ترامب والاقتصاد.. ملفات شائكة ومعارك طاحنة تنتظر الرئيس الأمريكي
مع عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الساحة السياسية، تبرز ملفات اقتصادية شائكة تشكل جزءاً كبيراً من رؤيته للولايات المتحدة ودورها في الاقتصاد العالمي.
تعتمد هذه الملفات على استراتيجيات غير تقليدية تتسم بالجرأة والجدل، ما يجعل تأثيرها محط اهتمام واسع.
- ترامب يبدأ ولايته بحالة طوارئ اقتصادية.. ماذا يقول التاريخ؟
- «خليج المكسيك».. هل «يبعثر» ترامب الجغرافيا من أجل «رنين جميل»؟
الحرب التجارية مع الصين: تصعيد أم تفاوض؟
منذ بداية رئاسته الأولى، ركز ترامب على مواجهة الصين اقتصادياً، حيث فرض رسوماً جمركية على مجموعة واسعة من السلع الصينية بحجة مواجهة ممارسات تجارية غير عادلة وسرقة حقوق الملكية الفكرية. عند عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فمن المتوقع أن يُصعّد هذا الملف مجدداً.
تصر سياسة ترامب على تقليل العجز التجاري مع الصين، ولكنه يواجه عقبات بسبب الأضرار التي قد تلحق بالشركات الأمريكية التي تعتمد على سلاسل التوريد الصينية.
رسوم على الحلفاء
بالإضافة إلى الصين، تحمل سياسات ترامب توجهات حادة تجاه أوروبا التي تعتبر أهم حلفاء الولايات المتحدة، حيث أشار إلى إمكانية فرض رسوم جمركية إضافية على السلع الأوروبية. يستند هذا التوجه إلى حماية الصناعات الأمريكية من المنافسة الخارجية، لكنه قد يؤدي إلى تدهور العلاقات مع الحلفاء التقليديين.
الأثر المتوقع لهذه الخطوة يشمل ارتفاع أسعار السلع الأوروبية في السوق الأمريكية وزيادة الضغط على الشركات الأوروبية للتكيف مع المتغيرات.
قناة بنما: خطوة اقتصادية أم تدخل سياسي؟
من بين الأفكار المثيرة للجدل، تسعى إدارة ترامب المحتملة إلى تخفيض رسوم العبور عبر قناة بنما.
يرى ترامب أن هذا التخفيض سيخفض تكاليف النقل البحري للشركات الأمريكية، ما يعزز التنافسية. مع ذلك، قد يعتبر هذا التدخل في سياسات قناة بنما انتهاكاً للسيادة الوطنية، ما يفتح باباً للتوترات بين الولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية.
تغيير اسم خليج المكسيك: جدل الرمزية
في خطوة ذات طابع شعبي، يطمح ترامب إلى تغيير اسم خليج المكسيك ليصبح "خليج أمريكا".
قد يرى المؤيدون أن هذا المقترح يعكس قوة الولايات المتحدة وسيادتها، بينما يراه المنتقدون رمزاً للهيمنة الأمريكية قد يثير استياء دول الجوار، خصوصاً المكسيك.
وردت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم، بشكل ساخر على تصريحات ترامب.
وقالت شينباوم، إن اسم "خليج المكسيك" معترف به دوليا، ثم هاجمت ترامب قائلة إنه يعيش في الماضي.
وعرضت خلال مؤتمر صحفي خريطة توضح المساحة السابقة للمكسيك التي كانت تشمل أراضي أصبحت الآن جزءا من الولايات المتحدة، وقالت متهكمة "أمريكا المكسيكية، هذا ظريف فيما يبدو".
ضم كندا: الولاية الـ51
من بين الأفكار الأكثر جدلاً، أشار ترامب سابقاً إلى إمكانية ضم كندا لتصبح الولاية الـ51، وعرض على الكنديين خفضا بـ60% للضرائب.
قد تبدو هذه الفكرة مستبعدة، لكنها تثير تساؤلات حول نوايا ترامب لتعزيز الهيمنة الأمريكية في المنطقة، إذ ستكون لمثل هذه الخطوة، إن تمت، تداعيات اقتصادية هائلة، سواء من حيث الموارد الطبيعية أو التجارة الثنائية.
النفط.. معركة الاستقلال
يسعى ترامب إلى تعزيز إنتاج النفط الأمريكي وخفض أسعاره لتحقيق استقلال أكبر للطاقة.
ترتبط هذه السياسة بتقليل الاعتماد على النفط المستورد، ولكنها قد تؤدي إلى تصعيد التوترات العالمية، كما أن زيادة الإنتاج قد تصطدم بمخاوف بيئية، ما يثير الجدل حول توازن ترامب بين الاقتصاد وحماية البيئة.
الطاقة المتجددة: هل تتغير الأولويات؟
رغم دعمه الكبير للوقود الأحفوري، يتساءل البعض عما إذا كان ترامب سيولي اهتماماً أكبر بالطاقة المتجددة. قد تأتي هذه الخطوة استجابة للضغوط العالمية المتزايدة للتصدي لتغير المناخ. ومع ذلك، لا تزال هذه الفرضية محل شك في ظل أولوياته التقليدية لتعزيز الصناعات المرتبطة بالنفط والفحم.
الصراع مع الفيدرالي: جيروم باول في مرمى النار
أحد أكثر الملفات إثارة للجدل هو علاقة ترامب بمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
خلال فترة رئاسته الأولى، دخل ترامب في مواجهة علنية مع رئيس الفيدرالي جيروم باول، مطالباً بتخفيض أسعار الفائدة بشكل أكبر لدفع عجلة النمو الاقتصادي.
ترامب، قد يعيد هذه الضغوط بهدف تحقيق أهدافه الاقتصادية، ما قد يضع الفيدرالي في موقف صعب بين الاستقلالية السياسية والضغوط التنفيذية.
خفض التضخم والدين الأمريكي: مهمة معقدة
يمثل خفض التضخم والتعامل مع الدين الوطني تحدياً رئيسياً لأي إدارة أمريكية.
يخطط ترامب لاتخاذ خطوات جريئة تشمل تقليل الإنفاق الحكومي وزيادة النمو الاقتصادي لتعويض الدين. ولكن يبقى التحدي في كيفية تنفيذ هذه السياسات دون التأثير على البرامج الاجتماعية أو إثارة استياء الطبقة المتوسطة.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMTg0IA== جزيرة ام اند امز