«221 أمرًا تنفيذيًا».. ترامب يتجاوز «خلال عام» أرقام ولايته الأولى كاملة
رقم ضخم من الأوامر التنفيذية وقعها دونالد ترامب في 2025 ما يعكس جهوده لتوسيع صلاحياته الرئاسية بشكل كبير.
والإثنين، وقع الرئيس الأمريكي أمرًا تنفيذيا بتصنيف الفنتانيل على أنه "سلاح دمار شامل"، وهو الأمر التنفيذي رقم 221 في ولايته الثانية.
وبحسب "واشنطن بوست"، استخدم ترامب، منذ تنصيبه، الأوامر التنفيذية لفرض تعريفات جمركية شاملة، والسعي للانتقام من خصومه، والتدخل في قضايا ثقافية كبيرة وصغيرة، بدءًا من الطعن في قوانين الهجرة وصولًا إلى تنظيم ضغط المياه في رؤوس الدش.
وإجمالا، وقع ترامب في أقل من عام من ولايته الثانية، أوامر تنفيذية أكثر مما وقّعه خلال ولايته الأولى بأكملها، والتي بلغت 220 أمرا.
وكشف تحليل أجرته الصحيفة الأمريكية لبيانات من مؤسستي "جاست سيكوريتي" و"كورت ليسنر" غير الربحيتين، أن ثلث أوامر ترامب التنفيذية تم الطعن فيها صراحةً أمام المحاكم حتى 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
ومنذ مطلع القرن العشرين، دأب الرؤساء الأمريكيون على تعزيز سلطتهم التنفيذية لتجاوز الكونغرس، إلا أن ترامب سرّع من وتيرة هذا التوجه الذي تصاعد في العقود الأخيرة وسط تراجع النشاط التشريعي وتزايد حدة الاستقطاب الحزبي.
نتائج وانتقادات
عزز ترامب هذا المسار بتجاوزه المتكرر للكونغرس الذي يسيطر عليه حزبه الجمهوري، وقد أتاح هذا النهج تحقيق نتائج سريعة نادراً ما يوفرها التشريع، ولكنه جعل بعضًا من أهم إنجازاته عرضةً للطعن أمام المحاكم واحتمال إلغائها من قبل الإدارات اللاحقة.
ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم البيت الأبيض، تايلور روجرز قولها: "بينما اتخذ الرئيس ترامب ببراعة إجراءات فورية لعكس كارثة سلفه جو بايدن التي تسببت للأمريكيين في 4 سنوات من المعاناة، من المتوقع أن يقنن الكونغرس العديد من هذه السياسات".
واعتبرت أن ذلك "يضمن استمرار سياسات الرئيس الشعبية في الحفاظ على عظمة أمريكا للأجيال القادمة".
واستهدف نحو ربع الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب التجارة أو السياسة الاقتصادية بشكل عام، وشملت الأوامر التنفيذية الأخرى جهاز الأمن الداخلي الأمريكي والبيروقراطية الفيدرالية؛ وتغييرات في الجيش والسياسة الخارجية؛ وقضايا تتعلق بالعرق والثقافة.
من جانبه، قال مايك هاول، الذي كان مسؤولاً في وزارة الأمن الداخلي خلال ولاية ترامب الأولى، إن وتيرة إجراءات ترامب قد أرهقت قدرة الإدارة على المتابعة في بعض الحالات.
وردت روجرز على ذلك قائلة "في وقت قياسي، أوفى الرئيس ترامب بوعود أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ الحديث".
شكوك ودروس
من جهة أخرى، أوقفت المحاكم أوامر ترامب فيما يتعلق بتغيير قواعد تسجيل الناخبين الفيدرالية بشكل أحادي، وحظر الرعاية الصحية للمتحولين جنسياً، ومعاقبة مكاتب المحاماة التي مثلت قضايا أو عملاء يعارضهم.
وأبدى أغلبية قضاة المحكمة العليا شكوكاً حيال تعريفات ترامب الجمركية خلال المرافعات الشفوية الشهر الماضي، وأعلنت المحكمة أنها ستنظر في قضية تتعلق بحظر ترامب منح الجنسية بالولادة.
