«كابوس».. مستقبل قاتم لأوروبا مع ترامب
قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يتدافع كبار المسؤولين في العواصم الأوروبية للتحضير لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وتثير احتمالية عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قلقا عميقا بين كبار المسؤولين في العواصم الأوروبية يصل إلى حد "الكابوس"، حيث يسعى هؤلاء لتقييم تداعيات هذا الحدث على مستقبل القارة، وفقا لموقع مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وفي ظل التوترات الجيوسياسية المحيطة بأوروبا، بدءًا من الحرب في أوكرانيا إلى النزاع في الشرق الأوسط، تتصاعد المخاوف من أن تؤدي عودة ترامب إلى زعزعة استقرار القارة، التي تعاني أصلاً من تباطؤ اقتصادي وقيادة سياسية متعثرة.
ويرى المحللون أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستكون مختلفة عن فترته الأولى؛ فالرئيس السابق، الذي لم يعد مقيداً بفريق يقيده، بات مصمماً على تصفية حساباته مع بعض الأطراف التي يعتبرها خصوماً على الساحة الدولية.
وتشير ليزلي فينجاموري، مديرة برنامج الولايات المتحدة وأمريكا في تشاتام هاوس، إلى أن "ترامب يعرف الآن جيداً من هم أعداؤه، ووضع خططاً لعرقلة أي جهة تحاول منعه".
بوتين الجريء:
بدون استمرار دعم واشنطن، ستكون هناك أسئلة جدية حول المدة التي ستتمكن فيها أوكرانيا من الصمود ضد قوات بوتين.
ففي لندن ، يبدي رئيس الحكومة كير ستارمر زعيم حزب العمال البريطاني، مخاوفه من أن يقوم ترامب بقطع الدعم العسكري عن أوكرانيا أو فرض شروط سلام تتضمن تنازلات لصالح موسكو.
ووفقاً لدبلوماسي أوروبي، "وعد ترامب بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة قد يؤدي إلى قطع المساعدات، ما يشجع بوتين على فرض شروطه".
وقد يجد بوتين في ذلك فرصته لاستغلال الفوضى في أوروبا ويعيد السيطرة على مناطق مثل دونباس والقرم، بل وقد ينظر في توسيع نفوذه إلى دول البلطيق مثل إستونيا ولاتفيا.
المخاوف من حرب تجارية
يخشى المسؤولون الأوروبيون من أن تؤدي عودة ترامب إلى فرض تعريفات جمركية جديدة يكون لها تداعيات اقتصادية كارثية.
فعلى سبيل المثال، إذا تم تطبيق تعريفة بنسبة 100٪ على السيارات الأوروبية، فإن هذا سيؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة لدول تعتمد على هذا القطاع مثل ألمانيا، التي يتوقع أن تعاني من انكماش بنسبة -0.23٪ في الناتج المحلي الإجمالي.
وفقاً لـ أورليان سوسي، من معهد غرانثام لأبحاث التغير المناخي في كلية لندن للاقتصاد، فإن "السياسات الجمركية التي ينوي ترامب تطبيقها ستؤثر على الاقتصاد الأمريكي نفسه، لكنها ستكون كارثية على الاقتصادات الأوروبية والصينية على حد سواء".
وتثير سياسات ترامب تجاه الشرق الأوسط، قلق الأوروبيين حيث يتوقع تصاعد التوتر مع إيران.
وقال تحليل معهد الدراسات الأمنية التابع للاتحاد الأوروبي إن "عودة ترامب قد تؤدي إلى تبني سياسة الضغط الأقصى على إيران، وربما تشمل هجمات مباشرة واغتيالات مستهدفة، ما يزيد من احتمالات حدوث مواجهة مباشرة".
أوروبا منقسمة
قد تؤدي رئاسة ترامب الثانية إلى تفاقم الانقسامات بين الحكومات الأوروبية أيضًا، مما يجعل التنسيق على مستوى الاتحاد الأوروبي حول قضايا التجارة والأمن أكثر صعوبة.
ورغم شعور قادة بريطانيا وألمانيا وفرنسا بالقلق تجاه فوز ترامب، هناك قيادات أخرى في أوروبا، مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ورئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني، يعتبرون أن هذا الحدث تبريراً لمواقفهم السياسية.
في إيطاليا، يقول حلفاء ميلوني إنها قد تلعب دور "الهامس الجديد" لترامب في أوروبا، ويؤكد أندريا دي جوزيبي، عضو البرلمان الإيطالي وحزب أخوة إيطاليا، أن روما سترحب بفوز ترامب.
وأشار إلى أنه "إذا احتاج الرئيس ترامب وسيطاً مع أوروبا، فمن أفضل من جيورجيا ميلوني؟"
حتى في ألمانيا، قد يؤدي فوز ترامب إلى تداعيات داخلية، حيث تعتقد شخصيات بارزة داخل الحكومة أن احتمال عودة ترامب يمثل تهديداً للاستقرار العالمي.
aXA6IDMuMTQ3LjE5NS4xMzYg جزيرة ام اند امز