بروح الولايات المتحدة وأهمية إصلاحها وسيبدأ هذا العمل الأربعاء".
وأضاف: "إننا نرث فوضى كبيرة لكن لدينا خطة لإصلاح الوضع".
وقد تبدأ محاكمة دونالد ترامب بعد ساعات قليلة من تولي بايدن مهامه.
ويتهم الديمقراطيون ترامب بـ"التحريض على تمرد" أنصار له واقتحامهم الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى.
وقال جايمي راسكين أحد البرلمانيين الذين يقفون وراء إجراءات عزل الرئيس الأحد إن دونالد ترامب ارتكب "الجريمة الرئاسية الأخطر في تاريخ الولايات المتحدة".
أما معسكر ترامب فيرى في هذه المحاكمة "هجوما مشينا على الدستور والديمقراطية"، وقال فريقه في بيان إنه لم يختر بعد محاميا لتمثليه.
وحث السيناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام المقرب من ترامب القادة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ على رفض هذه الإجراءات ما أن ترد مجلس الشيوخ.
وقال إنه في حال لم يحصل ذلك "سنؤخر إلى ما لا نهاية وإلى الأبد ربما، شفاء هذه الأمة العظيمة".
خطة بايدن
ومنذ اليوم الأول من ولايته ينوي جو بايدن إعادة بلاده إلى اتفاق باريس حول المناخ ورفع حظر دخول الأراضي الأمريكية المفروض على مواطني دول عدة إسلامية بغالبيتها.
ويأمل الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة أيضا إعطاء دفع جديد لأكبر حملة تلقيح في تاريخ البلاد.
وترتدي هذه المسألة الأخيرة أهمية ملحة إذ أودى مرض كوفيد-19 بمعدل وسطي بحياة أكثر من ثلاثة آلاف شخص في الولايات المتحدة يوميا منذ الأول من يناير/كانون الثاني فيما تسجل أكثر من 236 ألف إصابة يومية.
ولم يؤدي انطلاق حملة التلقيح المتعثرة حتى الآن إلى إبطاء هذا المستوى المرتفع من الوفيات.
ويريد بايدن الذي كان نائبا للرئيس في عهد أوباما، أن تحقن مئة مليون جرعة من اللقاح في الأيام المئة الأولى من ولايته بفضل مراكز تطعيم ضخمة.
وقال الخبير المرموق انطوني فاوتشي الذي سيصبح المستشار الرئيسي لجو بايدن على صعيد كوفيد-19 بعدما شغل المنصب نفسه مع ترامب إن "هذا الأمر قابل للتطبيق".
وسيشارك في هذه الحملة نحو 100 ألف ممرض وممرضة.
وسيضطر جو بايدن في مرحلة أولى إلى ممارسة الحكم بموجب مراسيم لتجنب المرور بالكونجرس ولا سيما مجلس الشيوخ الذي سيكون منشغلا بإجراءات عزل دونالد ترامب.
إلا أن أجزاء كبيرة من برنامجه ولا سيما خطة الإنعاش الاقتصادي الهائلة البالغة قيمتها 1900 مليار دولار الهادفة إلى مساعدة ملايين الأمريكيين الذين يعتمدون على مخصصات البطالة، يجب أن تحصل على موافقة الكونجرس.
وعليه كذلك احترام الرزنامة البرلمانية لتثبيت أعضاء حكومته في مجلس الشيوخ.
aXA6IDMuMTMzLjE0OC43NiA= جزيرة ام اند امز