عقاب رمزي.. «دُمى ترامب» تحترق خلال «طقوس الفصح» بإسبانيا

تشهد بلدة "كوريبي" الإسبانية طقسًا سنويًا خلال احتفالات عيد الفصح، يحرق فيه السكان المحليون دمية لشخصية يرون أنها تستحق العقاب.
واختارت كوريبي في "طقس الحرق" لهذا العام دُمية تشبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية.
ومثلت الدمية المحترقة على مدى قرون شخصية "يهوذا"، تلميذ المسيح الذي يُعتقد أنه خان معلمه، لكن الدمى تحولت في السنوات الأخيرة، لتمثل شخصيات عامة يرى المجتمع أنها تجسد الشر أو الخيانة.
وهذا العام، صممت أمهات طلاب في مدرسة "إريبو" الابتدائية دمية لترامب بارتفاع 3 أمتار، ترتدي بدلة كحلية وربطة عنق حمراء، مع تسريحة شعره الذهبي المميزة.
وخلال الاحتفال، قام سكان القرية بجر الدمية في موكب عبر الشوارع وسط هتافات الأهالي، قبل أن تُعلّق على شجرة تين قرب الكنيسة. ثم أطلقت مجموعة من السكان طلقات صوتية صوبها من بنادق تحتوي ذخيرة فارغة، قبل أن يشعلوا النيران فيها.
ولم تقتصر الممارسة على كوريبي؛ ففي بلدة ألفارو الإسبانية، أُحرقت دمية مشابهة لترامب، بينما شهدت مناطق في المكسيك حرق دمى لشخصيات أخرى من بينها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتُعتبر هذه الطقوس شكلاً من الاحتجاج الرمزي، حيث تُستخدم الفنون الشعبية لنقد السلطة.
ورغم انتقادات بعض الجماعات لربط الطقس بالسياسة، يدافع منظمو المهرجان عن تقاليدهم.
وقال أحد القائمين على الحدث لصحيفة "إل بايس": "هذا ليس هجومًا على أشخاص، بل تعبير فني عن رفض الظلم". بينما يرى محللون أن اختيار ترامب يعكس مخاوف إسبانيا من صعود اليمين المتطرف عالميًا، خاصة مع تزايد شعبية حزب "فوكس" اليميني في البلاد.
ويعود هذا الطقس إلى القرن الخامس عشر، عندما كانت تُحرق دمى تمثل "يهوذا" أو حكامًا مستبدين. ومع الوقت، تطور ليشمل شخصيات معاصرة، كمحاكاة ساخرة لمساءلتهم.
ويُنظّم المهرجان مع مواكب مسرحية تشارك فيها شخصيات "كابيزودوس" (دمى برؤوس كبيرة)، وعروض الألعاب النارية، مما يجعله جاذبًا للسياح الباحثين عن تجارب فريدة.
aXA6IDMuMTYuMjEyLjU4IA== جزيرة ام اند امز