لم يتوقع إعلام الحمدين ذلك الرد الحازم والصريح من الخطوط الجوية الكويتية على مزاعم أبواق النظام القطري التي حاولت الترويج لأكاذيب.
لم تنفك الآلة الإعلامية لتنظيم الحمدين عن العزف على وتر تدويل الحرمين الشريفين، واستغلال المواسم الدينية للترويج بأن السلطات في المملكة العربية السعودية قد منعت الأشقاء القطريين من العمرة أو الحج، في المقابل لم يتوقع إعلام الحمدين ذلك الرد الحازم والصريح من الخطوط الجوية الكويتية على مزاعم أبواق النظام القطري التي حاولت الترويج لأكاذيب تدعي بأن هناك توجيهات صدرت من السلطات السعودية للطيران الكويتي بعدم السماح للمعتمرين القطريين بركوب الطائرات المتوجهة إلى مطار جدة، حيث شكّل رد "الكويتية" صفعة قوية لـ "الكذبة".
لماذا سمحت السلطات القطرية للأندية القطرية المشاركة في دوري أبطال آسيا بالوصول إلى الرياض وجدة عن طريق مطار الكويت وفي الوقت ذاته تمنع المواطن القطري من الوصول إلى جدة لزيارة الأراضي المقدسة في مكة بالطريقة نفسها التي وصلت بها أنديته المشاركة في البطولة الآسيوية؟
المقاطعة الرباعية لنظام الدوحة والتي احتفل تنظيم الحمدين بذكرى عامها الأول مدعيا بأنها كانت سببا في ازدهار اقتصاده ونمو صادراته وارتفاع ودائعه، مخالفا الأرقام الصادرة عن المؤسسات المالية والمنظمات الدولية ذات العلاقة والتي أكدت أن الاقتصاد القطري يسير نحو الهاوية بسبب هذه المقاطعة بعد أن باع النظام الكثير من أصوله ومشاريعه الاستثمارية، هذه المقاطعة السيادية للرباعي العربي سببت لهذا النظام حرجا في الداخل حيث يلمس المواطن القطري والمقيم ذلك التناقض ويرى بعينه تلك الآثار الاقتصادية والسياحية والتنموية السلبية التي انعكست على حياته اليومية.
ومن التناقضات التي لمسها أبناء قطر تلك الحفاوة وذلك الترحيب اللذان وجدهما المواطن القطري من الأشقاء في المملكة العربية السعودية خلال مواسم الحج والعمرة، خاصة أننا جميعا نتذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمر باستضافة الحجاج القطريين على نفقته الخاصة في بادرة لاقت استحسان وترحيب الجميع، والتي بلا شك كانت من أكثر الأمور التي سببت حرجا لنظام الدوحة أمام مواطنيه، وهو الذي لم ينفك يحذرهم من العذاب والتنكيل الذي ينتظرهم - على حد زعمه - في الأراضي المقدسة، مع العلم بأن الجميع يشهد بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين ومنذ توحيد المملكة العربية السعودية لم ولن تستخدم خدمة بيت الله الحرام وضيوف الرحمن في أي مساومة سياسية مهما بلغت الخلافات، ولنا في الحجاج الإيرانيين المثال الأوضح والذين منذ الثورة الخمينية لم ينقطع وجودهم في الأراضي المقدسة.
السؤال الذي يطرح نفسه والذي لم يجد له أبناء قطر الشرفاء إجابة حتى الآن، لماذا سمحت السلطات القطرية للأندية القطرية المشاركة في دوري أبطال آسيا في الوصول إلى الرياض وجدة عن طريق مطار الكويت وفي الوقت ذاته تمنع المواطن القطري من الوصول إلى جدة لزيارة الأراضي المقدسة في مكة بالطريقة نفسها التي وصلت بها أنديته المشاركة في البطولة الآسيوية؟ بل إن وفود هذه الأندية قد أدت مناسك العمرة في تلك الزيارات بكل أريحية وترحاب بشهادة إداريي ولاعبي تلك الأندية، وهل يظن تنظيم الحمدين أنه سيستطيع خداع القطريين بهذا الادعاء الذي كشفته الخطوط الجوية الكويتية التي نأت بنفسها وبسمعتها أن تكون طرفا في الأزمة بين نظام قطر وشعبها المغلوب على أمره؟
هذا البيان الصادر عن الخطوط الكويتية وما سبقه من بيانات أخرى صدرت عن جهات محايدة ومنظمات دولية وهيئات أممية، كشفت لنا عن أن نظام قطر وإعلامه يتخذان من الكذب والتزوير منهاجا لهم في التعامل مع هذه الأزمة، وهو ما يؤكد أن هذا النظام قد استخدم جميع أوراقه المتاحة في خداع الداخل القطري، وهنا أتذكر مقولة الرئيس الأمريكي الراحل إبراهام لنكولن عندما قال: "تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت ولكنك لن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة