ترامب لأردوغان: لا تكن أحمق وإلا دمرت اقتصاد بلدك
في أول أيام العدوان التركي على شمالي سوريا بعث الرئيس الأمريكي رسالة تحذير إلى نظيره التركي، تم الكشف عنها الأربعاء
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أول أيام العدوان على شمالي سوريا، قائلا "لا تكن متصلبا، لا تكن أحمق، وإلا دمرت اقتصاد بلدك".
رسالة شديدة اللهجة وشبه خالية من البروتوكولات الدبلوماسية المتعارف عليها صادرة من البيت الأبيض، وجّه ترامب خلالها تحذيرا أقرب منه إلى التهديد لأردوغان، وجرى تداولها الأربعاء، وتحققت من صحتها العديد من الصحف ووكالات الأنباء الدولية الموثوقة.
- "سوريا الديمقراطية": تركيا تستخدم أسلحة غير تقليدية برأس العين
- "النواب الأمريكي" يؤيد مشروع قرار يندد بانسحاب ترامب من سوريا
وأرسل ترامب لأردوغان تحذيره في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أي اليوم الذي بدأت فيه أنقرة الهجوم على شرق نهر الفرات شمالي وشرق سوريا، وعقب قرار سحب القوات الأمريكية من المنطقة.
وقال ترامب "أنت لا تريد أن تكون مسؤولا عن مجزرة الآلاف من الأشخاص، ولا أريد أن أكون مسؤولا عن تدمير اقتصاد تركيا، وهذا ما قد أفعله (لو لزم الأمر)".
وأضاف "عملت بجهد لحل البعض من مشاكلك، التاريخ سيحكم عليك بشكل إيجابي إذا تصرفت بطريقة عادلة وإنسانية، وسيعتبرك شيطانا إلى الأبد في حال ساءت الأمور".
وفي وقت سابق الأربعاء، هدد ترامب بفرض عقوبات على أنقرة في حال لم ينجح اللقاء المرتقب بين أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، في العاصمة التركية أنقرة.
واعتبر الرئيس الأمريكي، في مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض مع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، أن العقوبات المزمعة ضد تركيا "ستكون مدمرة"، مؤكدا أنه لم يمنح أردوغان الضوء الأخضر لغزو سوريا.
وبدأت تركيا في 9 أكتوبر الجاري هجوما عسكريا شمال شرقي سوريا، مستهدفة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي كانت حليفا رئيسيا للتحالف الدولي للقضاء على تنظيم داعش، فيما تصنفها أنقرة منظمة "إرهابية".
ويتكبد الجيش التركي خسائر فادحة منذ انطلاق المعارك، فيما فجر العدوان موجة جديدة من النزوح، علاوة على مجازر المدنيين وتدمير البنية التحتية واستهداف المواقع المدنية، وسط تأكيدات من قبل قوات سوريا الديمقراطية بأن تركيا تستخدم الأسلحة المحرمة دوليا في عدوانها.
ويثير الهجوم التركي مخاوف أوروبا التي ترى أنه سيعيد إنتاج تنظيم داعش الإرهابي، من خلال قصف المعتقلات التي تحتجز فيها قوات سوريا الديمقراطية آلاف المقاتلين، ما من شأنه أن يعيد الوضع الأمني إلى مربعه الأول، خصوصا أن أنقرة تخطط لإنشاء منطقة آمنة بعمق يسمح بأن تكون ممرا لهؤلاء الإرهابيين الذين ستكون وجهتهم الأولى بالنسبة للفارين منهم بلدان القارة العجوز.