حصاد اليوم الأول بـ«جولة ترامب».. رسائل ومباحثات وزيارة تاريخية

تضمن اليوم الأول لجولة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في المنطقة، رسائل عدة ومحطات بينها زيارة تاريخية للدرعية ومباحثات ثنائية.
ووصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، إلى السعودية، في مستهل جولة خليجية تقوده إلى دولة الإمارات وقطر.
وتلك الجولة هي الأولى للرئيس الأمريكي خارجيا منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي.
وشارك الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، في فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، الذي يعقد على هامش زيارته للمملكة.
وقام ولي العهد والرئيس الأمريكي بجولة في المعرض المصاحب لمنتدى الاستثمار السعودي – الأمريكي، حيث اطلعا على أبرز الابتكارات والمشروعات المشتركة بين البلدين، ضمن فعاليات المنتدى الذي يهدف إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين الرياض وواشنطن.
وخلال كلمته في المنتدى وجه الرئيس الأمريكي رسائل هامة حول منطقة الشرق الأوسط، بما يشمل العلاقات مع السعودية، والسلام، والعقوبات على سوريا.
غزة
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نسعى إلى استرجاع "الرهائن" الذين احتجزتهم حماس، مؤكدا أن "السابع من أكتوبر/تشرين الأول ما كان ليحدث لو كنت رئيسا".
وأشار إلى أن الطريقة التي يتم التعامل بها مع السكان في غزة لا مثيل لها، لافتا إلى أن شعب غزة يستحق مستقبلا أفضل بكثير.
سوريا والعقوبات
إذ أعلن ترامب رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى أن بلاده قررت «منح السوريين فرصة جديدة».
وقال: «سوريا شهدت الكثير من البؤس، وهناك حكومة جديدة نأمل أن تنجح في تحقيق الاستقرار».
واعتبر ترامب أن هذا القرار يعكس رغبة واشنطن في دعم أي تحولات إيجابية على الأرض، من دون أن يحدد ما إذا كان القرار يتضمن تخفيفًا تدريجيًا أم إلغاءً شاملًا للعقوبات.
ملف السلام
وفي ملف السلام، قال ترامب: «لا أحب الحروب وأفخر باتفاقات إبراهيم التاريخية وآمل بانضمام السعودية إليها».
وأضاف: «أتمنى أن تنضم السعودية قريبًا إلى اتفاقات إبراهيم»، مشيرًا إلى أن ذلك «سيكون يومًا عظيمًا يشهده العالم».
وأضاف: «لكن المملكة ستقوم بذلك في الوقت الذي تراه مناسبًا، وسأكون مكرمًا بهذا اليوم وكل من ناضل من أجل السلام في الشرق الأوسط».
وفي مفاجأة سياسية، كشف مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب سيجتمع يوم الأربعاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية، في أول لقاء أمريكي-سوري رفيع بهذا المستوى منذ أكثر من عقد، ما يعكس إعادة تموضع محتملة في السياسة الأمريكية تجاه دمشق.
الازدهار في الشرق الأوسط
كما شدد الرئيس الأمريكي على رؤيته لمنطقة «تعتمد على الازدهار لا الفوضى»، مشيرًا إلى أن المملكة قادرة على لعب دور محوري في الاستقرار الإقليمي والتحولات السياسية والدينية.
وأضاف ترامب: «منذ تسلمي القيادة عدنا إلى القوة في الداخل والخارج ومهمتنا هي الوحدة في مواجهة الإرهاب.. نريد أن يعرف الشرق الأوسط بالتجارة وليس الفوضى وبتصدير التكنولوجيا وليس الإرهاب».
وأضاف ترامب: "لن نتورط في أي حرب وعلى القتل أن يتوقف"، مشددا على أنه "يفضل السلام دائما".
واستطرد ترامب: "نستخدم قوتنا العسكرية لإحلال السلام.. نؤمن بالسلام عن طريق القوة".
وتابع: "لن أتردد باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن السعودية"، مؤكدا أن "من يهدد أمريكا وشركاءها سيواجه بالقوة".
إيران
رغم تشديده على أن إيران «أكبر قوة مدمرة في الشرق الأوسط»، أبدى ترامب استعداده لفتح باب التفاوض معها، قائلاً: «أريد عقد صفقة مع إيران ليصبح العالم أكثر أمنًا».
وأوضح أنه إن رفضت طهران العرض، فلن يكون أمام واشنطن سوى العودة إلى سياسة «الضغط الأقصى»، بما في ذلك تصفير صادرات النفط الإيراني.
وقال ترامب: «العرض المقدم لإيران لن يستمر إلى الأبد... على إيران أن تختار».
الدرعية
في زيارة حملت رمزية سياسية وتاريخية لافتة، اصطحب الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جولة بالدرعية.
والدرعية هي العاصمة الأولى للدولة السعودية، والتي تحولت إلى وجهة عالمية ثقافية وسياحية ضمن مشاريع رؤية 2030 الطموحة.
لم تكن زيارة ترامب إلى الدرعية مجرد محطة بروتوكولية، بل حملت دلالات عميقة أراد ولي العهد السعودي إبرازها للضيف الأمريكي، من خلال اصطحابه إلى قلب حي الطريف التاريخي، المصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث نشأت الدولة السعودية الأولى.
وفي مشهد استثنائي وثقته عدسات الإعلام، قاد الأمير محمد بن سلمان سيارة جولف وإلى جانبه ترامب، متجولَين في أزقة الحي القديم، بينما ارتفعت في الخلفية أنغام السامري، أحد أبرز ألوان الفلكلور النجدي.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTAuNDAg جزيرة ام اند امز