لماذا يرفض ترامب إنشاء مكتبة رئاسية؟
أرجأ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خططا لإنشاء مكتبة رئاسية تشكل انعكاسا لأسلوب إدارته للبيت الأبيض.
وذكر تقرير لوكالة "بلومبيرج" الأمريكية أن الرئيس ترامب يقضي أشهره الأولى عقب خروجه من البيت الأبيض في محاولة "فرض الصورة التي يريد أن يتذكره الناس بها".
وأشار التقرير إلى أن الرئيس السابق رفض التخلي عن الأضواء، وأصدر بيانات شبه يومية، وأنشأ موقعًا إلكترونيًا، وظهر في مناسبات عدة في منتجعه، مار إيه لاغو، كان من بينها حفل زفاف حيث تطرق إلى قضية تزوير نتائج انتخابات 2020.
لكن، وبحسب بلومبيرج، فإن تخطيطه لإنشاء مكتبة قد يوحي بأنه "أقر بهزيمته في الانتخابات وأنه ليس الرئيس.. وهذا ليس شيئًا هو مستعد للتنازل عنه"، وفقا لمقربين منه.
وأضافت نقلا عن المقربين أن "ترامب لوح علنا باحتمال أنه سيسعى لترشيح الحزب الجمهوري في عام 2024".
ويقول أنتوني كلارك، مؤرخ المكتبات الرئاسية للوكالة الأمريكية، إنه: "بمجرد إعلانه عن جمع الأموال لمكتبته فهذا يعني أنه تخلى حتى عن الترشح مرة أخرى."
واتبع جميع الرؤساء الأمريكيين منذ فرانكلين دي روزفلت نهج إنشاء مكتبة رئاسية كوسيلة لأرشفة سجلاتهم للباحثين بالإضافة إلى الدفاع عن إرثهم.
وخلال تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ، قال مازحًا في افتتاح مكتبة الرئيس "بوش الأب" في عام 2013 إنها كانت "أحدث وأروع مثال على النضال الأبدي للرؤساء السابقين لإعادة كتابة التاريخ".
وقبل باراك أوباما، أنشأ الرؤساء مؤسسات غير ربحية لجمع الأموال من الجهات المانحة الخاصة لبناء مكتبات ومتاحف ثم تبرعوا بها أو أجروها للحكومة الفيدرالية لتعيين موظفين وإدارتها باستخدام أموال دافعي الضرائب.
وتقوم المؤسسات بدفع تكلفة المعروضات وإنشائها، حيث يساعد الأرشيف الوطني في تطوير المحتوى.
ويملك أوباما مؤسسة خاصة لبناء وإدارة مركزه الرئاسي في الوقت الذي تتيح فيه للأرشيف الوطني بالتعامل مع سجلاته.
وقد فعل الرئيس الأمريك الأسبق نيكسون ذلك في البداية أيضًا مع مكتبته التي افتتحها عام 1990 في ولاية كاليفورنيا، قبل أن يتم تسليمها إلى الحكومة لإدارتها عام 2007.
ويشكك كلارك خلال تصريحاته لوكالة "بلومبيرج" الأمريكية، في إمكانية إنشاء ترامب لمكتبة رئاسية على الإطلاق "بسبب تكلفة بنائها وتعقيدها، ومدى صعوبة تأمين المكان .. ناهيك عن أنه لم يبدأ في جمع الأموال والتخطيط قبل مغادرته منصبه كما فعل الرؤساء الآخرون".
وأنشأ أوباما المؤسسة المسؤولة عن مكتبته عام 2014 إدارة مركز رئاسي متوقع قيمته 500 مليون دولار في شيكاغو.
وافتتح مركز جورج دبليو بوش الرئاسي، الذي يضم سجلاته ومتحفًا ومعهد بوش للسياسة ومكاتب مؤسسة بوش في حرم جامعة ساذرن ميثوديست في دالاس - جامعة السيدة الأولى السابقة لورا بوش - - في عام 2013 بعد الإعلان عن المرشحين النهائيين للموقع في عام 2005.
وإذا قام ترامب ببناء مكتبة خاصة أو منطقة جذب سياحي لأنصاره، فإن ذلك سيسمح له بتصوير رئاسته - بما في ذلك اثنان من إجراءات عزله غير المسبوقة - بالطريقة التي يريدها وليس بالضرورة الطريقة التي سيكتب عنها المؤرخون.