خفايا قرار ترامب بعزل مدير الـ"إف بي آي"
عدم تقديم كومي أي ضمان للرئيس يعبر به عن ولائه الشخصي وتسارع وتيرة تحقيقات إف بي آي حول تواطؤ فريق ترامب مع روسيا في انتخابات 2016
"عدم تقديم كومي أي ضمان للرئيس يعبر به عن ولائه الشخصي، وتسارع وتيرة تحقيقات إف بي آي حول تواطؤ فريق دونالد ترامب المحتمل مع روسيا في انتخابات 2016"، هذان السببان ربما يكونان الدافع وراء إقالة ترامب لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي، حسبما صرح به مصدر مقرب من الأخير لشبكة سي إن إن الأمريكية.
النسخة الرسمية التي أصدرها البيت الأبيض حول حقيقة ما حدث، تتضمن أن نائب المدعي العام، رود روزنشتاين، كتب مذكرة يعرب فيها عن قلقه حول الطريقة التي تعامل بها كومي مع تحقيقات البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون. لكن تشير أدلة آخذة في التزايد إلى أنه تم فصل كوني بسبب التحقيق الروسي.
وفي مذكرته، انتقد روزنشتاين كومي كونه لم يكن عادلا عندما أعلن نتيجة تحقيقه يوليو الماضي وأن القضية ضد كلينتون ينبغي أن تغلق دون إحالتها إلى القضاء. كما انتقد كومي لأنه عقد مؤتمر صحفي أعلن فيه معلومات مهينة حول موضوع التحقيق الجنائي المرفوض.
ووفقا للإصدار الرسمي، جاء فصل كومي بناءً على نصيحة أخذها الرئيس ترامب من نائب المدعي العام.
وعلق مستشار البيت الأبيض كيليان كونواي، في تصريح لسي إن إن: "الأمر كله بسيط جدا، تحاول جعله معقدا جدا. هذا رئيس رأي أن مدير إف بي آي فقد مصداقيته العامة، وثقة الجمهوريين والديمقراطيين".
سي إن إن أوضحت أنه بالرجوع إلى تصريحات ترامب العامة، لا يوجد أي شيء يدل على مخاوف روزنشتاين من أن كومي كان غير عادل مع كلينتون. وفي الواقع، انتقد كومي لعكس ذلك؛ لأنه لم يقم بإدانتها جنائيا.
وعلاوة على تلك الحقيقة، 9 مايو هو تاريخ مذكرة روزنشتاين، لكن يقول مسؤولو البيت الأبيض للشبكة الأمريكية إن الرئيس كان يفكر في إقالة كومي منذ توليه الرئاسة، أو على الأقل قبل أسبوع من قرار يوم الثلاثاء المصيري. أيضا لم يتضمن خطاب الإقالة الذي أرسله ترامب إلى كومي، أي تلميحات حول تحقيق كلينتون، في حين كانت هناك إشارة كبيرة حول تحقيق روسيا.
ويبقى شيء آخر يثير التساؤلات، ويتعلق بدور وزير العدل جيف سيشنز، الذي أقصى نفسه رسميا عن تحقيق روسيا المتعلق بالحملات السياسية الأمريكية بعدما اتضح أنه لم يكن صريحا فيما يتعلق بلقاءاته مع سيرجي كيسلياك، السفير الروسي لدى أمريكا أثناء الحملة الرئاسية.
ونقلت عنه سي إن إن تصريحا سابقا في مارس الماضي، قال فيه: "قررت الآن أن أنجو بنفسي من أي تحقيقات حالية أو مستقبلية حول أي موضوع متعلق بحملات رئيس الولايات المتحدة".
وبحسب وكالة روريترز قال مصدر بالكونجرس إن مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) جيمس كومي أبلغ مشرعين قبل أيام من قرار الرئيس دونالد ترامب عزله بأنه سعى لمزيد من الموارد للتحقيق الذي يجريه المكتب في تواطؤ محتمل بين حملة ترامب وروسيا للتأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016.
ويواجه الرئيس الجمهوري عاصفة من الانتقادات من الكثير من المشرعين الديمقراطيين بل ومن بعض أعضاء حزبه واتهمت إدارة ترامب كومي بارتكاب "فظائع" خلال توليه منصبه ونفت أن يكون عزله مرتبطا بتحقيق (إف.بي.آي) بشأن روسيا.
واجتمع ترامب مع وزير الخارجية الروسي في البيت الأبيض الأربعاء وهاجم منتقديه ووصف الديمقراطيين بأنهم "منافقون متصنعون" ودافع عن قراره الإطاحة بكومي يوم الثلاثاء من المنصب الذي يشغله منذ عام 2013.
وكثف الديمقراطيون الاتهامات بأن الهدف من إقالة كومي هو تقويض تحقيق (إف.بي.آي) وطالبوا بتحقيق مستقل في مزاعم بتدخل روسي ووصف البعض قرار ترامب بأنه محاولة للتستر على مخالفات تتصل بروسيا.
وسارع كبار الجمهوريين للدفاع عن ترامب لكن البعض وصفوا الخطوة بأنها مقلقة. وقال جيسون تشافيتز رئيس لجنة الإشراف بمجلس النواب والمنتمي للحزب الجمهوري في بيان يوم الأربعاء إنه طلب أن يقوم المفتش العام لوزارة العدل بمراجعة قرار ترامب عزل كومي الذي كان أمامه أكثر من ستة أعوام في المنصب الذي يقضي فيه شاغله عشر سنوات.
وأدهش عزل كومي واشنطن وأثار مزيدا من الجدل بشأن صلات حملة ترامب المزعومة بروسيا والتي خيمت على الأيام الأولى بعد توليه الرئاسة.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي أثناء لقاء مع وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر "ببساطة شديدة لم يكن يؤدي عمله بشكل جيد".
وقال مصدر بالكونجرس مطلع على الأمر إن كومي أبلغ مشرعين في الأيام القليلة الماضية بأنه طلب من وزارة العدل إتاحة موارد إضافية وبالأخص المزيد من الموظفين من أجل تحقيق روسيا. وأضاف المصدر أن كومي أبلغ المشرعين بهذا الطلب بعد أن طلبت لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، التي تجري تحقيقا منفصلا في الأمر، من مكتب التحقيقات الاتحادي الإسراع بإتمام تحقيقه بشأن روسيا.
وقالت ديان فينستاين أكبر أعضاء الحزب الديمقراطي باللجنة القضائية في مجلس الشيوخ للصحفيين إنها فهمت أن كومي كان يسعى لمزيد من الموارد لتحقيق (إف.بي.آي).
وردا على تقارير إعلامية أفادت بأن كومي طلب من نائب وزير العدل رود روزنستاين الأسبوع الماضي تعزيز الموارد لتحقيق (إف.بي.آي) قال المتحدث باسم وزارة العدل إيان بريور في رسالة بالبريد الإلكتروني "غير صحيح على الإطلاق".
وخلصت أجهزة المخابرات الأمريكية في تقرير في يناير كانون الثاني إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر ببذل جهود للتأثير على انتخابات 2016 شملت التسلل إلى رسائل بريد إلكتروني للحزب الديمقراطي وتسريبها بهدف مساعدة ترامب.
ونفت روسيا القيام بتدخل من هذا النوع. وتنفي إدارة ترامب المزاعم بالتواطؤ مع روسيا.
aXA6IDMuMTQ0LjQ2LjkwIA== جزيرة ام اند امز