وتعد أوامر ترامب التي تستهدف المعارضين والهجرة من بين أكثر أوامره التي تم الطعن فيها أمام المحاكم.
وتوزعت أوامر ترامب كالتالي: 54 للاقتصاد والتجارة و30 لوزارة الأمن الداخلي والبيروقراطية الحكومية و25 للسياسة الخارجية والشؤون العسكرية و22 للطاقة والبيئة و21 للصحة والعلوم.
و20 للتنوع والإنصاف والشمول والثقافة و15 للسياسة الداخلية و12 لقضايا أخرى و11 لاستهداف المعارضين والانتقام و11 للهجرة والحدود.
وخلال ولايتيه الرئاسيتين أتيحت لترامب أربع سنوات ليتعلم من أخطاء رئاسته الأولى ويستعد لولايته الثانية.
وقال جون مالكولم، رئيس المعهد القانوني التابع لمؤسسة التراث "هذا رئيس أمضى أربع سنوات بعيدًا عن السلطة، يفكر في أمور كان يرغب في إنجازها خلال ولايته الأولى ولم ينجزها.. كان مصممًا على عدم التهاون في إنجازها عندما بدأ ولايته الثانية".
إجراءات أحادية
لا ينص الدستور صراحةً على الأوامر التنفيذية، لكن الرؤساء اعتمدوا على إجراءات أحادية مماثلة منذ تأسيس البلاد.
فأصدر جورج واشنطن توجيهات تصنف اليوم كأوامر تنفيذية، واستخدم أبراهام لينكولن أحدها لإصدار إعلان تحرير العبيد، بحسب دوغلاس برينكلي، أستاذ التاريخ في جامعة رايس.
وبحلول أوائل القرن العشرين، كان ثيودور روزفلت يستخدم الأوامر التنفيذية لتجاوز الكونغرس وتوسيع صلاحيات الرئيس.
ووقع فرانكلين ديلانو روزفلت، الذي حكم خلال العديد من حالات الطوارئ الوطنية، أكثر من 3700 أمر تنفيذي متبنياً إجراءات تنفيذية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي خلال فترة الكساد الكبير، وتوسيع برامج الحكومة الفيدرالية، وتعبئة الجيش خلال الحرب العالمية الثانية.
ويمثل تبني ترامب للأوامر التنفيذية تطورًا دراماتيكيًا، فخلال حملته الانتخابية في 2016 انتقد الرئيس الأسبق باراك أوباما لاعتماده على هذه الأداة التنفيذية.
وفي حين كان العديد من الرؤساء يخصصون مراسم التوقيع للتشريعات، غالبًا ما يدعو ترامب وسائل الإعلام إلى المكتب البيضاوي لحضور مراسم توقيع الأوامر التنفيذية عدة مرات في الأسبوع.
منذ اليوم الأول
بدأ ترامب اليوم الأول من ولايته الثانية بحفل مهيب على خشبة مسرح "كابيتال وان أرينا"، حيث وقع أوامر لإلغاء عشرات القرارات التنفيذية لسلفه جو بايدن، وتجميد التوظيف الفيدرالي، ومنح تطبيق تيك توك مهلة من الحظر المتوقع.
وفي ذلك الوقت، هتف حشد من مؤيديه بالتصفيق الحار عندما أظهر لهم توقيعه الضخم على كل قرار ثم انتزع الأقلام من على المكتب وبدأ يرميها واحدًا تلو الآخر على الحشد.
والإثنين، وعندما وقع ترامب أمره الخاص بالفنتانيل، طلب من أفراد الخدمة العسكرية الذين حصلوا للتو على "وسام الدفاع عن الحدود المكسيكية" أن يحيطوا به عند مكتبه.
وقال رافعًا أمره التنفيذي رقم 221 أمام الصحفيين المتجمعين في المكتب البيضاوي: "ما رأيكم أن نجتمع حولي ونرفع هذا؟ لنلتقط صورة تذكارية".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTExIA== جزيرة ام اند امز