هذا اللقاء كان مهدداً بالإلغاء لاسيما بعد معارك وتصريحات إعلامية وعلى تويتر ، وتبادل قصف جبهات وحرب كلامية
صادف اليوم الثلاثاء الموافق 12 يونيو موعداً لعقد قمة بين زعيم كوريا الشمالية و الرئيس الأمريكي، حيث تؤكد وسائل إعلام حكومية في كوريا الشمالية أن الزعيم كيم جون أون لديه إرادة راسخة في أن تمضي عملية التقارب مع الولايات المتحدة بدون معوقات، والتي تزامنت مع تصريحات لترامب قال فيها إن الاستعدادات تسير بشكل جيد .
كل النتائج المتوقعة من هذا اللقاء ستعتمد على شخصية الزعيمين ، وهي من ستفرض نفسها بقوة على المحادثات وتشكل عاملاً كبيراً في تحديد نتائجها، وقد يحدث ما يمكن توقعه وما لا يمكن توقعه أو التنبؤ به، كما أن تحقيق الحد الأدنى من النتائج المرجوة من اللقاء تعتبر نصراً رمزيًا لكلا الزعيمين
هذا اللقاء سبقه اجتماع مفاجئ وغير متوقع جمع بين رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن والزعيم الكوري الشمالي في بلدة بانمونغوم الحدوية بين البلدين، نقلته كل وسائل الإعلام العالمية والمحلية، كما سبقته زيارات ولقاءات لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لإدارة العلاقة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، حيث التقى بومبيو ممثلي كوريا الشمالية ما لا يقل عن ثلاث مرات، وأبدى تأييده لتبني لهجة أكثر تصالحية مع بيونغ يانغ .
كما سبق هذا اللقاء زيارات لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى كوريا الشمالية قيل إنها تلبية لدعوة وزير الخارجية ري يونج هو ، كما أن هذا اللقاء يجد ترحيباً دولياً وأممياً ، حيث رحبّت معظم الدول الكبرى كالصين وروسيا واليابان و دول الاتحاد الأوروبي بخطوة الحوار المحتمل بين البلدين، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة الذي رحّب بدوره بالقمة المزمع عقدها لحل الخلافات بطرق دبلوماسية.
هذا اللقاء كان مهدداً بالإلغاء لاسيما بعد معارك وتصريحات إعلامية وعلى تويتر، وتبادل قصف جبهات وحرب كلامية وتصعيد واستعراض عضلات بإطلاق صواريخ بالستية وقاذفات نووية بين الزعيمين، وأيضاً نتيجة المناورات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، لذا كوريا الشمالية أظهرت تحذيرات للرئيس الأمريكي بالابتعاد عن لغة التهديد والوعيد و سياسة الضغوط والابتزاز التي لن تنفع، إذا أراد اللقاء أن يتم في أجواء إيجابية، حينها قال كيم جونغ أون "ترامب مختل عقلياً و سأدفّعه غالياً ثمن تهديده كوريا " .
ومما لاشك فيه أن لقاء ترامب و كيم وجهاً لوجه بحد ذاته هو لقاء تاريخي لا يمكن أن يُشبه لقاءات سابقة بين أي زعيمين لاسيما وأنهم مادة دسمة للإعلام، فهناك من يرى أنها بين ترامب العجوز الخرف و كيم الشاب الطائش، و بين مجنونين، مجنون الشرق ومجنون الغرب، وأنهما وجهان لعملة واحدة، هم مستبدين بالرأي مما قد يدفع الجنس البشري ثمناً باهضاً لأي حالة تهور منهما، لاسيما حين هدد كيم بأن الزر النووي دائماً على مكتبه رد ترامب بأن لديه أيضا زراً نووياً لكنه أكبر وأقوى بكثير مما لديه، والزر الذي أملكه فعال .
من المؤكد أن هذا اللقاء على الأقل في المدى القصير سيقلل من خطر حدوث حرب نووية محتملة، كما أن الجلوس على طاولة واحدة عادة سيؤدي إلى محادثات رفيعة المستوى كانت مقطوعة في الأصل، وستساعد على إرسال الرسائل المباشرة وغير المباشرة للتعرّف على النتائج المتوقعة من التفاوض مما يقلل من خطر أي مفاجأة غير متوقعة، كما أن الطرفين غير متفقين على أجندات موحدة؛ فإن اللقاء قد يساعد على اتفاق في الرؤى وتلاقي الاجندات، ولتأكيد حسن النية قد تتخلى بيونج يانج عن جزء من ترسانتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية، كما أن كل النتائج المتوقعة من هذا اللقاء ستعتمد على شخصية الزعيمين، وهي من ستفرض نفسها بقوة على المحادثات وتشكل عاملاً كبيراً في تحديد نتائجها، وقد يحدث ما يمكن توقعه وما لا يمكن توقعه أو التنبؤ به، كما أن تحقيق الحد الأدنى من النتائج المرجوة من اللقاء يعتبر نصراً رمزيًا لكلا الزعيمين أمام شعبيهما، كما أن هذا اللقاء سيفتح الباب إلى لقاءات قادمة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة