حرب غزة وهجوم 7 أكتوبر.. غالانت يبوح بخفايا جديدة
تفاصيل جديدة يكشفها وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت عن حرب غزة، من يوم الهجوم وصولا لهدنة حملت في ثناياها شبح دونالد ترامب.
ولأول مرة، قدم غالانت، في مقابلة مع القناة الـ12 الإسرائيلية، شرحا من داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عن 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، اليوم الذي هاجمت فيه حركة حماس إسرائيل لتشعل بذلك شرارة الحرب في غزة.
وقال في المقابلة التي طالعتها "العين الإخبارية": "اتصلت بي ابنتي من تل أبيب وقالت لي: هناك إنذارات في تل أبيب، وبعد دقيقة واحدة، التقطتُ الهاتف واتصلتُ برئيس الأركان، وقال لي: إنها من غزة، وليست مجرد صواريخ، هناك شيء ما على الأرض هنا أيضاً، سأقوم بتقييم الوضع".
وعن مشاعر المسؤولين الذين قابلهم حينها، أوضح أن "الشعور بالثقل والفشل ملموس. ومن ناحية أخرى، الناس يعملون. أولاً، أنظر إلى رئيس الأركان، فهو يقوم بوظيفته: يعطي التعليمات، ويجمع الأمور معاً".
وأضاف: "رئيس الأركان مشغول بإدارة النظام العسكري، وأنا لا أزعجه في ذلك الوقت. ولكنني أدخل غرفته لتقييم وضعه قبل الساعة الثامنة صباحًا، وأرى أن هناك شعورًا بعدم الفهم هنا. ليس هناك أي فقدان للأعصاب، ولكن هناك شعور بعدم الفهم، وأنهم لا يعرفون ما يحدث في كل مكان".
وأشار إلى أنه فهم في حينه أنها الحرب "في تقييم الموقف عند الساعة الثامنة، أخبرت الجميع: هذه حرب. افتحوا جميع المستودعات، كل ما هو موجود، وقوموا بتجنيد كل من تستطيع، العاديين والاحتياطيين".
وتابع: "أرسلهم جنوبًا، فهذا يحدث بالفعل، ولكن أيضًا شمالاً. لأنني لا أعتقد أن حماس ستبدأ حرباً دون أن يكون حزب الله شريكاً".
ومضى يقول: "وبالمناسبة، عندما نعثر على أجهزة الكمبيوتر والأقراص الصلبة التابعة لحماس في ديسمبر/ كانون الأول (2023) ثم في فبراير/شباط (2024)، فمن الواضح تماما أن حماس كانت تنوي ضم حزب الله إليها".
نتنياهو «كئيب»
بخصوص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في صباح ذلك اليوم، قال: "أعتقد أنه كان في مزاج كئيب للغاية، ليس فقط في ذلك اليوم، بل وأيضًا بعده في الحادي عشر من أكتوبر، وفي الفترة التي سبقت المناورة. لقد كانت لديه رسالة متشائمة للغاية لم أؤيدها".
وعما إذا كان يعمل في كامل طاقته، ردّ "أنا لا أعطي درجات لرئيس الوزراء، أو لكيفية عمله أو عدم عمله".
وبشأن مفاجأة الهجوم "أعتقد أنه عندما يتعين على وزير الدفاع اتخاذ قرارات، يجب عليه الاعتماد على المعلومات التي تصل إليه، سواء من خلال الاستخبارات أو من خلال جميع المناقشات مع كبار المسؤولين وغيرهم - أو من خلال الجولات الميدانية".
وكشف أنه لم يحصل على أية إشارة عن نية حماس الهجوم "أنا لم أحصل حتى على فاصلة".
وبخصوص ما إذا كانت اقتحامات إيتمار بن غفير من بين الأسباب التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر، أجاب "هذا متفجر. هذا أمر مزعج للغاية، ونحن نعلم ذلك من المعلومات".
هل يشعر غالانت بالذنب؟
ولم يتنصل غالانت من مسؤولية شخصية عن الإخفاق، بقوله "أولاً، أنا مسؤول عما حدث منذ بداية يناير/كانون الثاني 2022 (تاريخ تقلده منصبه)، أي أيضا 7 أكتوبر، حتى انتهاء منصبي في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024".
وعما إذا كان يشعر أيضًا بالذنب تجاه ما حدث، اعتبر أن "المسؤولية هي شيء يجب علينا أن نتحمله. أما فيما يتعلق باللوم فأقترح أن يوضع في يد من هو مخول بذلك. أشعر بألم وحزن كبيرين".
ورفض المزاعم بأن قادة الجيش الإسرائيلي تعمدوا عدم نقل المعلومات إلى المستوى السياسي "لا، لا أعتقد أن هناك أشخاص سيئين هنا. ولا أعتقد أن هناك أي إهمال متعمد هنا أيضًا".
