تشارلز و«الدبلوماسية الملكية».. أمل أوكرانيا

تحاول أوكرانيا وحلفاؤها استثمار زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بريطانيا من أجل التأثير على موقفه تجاه الحرب.
واليوم الأربعاء، استقبل الملك تشارلز الثالث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يقوم بزيارته الرسمية الثانية إلى المملكة المتحدة.
وبحسب مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، فإنه من المتوقع أن يلعب العاهل البريطاني دورا غير معلن ولكنه مهم، من خلال استخدام مكانته وعلاقاته لتشجيع ترامب على ممارسة ضغوط أكبر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتتسم الزيارة بأعلى درجات البروتوكول الملكي من استقبال رسمي في قلعة وندسور إلى موكب بالسيارات ومأدبة رسمية، وعروض عسكرية ورمزية تؤكد قوة الشراكة التاريخية بين بريطانيا والولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يتجاوب ترامب، المعروف بإعجابه بالمظاهر الملكية والفخامة، مع هذا النوع من الدبلوماسية الناعمة، وهو ما تراهن عليه الحكومة البريطانية برئاسة كير ستارمر.
ورغم أن أجندة اللقاء الرسمية لا تتضمن أوكرانيا، إلا أن القصر والحكومة يتوقعان أن يثير الملك هذه القضية خلف الكواليس خاصة أن تشارلز معروف بدعمه المستمر لكييف.
ويحتفظ العاهل البريطاني بتواصل وثيق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي سبق أن استضافه مرتين خلال الأشهر الماضية، وهو ما أرسل رسالة واضحة عن تضامن بريطاني مع كييف.
وفي المقابل، تعامل ترامب ببرود مع زيلينسكي، بل ألقى عليه مسؤولية جزئية في اندلاع الحرب وكان لقائهما الأول في البيت الأبيض كارثيا، ولذلك قد يكون للملك تشارلز دور هام في تخفيف الفجوة وبناء أرضية جديدة للنقاش.
رسائل غير مباشرة
توقع مساعدون ملكيون ودبلوماسيون سابقون أن يستغل الملك تشارلز أجواء الترحيب الاستثنائي بترامب لإيصال رسائل غير مباشرة تشجع الرئيس الأمريكي على دعم أوكرانيا.
ومع ذلك، تبقى فعالية هذه الجهود موضع شك، فعلى الرغم من تراجع لهجة ترامب في مديح بوتين إلا أنه لم يترجم ذلك إلى سياسات صارمة.
بل على العكس، شدد مؤخرا على أنه على حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن يتوقف عن شراء النفط الروسي وأن يفرض رسوم جمركية كبيرة على الصين قبل أن تتحمل واشنطن أعباء إضافية ضد موسكو، وهو الموقف الذي يضيّق هامش المناورة أمام ستارمر وحكومته.
لكن بعض المراقبين يراهنون على أن ولع ترامب بالعائلة الملكية قد يفتح نافذة للتأثير، خصوصًا أن زيارته لهولندا لحضور قمة الناتو ولقائه بالملك فيليم ألكسندر والملكة ماكسيما، ساهما بحسب دبلوماسيين، في تغيير موقفه.
كما يوفر وجود وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ضمن الوفد المرافق لترامب فرصة إضافية لتشكيل رأي الإدارة الأمريكية.
وفي النهاية، قد لا ينجح الملك تشارلز في تغيير قناعات ترامب العميقة، لكن مجرد إبقائه منخرطًا في نقاشات أوكرانيا يعد هدفًا بحد ذاته.
ومن خلال الرمزية الملكية والقوة الناعمة، يأمل ستارمر أن يقدم الملك تشارلز ما لا تستطيع الحكومة وحدها تحقيقه، في وقت تواجه فيه لندن تحديات سياسية داخلية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg جزيرة ام اند امز