
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إدارته ستبدأ، اعتباراً من اليوم، إرسال خطابات إلى الشركاء التجاريين تحدد فيها معدلات جمركية جديدة أحادية الجانب.
هذه الخطوة التصعيدية تأتي ضمن سياسة تجارية وصفها ترامب بـ"الحاسمة"، وتبدأ آثارها الفعلية مطلع أغسطس/آب المقبل.
وأوضح في تصريحات للصحفيين، أن نحو "10 أو 12" خطاباً سيرسل اليوم، مع توقع إرسال دفعة جديدة من الإشعارات في الأيام التالية، مضيفاً أن جميع الدول المعنية ستتلقى الرسائل بحلول التاسع من الشهر الجاري، وهو الموعد النهائي المحدد للتوصل إلى اتفاقات لتجنب الرسوم الأعلى.
وقال ترامب إن الرسوم الجديدة ستتراوح بين 10% و20%، لكنها قد تصل في بعض الحالات إلى 60% أو حتى 70%، متوعداً الدول التي لم تتوصل إلى تفاهمات مع واشنطن بدفعها بدءاً من 1 أغسطس/آب، حيث "ستبدأ الأموال بالتدفق إلى الولايات المتحدة في ذلك اليوم"، على حد تعبيره.
سقف جديد للرسوم الجمركية
تعد هذه المعدلات الجديدة أعلى من تلك التي طرحها ترامب خلال خطة "يوم التحرير" في أبريل/نيسان الماضي، التي راوحت بين 10% و50%، لكنه لم يفصح بعد عن الدول المعنية تحديداً أو السلع التي ستفرض عليها الرسوم بنسب متفاوتة.
ومنذ إعلانه عن الرسوم الجمركية "التبادلية" في 2 أبريل/نيسان الماضي، أبقى ترامب على رسم موحد بنسبة 10% كمهلة تفاوضية تمتد لـ90 يوماً، وبدأت تثمر اتفاقات أولية، أبرزها مع المملكة المتحدة وفيتنام، إضافة إلى هدنة مع الصين.
ورغم ذلك، لا تزال مفاوضات أخرى مستمرة مع شركاء كبار مثل اليابان، كوريا الجنوبية، والهند، والاتحاد الأوروبي، حيث أشار ترامب إلى صعوبة التفاوض مع بعض الدول، وخص اليابان بوصفها "شريكاً صعباً"، قائلاً: "عليها أن تدفع 30% أو 35% أو أي نسبة نراها مناسبة".
اتفاق تجاري مع فيتنام
يوم الأربعاء الماضي، أعلن ترامب اتفاقاً مع فيتنام، ينص على فرض رسوم بنسبة 20% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، و40% على السلع المعاد تصديرها عبرها.
ورغم أن هذه النسب أقل من 46% التي هدد بها سابقاً، فإن الاتفاق لاقى ترحيباً في الأسواق، وارتفعت أسهم الشركات الأمريكية ذات المصانع في فيتنام.
100 دولة معنية بالرسوم
من جانبه، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، إن نحو 100 دولة من المحتمل أن تفرض عليها رسوم مضادة بنسبة 10% على الأقل، مشيراً في مقابلة مع "بلومبرغ" إلى أن الإدارة الأمريكية تتوقع "موجة من الاتفاقات" التجارية خلال الأيام المقبلة، قبيل انتهاء المهلة في 9 يوليو/تموز.
وأضاف بيسنت: "أعتقد أننا سنشهد كثيراً من الإجراءات قريباً.. الرئيس سيقرر ما إذا كانت الدول تتفاوض بحسن نية أم لا، وسيتصرف على هذا الأساس".
المزيد قادم
وبينما تنتظر الأسواق تفاصيل أوفى بشأن السلع والبلدان المعنية، يتوقع أن تؤثر هذه الرسوم على سلاسل التوريد العالمية وترفع تكاليف التجارة الدولية في قطاعات رئيسية مثل الإلكترونيات، السيارات، والسلع الاستهلاكية.
ترامب ألمح إلى أن الرسائل المقبلة قد تشمل دولاً لم تعلن عنها الإدارة بعد، وترك الباب مفتوحاً لمعدلات أعلى من الرسوم في حال فشل التفاهمات، ما يعزز مناخ الغموض التجاري في الفترة المقبلة، وسط ترقب عالمي لنهج ترامب المتجدد في السياسة الاقتصادية الدولية.