العملية البرية بغزة
ولفت إلى أن نتنياهو عارض العملية البرية في غزة، حيث أكد لأول مرة أن رئيس الوزراء عارض الهجوم البري على غزة.
وعن هذه الجزئية، قال : "قبل المناورة (العملية البرية)، أخبرني رئيس الوزراء أننا سنشهد آلاف القتلى في غزة. قلت له لن يكون هناك آلاف القتلى، وإلى جانب ذلك، لماذا لدينا جيش؟ إذا لم نقم بتفعيله بعد أن قتلوا ألفًا من مواطنينا وخطفوا وقتلوا النساء والأطفال والشيوخ؟".
وتابع: "ثم جاء المنطق الذي قال: إن الرهائن سيتم استخدامهم كأهداف إنسانية".
واستطرد "أنا أقول لك، النضال من أجل الدخول في المناورة لم يكن سهلا. كنت مع القوات في 8 أكتوبر (2023)، الرسالة التي خرجت من القوات هي أنكم تخبروننا دائمًا وهذا لا يحدث أبدًا، وبعد اسبوع ستطلقون سراحنا من الاحتياطي لأنكم لستم جادين".
و"عندما عدت إلى مجلس الوزراء"، يُكمل "اتضح لي أن هناك أشخاصاً هناك كانت خبرتهم السياسية أكبر من خبرتي، أو كانت رتبتهم العسكرية في الاحتياط أعلى من رتبتي، وكانوا يفكرون نفس الشيء".
"كان هناك صراع هنا. هذا الأمر كله يحتاج إلى وقت، وفي النهاية، توصلنا أنا ورئيس الأركان إلى هذا القرار".
وردا على سؤال: هل تقول أساساً إنه لو لم تضغط فإن نتنياهو و(غادي) إيزنكوت و(بيني) غانتس سينهون الحرب بالقصف الجوي فقط؟، أجاب "لا أريد أن أتحدث عن الشخص أ أو الشخص ب. وفي النهاية صوّت رئيس الوزراء ومجلس الوزراء على الموضوع ووافقوا عليه بالإجماع".
وفي هجوم ثان على نتنياهو، وردا عما إن كانت الحكومة الإسرائيلية فعلت كل ما في وسعها لإعادة المختطفين، قال "أنا لا أعتقد ذلك. كان بإمكاننا أن نحضر المزيد من الرهائن، في وقت أقرب، وبسعر أقل".
ترامب كلمة سر
اعتبر غالانت أن "العرض الذي قدمته حماس في أوائل يوليو/تموز الماضي يتطابق مع العرض الحالي، لكنه كان أقل جودة في بعض النواحي. لقد أصبح عدد المختطفين الأحياء أقل، وللأسف مرّ وقت أطول ونحن ندفع ثمناً باهظاً هنا".
وفي رده عن سؤال بشأن المسؤول عن عدم حدوث ذلك، قال"لنأخذ حدث شهر أبريل (نيسان)، فهو يفسر كل شيء. تقرر حكومة الحرب بالإجماع التوصل إلى صفقة يتم بموجبها مغادرة محور نتساريم (وسط القطاع)، وتكون هناك مفاتيح مختلفة لإطلاق سراح الرهائن مقابل إطلاق سراح السجناء".
وأردف "في المساء، تجري مناقشة في مجلس الوزراء، ويدخل وزير المالية (بتسلئيل) سموتريتش، الذي لا يعرف الخطة أو لا يفترض أن يعرفها، ويقول: هناك خطة لإعادة 18 رهينة مقابل مغادرة نتساريم، ويعلن أنه سيعارضها ويترك الحكومة".
مقتل نصرالله .. لمن الفضل؟
كما رفض أن يكون لنتنياهو الفضل في قتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقال: " الشخص الوحيد الذي كان يضغط من أجل القضاء على حزب الله واستمرار القتال في تلك الفترة هو أنا. وكان الاتفاق السابق يتعلق بوقف إطلاق النار لمدة 42 يوما، وأصررنا عليه".
ورفض مزاعم نتنياهو بأن مظاهرات عائلات الرهائن الإسرائيليين زادت من تشدد موقف حماس "أنا لا أعتقد ذلك".
وعن أسباب التوصل إلى اتفاق حول غزة في التوقيت المعروف وليس قبل أشهر ، أجاب "لقد ذهبنا إلى نفس الصفقة التي كانت في يوليو. ماذا تغير؟ نتنياهو يعتبر (دونالد) ترامب أكثر أهمية من (إيتمار) بن غفير، وهذا لم ينطبق على (جو) بايدن، هذه هي القصة كاملة".