انسحاب ترامب.. رصاصة في قلب المشروع الإيراني باليمن
انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني سينعكس بشكل مباشر على مجريات الحرب في اليمن.
أثار قرار انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران موجة ارتياح في الشارع اليمني، باعتباره كان من أكثر المتضررين من اتفاق ساعد مليشيا الحوثي الانقلابية في امتلاك صواريخ باليستية.
وفيما استبشر اليمنيون بتحولات نوعية في المشهد العسكري، عبر القضاء على المشروع الإيراني، أعرب مواطنون يمنيون عن ابتهاجهم بإطلاق ألعاب نارية، حتى في تلك المناطق الخاضعة للانقلاب ومنها صنعاء.
وكشف الابتهاج الشعبي لخروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عن حالة سخط كبيرة تسيطر على اليمنيين إزاء تصرفات المليشيا وفقاً لنشطاء حقوقيين.
وأكد ناشطون حقوقيون يمنيون في تصريحات لـ"العين الأخبارية" أن احتفال قاطني صنعاء بالقرار يمثل تحدياً قوياً لمليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، والتي تتخذ من عبارة "الموت لأمريكا" شعاراً لها.
وأجبرت مليشيا التمرد الحوثية اليمنيين على الدخول في حرب بالوكالة عن إيران التي تمدهم بالأسلحة والصواريخ الباليستية والخبراء أيضاً، وهي حرب استنزفت اليمن اقتصادياً وبشرياً، وقذفت باليمنيين إلى حافة أسوأ كارثة إنسانية في العالم، حسب تقارير منظمات دولية متطابقة.
وفيما توقع البعض بأن تتخذ المليشيات ما حدث من احتفالات ذريعة لتنفيذ حملة اعتقالات وملاحقات بحق مدنيين مناهضين لسياساتها، إلا أن ترجيحات المراقبين تؤكد أن احتفالات صنعاء كانت مؤشرا خطرا لدى الحوثيين الذين طالما راهنوا على امتلاكهم حاضنة فيها، تخولهم من حشد مقاتلين جدد كوقود لإبقاء جذوة الحرب مشتعلة دون انطفاء.
في المقابل، أكد محللون سياسيون وعسكريون يمنيون أن القرار الأمريكي الأخير بشأن إلغاء الاتفاق النووي مع إيران سيكون لها تداعيات مباشرة على مجريات الحرب الدائرة في اليمن.
وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني ماجد المذحجي إن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران يمثل حدثاً عاصفاً بكل المقاييس، وسيجعل اليمن تحديداً في قلب عاصفة إقليمية وشيكة الحدوث.
وأوضح المذحجي، في تصريح لـ"العين الأخبارية"، أن الجميع مدرك تماماً أن إيران تستغل حلفاءها في اليمن كورقة لتمرير مخططاتها ومشاريعها القذرة، وعلى الأرجح فإنها لن تفوت استخدام اليمن كمنصة متقدمة لإرسال رسائل أكثر عنفاً، كرد فعل تجاه أي تحرك عدائي أمريكي محتمل بحقها.
وكانت إيران قد نجحت سابقاً، خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تحديداً، في التلاعب بأوراق عدة؛ منها الحوثيون، للضغط في سبيل الحصول على الاتفاق النووي الذي ضمنت من خلاله رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وفي ظل التداعيات المتسارعة، لا يستبعد المتابعون والمحللون العسكريون إمكانية توجيه واشنطن خلال الأيام القليلة المقبلة، ضربات عسكرية ضد إيران، عبر استهداف حلفاءها الحوثيين في اليمن.
ويرى المحلل العسكري، العقيد نجيب الجبري، أن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي سيفتح باب الاحتمالات على مصراعيه، ومنها إمكانية حدوث استهداف عسكري أمريكي مباشر لمواقع في العمق الإيراني.
وقال الجبري لـ"العين الأخبارية" إن الاحتمال الأقرب سيكون في معاقبة إيران بواسطة حليفهم الحوثي في اليمن، إما بالاستهداف المباشر أو عبر رفع وتيرة العمليات العسكرية للقوات الموالية للحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي، لتسريع حسم الأمور ميدانياً، دون التعويل كثيراً على الحلول السلمية والمفاوضات السياسية.
وتوقع العقيد الجبري أن يتم إعطاء الضوء الأخضر للقوات الحكومية للبدء الفعلي في معركة استعادة مدينة الحديدة الساحلية غربي البلاد، التي طالما مارست بعض الدول الكبرى والمنظمات الإنسانية ضغوطاً على القوات الحكومية والتحالف العربي لتأجيل وإيقاف هذه المعركة.
وبالتزامن، شهدت الساعات القليلة الماضية مواجهات عسكرية عنيفة بين ألوية العمالقة الموالية للحكومة الشرعية وقوات حراس الجمهورية بقيادة العميد طارق صالح من جهة، وبين الانقلابيين الحوثيين من جهة أخرى، في بلدة البرح الاستراتيجية التي تربط مدينتي تعز والحديدة، فيما يبدو أنه إيذان رسمي بانطلاق المعركة المؤجلة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن، الثلاثاء، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، ووقع قراراً رئاسياً بفرض أشد العقوبات على إيران، معتبراً ان القرار يأتي في إطار حرص بلاده على عدم امتلاك إيران كأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، لأخطر سلاح في العالم.
وقال ترامب في خطابه إن إيران دعمت ولا تزال مليشيا حزب الله وتنظيم القاعدة ومليشيا الحوثي في اليمن؛ وأن واشنطن ستعمل مع شركائها على إنهاء خطر الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تهدد به استقرار المنطقة.
aXA6IDE4LjIyMC45Ny4xNjEg جزيرة ام اند امز