الهلع يصيب شركات الطيران والسيارات والنفط ترقبا لعقوبات إيران
صفقات الشركات الأجنبية المقدرة بمليارات الدولارات مع إيران تواجه تهديدات كبيرة بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي.
أصبحت صفقات بمليارات الدولارات لشركات أجنبية مع إيران تحت التهديد بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع طهران.
بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران في عام 2015 لكبح طموحاتها النووية، قامت الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، ما دفع كبريات الشركات إلى استغلال الفرصة والاستثمار في الاقتصاد الإيراني والدولة ذات الـ80 مليون نسمة. وخلال عام واحد، وقعت إيران صفقات هائلة مع شركات في فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، في قطاعات النفط والغاز والملاحة الجوية وصناعة السيارات.
وفي وقت مبكر من يوم الأربعاء ووسط مخاوف من تأثير القرار الأمريكي على التجارة، هبطت أسهم العديد من الشركات التى لديها استثمارات كبيرة مع الحكومة الإيرانية مثل Airbus وRenault وPeugeot، و PSA، بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط.
ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية يعني فرض نظام جديد من العقوبات على إيران تقييدات متوقعة على كثير من الأشياء بدءا من صادرات قطع غيار المعدات الأمريكية وحتى القروض بالدولارات. ولذلك سيكون على أي شركة تتعامل مع إيران التقدم بحرص شديد، أو مواجهة احتمالية غرامات ضخمة.
وفيما يتعلق بقطاع النفط والغاز، أشارت الصحيفة إلى أنه في ديسمبر/كانون الأول 2016، وقعت Royal Dutch Shell اتفاقا مشروطا لتطوير حقول النفط والغاز الإيرانية في جنوب أزاديجان ويادافاران وكيش. وبالرغم من أن البدء في الحفر لا يزال بعيدا، فإن العقوبات من المحتمل أن تضع عراقيل أمام أي استعدادات قد اتخذت بالفعل. وكذا هو الحال مع شركة النفط الفرنسية Total، حيث كانت قد اتفقت على مساعدة إيران في تطوير حقل بارس الجنوبي أكبر حقل غاز في العالم، فضلا عن أن Shell وTotal كانتا قد أصدرتا تراخيص لبناء محطات بنزين في إيران أيضا.
في عام 1935، كانت شركة بريتيش بتروليوم BP أول شركة تقوم باستخراج النفط من إيران، لكن بالرغم من ذلك لم تتهافت إلى إبرام صفقات جديدة معها كما فعلت Shell وTotal، وفضلت بدلا من ذلك إرسال فريق موظفين في مهمة لتقصي الحقائق. لكن بالرغم من ذلك ربما تتأثر BP أيضا بالانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، حيث وافقت في أواخر العام الماضي على بيع حقول نفط بحر الشمال الثلاثة إلى Serica Energy مقابل 400 مليون دولار. وتشارك الشركة الوطنية الإيرانية للنفط في ملكية أحد هذه الحقول، ما يعني أن الأمر يتطلب ترخيضا من مكتب الولايات المتحدة لمراقبة الأصول الأجنبية من أجل السماح للشركات الأمريكية أو من الجنسيات الأخرى بالعمل فيه.
وإذا تعذر على Serica الحصول على هذا التصريح بسبب العقوبات الجديدة، ستواجه خطر عدم القدرة على استدعاء شركات أمريكية في حالة اندلاع حريق أو تسرب نفطي على سبيل المثال، ما سيقيد بشدة خيارات الطوارئ الخاصة بها. ولم تكتمل عملية البيع بعد، ولا يزال من غير الواضح ما ستمضي Serica قدما أو لا. وعن ذلك قالت BP: "نهتم بالتأكد دائما من الالتزام بالعقوبات المطبقة".
ومن جانبها أصدرت شركة Serica بيانا بالتزامن مع هبوط أسهمها بما يزيد عن 5% استجابة لقرار ترامب. وقالت الشركة: "تقيم الشركة آثار هذه القرارات ومدى ارتباطها بحقل رهام التي تشارك فيه الشركة الوطنية الإيرانية للنفط بنسبة 50%. سنقوم بموافة السوق بكل جديد حول الأمر".
ومن المتوقع أيضا أن ترتفع أسعار النفط بسبب العقوبات المفروضة على إيران. ووصل نفط برنت الخام إلى 77.89 دولار للبرميل قبل وقت قليل من الساعة 0700 بتوقيت جرينتش اليوم الخميس، بارتفاع 0.9% عن التسوية السابقة، وهو السعر الأعلى منذ نوفمبر 2014.
وبخصوص الطيران، قامت شركة Airbus وBoeing بعقد اتفاقات بقيمة 39 مليار دولار لبيع طائرات إلى إيران. وقال ستيفن منوشين، وزير الخزانة الأمريكية، الثلاثاء، إنه سيتم إلغاء تراخيص الشركات الخاصة بالتصدير إلى إيران. وبالرغم من أن Airbus شركة أوروبية، فإن ما يزيد على 10% من قطع غيارها والعاملين في بناء طائراتها من الولايات المتحدة. لكن قال المتحدث الرسمي باسم Airbus إن الوظائف لن تتأثر، وإنهم يحللون بحرص الإعلان الأمريكي وسيكون هناك تقييم للخطوات التالية بما يتلاءم مع السياسات الداخلية للشركة والالتزام الكامل مع العقوبات ولوائح مراقبة الصادرات، وأن هذه عملية ستستغرق وقتا.
وفي قطاع السيارات، ربما تتخذ العديد من الشراكات مع مصنعي السيارات الأوروبيين وقفة بسبب العقوبات الجديدة على طهران، وستكون شركات السيارات الفرنسية الأكثر تضررا. وبالفعل هبطت أسهم Renault وPSA المالكة لـ Citroën وPeugeot وVauxhallفي تداول أسهم بورصة باريس يوم الأربعاء.
عندما تم رفع العقوبات، وقعت Renault من فرنسا صفقة بقيمة 778 مليون دولار لتصنيع 150 ألف سيارة في العام خارج طهران. فيما وقعت PSA اتفاقات مع شركاء محليين لإنتاج مئات آلاف السيارات في إيران. وعن ذلك، قالت PSA إنها تأمل في أن يتوصل الاتحاد الأوروبي إلى موقف مشترك مع الرئيس ترامب بخصوص العقوبات الجديدة، دون التصريح بما قد يكون هذا الموقف.
ووقعت شركة طهران أيضا صفقة مع قسم الشاحنات في Mercedes-Benz، العام الماضي. كما استأنفت شركة Volkswagen صادراتها إلى إيران.
وأخيرا، في مجال الاتصالات، أعلن المتحدث الرسمي باسم شركة فودافون أن الشركة تراقب الوضع عن كثب. وكانت فودافون تعمل على شراكة مع الشركة الإيرانية HiWEB لتحديث بنية الإنترنت التحتية في البلاد وتشمل البرودباند (النطاق العريض) وخدمات الإنترنت عبر الهواتف.