في إسرائيل.. أصوات قلقة من «خطة ترامب» حول غزة
![نازحون في غزة](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/08/113-002911-trump-israel-new-plan_700x400.jpg)
ليس فقط الفلسطينيين والعديد من الدول العربية والغربية، بل أيضا البعض داخل إسرائيل، ينظرون بعين الريبة إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة.
وتساءل إسرائيليون عن مصير الرهائن في غزة في حال أثرت هذه الخطة على موقف حركة حماس من تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في القطاع.
بل إن هؤلاء يرون أن الخطة غير قابلة للتنفيذ وأنها مجرد بالون اختبار، فيما تساءلوا عن سبب صمت أحزاب الوسط في إسرائيل على هذا المقترح.
وقالت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها، الجمعة، إن "إعلان الرئيس الأمريكي ترامب نقل سكان غزة إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، استولى على الاهتمام العام في إسرائيل والعالم".
وتابعت "تسبب الاقتراح بفرحة كبرى لدى أجزاء واسعة من الجمهور الإسرائيلي، وهو ما ينبغي أن يقلق المواطنين الراغبين بالعيش في دولة سوية العقل، تفهم بأن الطريق الوحيد لحل النزاع يمر باتفاقات سياسية مع جيراننا الفلسطينيين، وليس بحلول ملفقة تدعي إخفاء مئات آلاف الناس من الأفق بعصا سحرية".
وأضافت: "لكن ما ينبغي أن يقلق هو أن فقاعات الصابون المنتشية التي نثرها ترامب قد تشوش الأمر الأهم من كل شيء: 79 مخطوفاً أحياء وأمواتاً لا يزالون في قطاع غزة".
"العامل الأخلاقي"
بدوره، وصف المحلل العسكري في الصحيفة، عاموس هارئيل، الخطة بأنها "متطرفة وصعبة التنفيذ".
وقال في مقال تابعته "العين الإخبارية": "إجمالي الردود في إسرائيل، المتحمسة في معظمها، غاب عنها التطرق إلى العامل الأخلاقي: الطرد الفعلي لمليوني شخص عاش أجدادهم وآباؤهم هنا".
وتابع أن هذه الردود "تعكس أيضاً انغلاقاً متزايداً للرأي العام هنا تجاه خطوات جارفة تريد تغيير حياة الملايين بشكل قسري".
واعتبر هارئيل، أن "ادعاء (رئيس وزراء إسرائيل بنيامين) نتنياهو وترامب بأن الحل البديل موجود في أفريقيا، هو ادعاء غير منطقي في أي حال من الأحوال. الفلسطينيون سيكونون هناك نبتة غريبة"، مضيفا: "حتى الآن، احتمالية تطبيق فكرة ترامب الجديد ضعيفة جداً".
وتساءل هارئيل عن مصير اتفاق تبادل الأسرى، وقال: "ربما أن العائق الكبير الآن هو حماس مرة أخرى. إذا أعلن ترامب أن حماس لن تحكم في قطاع غزة، واقترح هجرة واسعة منه، فهل يبقى دافع للحركة للتقدم في الصفقة، وحتى تنفيذ المرحلة الأولى؟.
"لن تتحقق"
فيما كتب وزير العدل الإسرائيلي الأسبق، يوسي بيلين، في صحيفة "إسرائيل اليوم": "فكرة ترامب الجديدة -نقل مليوني فلسطيني من غزة إلى مكان يستقبلهم وتحويل القطاع إلى موقع سياحي جذاب، لن تتحقق، ومحيط ترامب يعرف هذا جيداً".
وأردف بيلين: "إذا كان ترامب يريد مساعدتنا حقاً في معالجة النزاع الطويل، فإننا نقترح عليه بذل جهوده في إبعاد حماس عن غزة، وإقناع نتنياهو باقتراح أفق سياسي والعودة إلى إقامة دولة فلسطينية".
وأضاف بيلين: "أما أولئك الذين يعتقدون أن الخلاص قد جاء وأن ترامب يوشك على تحقيق أحلام اليمين المتطرف بتوزيع الفلسطينيين على 22 دولة عربية، فلا يدركون أنها رؤية لا احتمال لها للتحقق".
وفي وقت سابق اليوم، تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خطوة إلى الوراء بشأن خطة أعلنها هذا الأسبوع بشأن قطاع غزة.
وقال ترامب للصحفيين، اليوم الجمعة، إنه "ليس مستعجلًا في تنفيذ مقترحه بشأن السيطرة على قطاع غزة لتطوير مشاريع عقارية فيه".
وأوضح أثناء استقباله رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، أنه "لا داعي للعجلة على الإطلاق" في تنفيذ المقترح، الذي لقي تنديدًا دوليًا.
جاء ذلك في وقت توالت فيه ردود الفعل الدولية الرافضة للمقترح الذي طرحه الرئيس ترامب، والذي يقضي بتسلّم الولايات المتحدة إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وتهجير سكانه.
وصدم ترامب الرأي العام العربي والغربي على السواء بالإعلان عن رغبته في أن تسيطر بلاده، لأمد طويل، على قطاع غزة.
وأشار إلى أنه عازم على تفريغ قطاع غزة من سكانه بصورة كاملة لإعادة بناء ريفييرا في الشرق الأوسط.