حال عزله وإدانته.. هل يستطيع ترامب الترشح في 2024؟
أصبح الرئيس دونالد ترامب أول رئيس في التاريخ الأمريكي يواجه موقفأ مخزياً بصفته أول من يتعرّض مرّتين لآلية العزل في بلاده.
وكان مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، اتهم ترامب بتشجيع العنف من خلال ادعاءاته الكاذبة بشأن تزوير الانتخابات وتحريض أنصاره على اقتحام مبنى الكابيتول يوم 6 يناير/ كانون الثاني، كما أيد بعض الجمهوريين مساءلة ترامب خلال تصويت مجلس النواب الذي جرى الأربعاء الماضي.
والآن يواجه ترامب، المحاكمة في الغرفة العليا للكونجرس (مجلس الشيوخ).، وحال صوتت أغلبية الثلثين في المجلس بالموافقة، فإن ذلك يعني إدانة ترامب وعزله من منصبه.
غير أن الرئيس سيغادر المنصب على أي حال يوم الأربعاء المقبل حين يؤدي جو بايدن اليمين، لذا لا يبدو الأمر واضحا، بحسب موقع "بي بي سي عربي".
ويقول الموقع في تقرير إنه لا يزال هذا الأمر غير معروف، فالمرحلة التالية من هذه العملية تقوم خلالها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بإرسال لائحة الاتهام -التي طُرحت أمام مجلس النواب وصوت لصالحها- إلى مجلس الشيوخ.
كما أن أول موعد يمكن لمجلس الشيوخ أن يتلقى هذه اللائحة هو يوم الثلاثاء باعتباره موعد جلسته المقبلة، غير أن هذا اليوم يسبق تاريخ مغادرة ترامب المنصب بيوم واحد.
وعن هل يمكن محاكمة ترامب بعد مغادرته المنصب؟ ، يجيب التقرير أنه "لم يحدث هذا قط من قبل، وبالتالي لا توجد حالات سابقة، كما أن الدستور الأمريكي لم يشر لذلك".
وكانت إجراءات مساءلة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون قد توقفت بتنحيه عام 1974، لذا يمكن لترامب أن يرفع القضية إلى المحكمة العليا ويزعم أن محاكمته غير دستورية.
وقد سبق وتعرض مسؤولون في مراتب أقل إلى المساءلة بعد مغادرتهم المنصب.
إدانة ترامب
يسيطر الديمقراطيون على نصف مقاعد مجلس الشيوخ الذي يبلغ عدد مقاعده 100 بالتالي يحتاجون إلى تصويت 17 جمهورياً ضد رئيسهم، فهل يمكن مساءلة ترامب؟.
ويقول تقرير إن هذا يعد هذا أمراً شاقاً بالنسبة لحزب طالما ظل محافظاً على ولائه لترامب بصورة علنية إلى حد كبير، لكن عشرة أعضاء جمهوريين في مجلس النواب أيدوا مساءلة ترامب فيما ألمح عضوان بمجلس الشيوخ إلى استعدادهما للموافقة.
حتى ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ يقول إنه لم يحدد موقفه من التصويت بعد.
الترشح للرئاسة في 2024
في حال أُدين الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب من قبل مجلس الشيوخ، فهل يمكن أن يترشح للرئاسة مرة لولاية ثانية في عام 2024؟.
يمكن أن يجري المشرعون تصويتاً آخر لمنعه من الترشح مجدداً في 2024، وسيكون ذلك أهم نتيجة لمساءلته، بحسب تقرير" بي بي سي".
وحال إدانة ترامب يحتاج الأمر إلى أغلبية بسيطة داخل مجلس الشيوخ لمنع ترامب من تولي "أي منصب شرفي أو يتطلب ثقة أو يدر ربحاً في الولايات المتحدة".
وبالتالي فإن 50 صوتاً إلى جانب صوت كامالا هاريس، نائبة الرئيس المنتخب جو بايدن، يكفي لتبديد آمال ترامب في السلطة السياسية.
ويمكن أن يكون ذلك أمراً مشجعاً للجمهوريين الطامحين في الترشح لمنصب الرئيس في المستقبل ولأولئك الراغبين في إبعاد ترامب عن الحزب.
العفو الرئاسي
تفيد تقارير إعلامية أمريكية نقلاً عن مصادر لم تسمها بأن ترامب قال لمساعديه إنه يدرس إصدار عفو عن نفسه خلال الأيام الأخيرة من عمر رئاسته.
وإن فعل، فلن يساعده ذلك في الخروج من هذا الموقف تحديدا، كما من شأن ذلك إعفاؤه عن أي جرائم فيدرالية ربما يكون قد ارتكبها أثناء ولايته، لكن العفو لا يشمل الاتهام داخل الكونجرس.
وقد يواجه ترامب تحقيقات جنائية عديدة من بينها تحقيقات في ولاية نيويورك بشأن ما إذا كان قد ضلل سلطات الضرائب والبنوك والشركاء التجاريين.
وفيما لم يسبق لرئيس أمريكي أن أصدر عفواً كهذا، كما أن الدستور لا يمنع العفو الذاتي، قال خبراء قانونيون إنه لا يجوز ذلك.
واستشهد هؤلاء الخبراء برأي أصدرته وزارة العدل الأمريكية قبل أيام من استقالة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون مفاده أنه لا يمكنه العفو عن نفسه "بموجب قاعدة أساسية تقول إنه لا يمكن لشخص أن يكون قاضياً يفصل في قضيته الخاصة."
وجّه مجلس النواب الأمريكي، الأربعاء، الاتهام إلى دونالد ترامب وباشر آلية العزل الثاني ضده قبل أيام من انتهاء ولايته، بعدما صوت النواب بغالبية 232 صوتا في مقابل 197 لاتهامه، مع انضمام 10 جمهوريين إلى زملائهم الديمقراطيين.
وتاريخيا، فتحت آلية عزل في حق 3 رؤساء أمريكيين حتى الآن، لكن لم يسبق أن حاكم مجلس الشيوخ رئيسا بعد انتهاء مهامه.
وجرت آليات العزل الثلاث حتى الآن في حق ترامب والرئيسيين أندرو جونسون وبيل كلينتنون، فيما كانوا جميعهم لا يزالون في البيت الأبيض.
وعلى غرار آلية عزل ترامب الأولى، خلصت الآليتان في حق جونسون عام 1868 وكلينتون في 1998-1999 إلى اتهامهما في مجلس النواب وتبرئتهما في مجلس الشيوخ.
ويقول بعض خبراء الدستور الأمريكي إنه لا يمكن لمجلس الشيوخ محاكمة رئيس سابق.
لكن سبق أن تم اتهام أعضاء سابقين في مجلس الشيوخ وقضاة سابقين في مجلس النواب، ومحاكمتهم في مجلس الشيوخ بعد انتهاء مهامهم.
وفي حال جرت محاكمة ترامب بعد 20 يناير/كانون الثاني فستكون السيطرة على مجلس الشيوخ انتقلت عندها إلى الديمقراطيين وسيكون شومر رئيسا للغالبية.
وتتطلب إدانة الرئيس الأمريكي موافقة غالبية ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الحاضرين، ما يعني أنه في حال حضر جميع الأعضاء الجمهوريين الجلسة، ينبغي أن ينضم 17 منهم على الأقل إلى الديمقراطيين في التصويت لتثبيت الاتهام في حق ترامب.