مكالمات ترامب لأرامل جنود تشعل موجة غضب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشعل حالة جديدة من الجدل في أمريكا بسبب مكالمات تعزية لجنود قتلوا في النيجر.
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً حول تعامله مع أرامل الجنود الأمريكيين؛ حيث اتهمته أم أحد الجنود الأربعة الذين قتلوا في النيجر أوائل أكتوبر/تشرين الأول الحالي بأنه "لم يحترم عائلتها"، بالإضافة إلى حملة واسعة النطاق قامت بها ممثلة ولاية فلوريدا بالكونجرس الأمريكي ضد الرئيس الأمريكي بعد مكالمة هاتفية مع أرملة أحد الجنود الأربعة والتي وصفت "بغير اللائقة".
- بالفيديو.. ترامب يحتفل بعيد "ديوالي" الهندي في البيت الأبيض
- ترامب ينفي اتهامات التحرش الجنسي الموجهة إليه
وقام ترامب بمهاتفة أهالي وأرامل الجنود الأمريكيين الأربعة الذين قتلوا، وذلك في محاولة لتحسين صورته لدى الرأي العام، إلا أن هذا الأمر انقلب عليه سلبا بحسب العديد من الصحف ومنصات الإعلام الأمريكية؛ حيث قامت ممثلة ولاية فلوريدا بالكونجرس، فريدريكا ويلسون، بشن هجوم حاد على الرئيس الأمريكي بعد مكالمة أرملة العريف ديفيد جونسون الذي قتل في النيجر مع 3 آخرين، كشفت فيها أن ترامب قال: "أنتِ تعرفين أنه كان يعرف مصيره"، والتي وصفتها بكلمات "فجة وغير لائقة ولا تحمل أي قدر من العزاء" في عدد من القنوات الأمريكية.
وأكدت أرملة جونسون أن ترامب "لم يكن يعرف اسم زوجها" حيث كرر قول "زوجك" عدة مرات؛ ما تسبب في جرح مشاعرها بشكل كبير، وذلك في حوار خاص مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
ورد الرئيس الأمريكي على تلك الاتهامات بالقول إن عضوة الكونجرس "فبركت" ما قيل في المكالمة، وذلك في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وأكد أن لديه "الإثبات" على كذبها.
إلا أن الضرر قد وقع على سمعة ترامب تجاه قتلى الجنود الأمريكيين؛ حيث ذكرت تلك الفضيحة بفعل آخر تجاه أحد الجنود الأمريكيين الذي قتل في أفغانستان عام 2004، والتي تهكم فيها ترامب على موته كونه مسلما، والتي أدت إلى جدل واسع النطاق تجاه ترامب بالإضافة إلى ظهور والديه في مؤتمر الحزب الديمقراطي للرد على "استخفاف ترامب بمقتل ابنهم".
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن تلك القضية فتحت تعامل الرؤساء الأمريكيين مع الجنود الأمريكيين القتلى في الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة عبر العصور؛ حيث تعيد للأذهان السخط الذي واجهه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بسبب عدم مهاتفته لعائلات الجنود القتلى؛ ما ولّد حالة من الاحتقان تجاهه من قبل المحاربين القدامى وعائلات القتلى وقطاع واسع من المؤسسة العسكرية الأمريكية.
إلا أن بعض الخبراء يؤكدون صعوبة إجراء مثل تلك المكالمات؛ حيث إنها تشكل تحديا كبيرا لترامب من حيث محاولة إيجاد الكلمات المناسبة.
ويقول بيتر فيفر، خبير في شؤون العلاقات العسكرية-المدنية بجامعة ديوك الأمريكية، إن هذا الأمر شديد الصعوبة على الرؤساء الأمريكيين، ويزداد الأمر صعوبة عند انخفاض عدد القتلى، حيث تصبح المكالمات أكثر شخصية بشكل كبير؛ ما يجعلها عبئا نفسيا وعصبيا على الرؤساء.
إلا أن كوري شاك، خبيرة العلاقات المدنية–العسكرية بمعهد هوفر التابع لجامعة ستانفورد الأمريكية قال إن ترامب ارتكب خطأ فادحا أثناء القيام بتلك المكالمات؛ حيث لم يقُم بكتابة أسماء الجنود القتلى ورتبهم على ورقة أمامه لكيلا يتناسى أسماءهم مثلما حدث في مكالمة الرقيب جونسون.
وتضيف كوري أن ترامب حاول إظهار الاحترام لهؤلاء الجنود عن طريق القول إن تضحياتهم أكبر من مجرد أشخاص، إلا أن التعبير خانه فيضع نفسه في موقف حرج.