ترامب والقدس في إعلام فرنسا.. «منعرج خطير» لقرار «خال من الحنكة»
الإعلام الفرنسي بمختلف توجهاته اليمنية واليسارية يُجمع على خطورة القرار الأمريكي المزمع بنقل السفارة من تل أبيب للقدس
الخطاب المنتظر أن يلقيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأربعاء، لإعلان نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، خيّم على عناوين معظم الصحف الفرنسية الصادرة اليوم، والتي اتفقت، بمختلف مشاربها من اليمين إلى اليسار، على أن القرار سيشكل "منعرجا خطيرا" في مسار القضية الفلسطينية.
ووفق ما طالعته بوابة العين الإخبارية، اعتبرت صحيفة "لوموند"، تحت عنوان "ترامب يعلن الأربعاء اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل"، أن إعلان الرئيس الأمريكي المقرر في الساعة (18.00 تغ) من شأنه أن يحبط جهود السلام التي يبذلها صهره ومستشاره جاريد كوشنر، المكلف بإيجاد مخرج للصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي فشل جميع أسلافه المتعاقبين على رئاسة الولايات المتحدة في حله.
ومضت الصحيفة تقول إن أي اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ينسف آمال القادة الفلسطينيين الذين يرون أن القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 هي عاصمة دولتهم، وأن وضع المدينة لا يمكن تسويته إلا في إطار اتفاق سلام.
أما صحيفة "لوفيجارو" المحسوبة على اليمين، فنشرت مقالا بعنوان "القدس.. إحدى النقاط الشائكة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، معتبرة أن قرار ترامب سيكون محملا بالتداعيات "الثقيلة" لملف شكّل منذ نصف قرن إحدى النقاط الشائكة في الصراع.
واستعرضت مراحل القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس، وتأجيل تنفيذه في كل مرة من قبل الرؤساء السابقين لـ6 أشهر يتم تجديدها في كل مرة، لتنتهي آخرها أول أمس الإثنين.
ولفتت إلى أنه منذ اتفاقية أوسلو للسلام الموقعة في 1993، هناك توافق واسع في الآراء على أن القدس الشرقية ستصبح عاصمة لدولة فلسطينية في المستقبل.
ووفق الصحيفة، فإن قادة الائتلاف اليميني الموجود حاليا في السلطة في إسرائيل معادٍ بحزم لفكرة التخلي عن جزء من القدس، ما يعني أن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل سيكون من وجهة نظرهم "انتصارا"، وفي نظر الفلسطينيين "فشل حلمهم بالاستقلال".
من جانبها، تناولت صحيفة "لوبوان" موضوع القدس من خلال تصريح المبعوث الأممي الخاص إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، والذي قال إن الوضع المستقبلي للقدس ينبغي أن يكون موضوع مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل.
أما موقع "ميديابارت"، فتساءل عمن يقف وراء قرار ترامب، ونشر مقالا تحت عنوان "القدس.. ولكن من ينصح ترامب؟"، مشيرا إلى أن قرار نقل السفارة من شأنه أن يتسبب في فرار أكبر حلفاء واشنطن.
وتساءل أيضا "كيف خطرت هذه الفكرة ببال الرئيس الأمريكي رغم التوجه العام للرأي العام الأمريكي والدولي بهذا الخصوص؟".
ونقل المقال عن شيبيلي تلحمي من مركز الشرق الأوسط بالولايات المتحدة الأمريكية قوله إن مستشاري ترامب "يعيشون في فقاعاتهم، مدعومين بقلة خبرة غير مسبوقة".
وأضاف أن "81 % من الأمريكيين، بينهم 71 % من الجمهوريين، يريدون أن يكون لترامب مستشارون حقيقيون فيما يتعلق بسياسته في الشرق الأوسط، وليس أفرادا عديمي الخبرة من عائلته.
aXA6IDMuMTQ0LjExNS4xMjUg
جزيرة ام اند امز