زيارة ترامب إلى بريطانيا.. ما هو الخبر الاقتصادي السيئ الذي يخشاه الإنجليز؟

تبدأ اليوم الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة، وسط عدد هائل من القضايا الاقتصادية المهمّة المعلّقة بين الطرفين، بيد أنّ قراراً واحداً سيمثّل خبراً سيّئاً للإنجليز رغم كونه متوقّعاً بشكل كبير.
فبحسب تقرير حديث لصحيفة "تلغراف" البريطانية، تخشى البلاد أن تتحول التعريفات الجمركية الأمريكية المؤقتة بنسبة 25% على صادرات الصلب البريطانية، إلى قرار دائم.
وأوضحت الصحيفة أن كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، قد تخلى عن آماله في ضمان إعفاء صادرات الفولاذ البريطانية إلى الولايات المتحدة من الرسوم الجمركية.
وكان منتجو الصلب البريطانيون، الذين يواجهون رسومًا جمركية بنسبة 25% على الحدود الأمريكية، يأملون في تخفيض الرسوم بعد أن صرّح ستارمر في مايو/أيار الماضي، بأنه تفاوض على خفض الرسوم إلى الصفر في اتفاق مؤقت مع الرئيس ترامب.
ومع ذلك، لم تُحسم تفاصيل الاتفاق، ويُعتقد أن رئيس الوزراء البريطاني قد تخلى الآن عن آماله في فرض رسوم جمركية بنسبة 0% على الصلب، ليركز على استدامة اتفاقية تعريفات يثبت بها الحد الأدنى المطروح بنسبة 25% مع الولايات المتحدة.
وذلك في وقت لا تزال به عدة دول أخرى تواجه رسومًا جمركية بنسبة 50% على الصلب.
شراكة متينة
وصرح متحدث باسم الحكومة البريطانية قائلاً: "بفضل متانة الشراكة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ما زلنا الدولة الوحيدة المستفيدة من تعريفة جمركية بنسبة لا تتجاوز 25% على صادرات الصلب إلى الولايات المتحدة، مما يعزز مكانتنا كمصدر موثوق للصلب عالي الجودة".
وتابع: "نحن نواصل العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لتوفير الاستقرار للصناعة البريطانية، وحماية الوظائف، ودعم النمو الاقتصادي كجزء من خطتنا للتغيير".
وستُعتبر هذه الخطوة بمثابة ضربة موجعة لستارمر وفق "تليغراف" أمام معارضيه، وقد صرح أندرو جريفيث، وزير الأعمال والتجارة في "حكومة الظل" بأن رئيس الوزراء ادعى لنفسه الفضل في التفاوض على إلغاء تعريفات الصلب، والآن اتضح أن ذلك غير صحيح، وأن التعريفات في الواقع هي 25%.
وتابع بقوله: "إما حساباته أو علاقته بالحقيقة بحاجة إلى بعض التدقيق".
كما انتقدت صناعة الصلب البريطانية التعريفة الجمركية الدائمة بنسبة 25%، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة المتحدة التي تستغرق ثلاثة أيام.
وكممثلة لصناعة الصلب في البلاد، حذرت غرف التجارة البريطانية (BCC) من أن هذا المعدل من التعريفات "سيؤثر سلبًا" على الوظائف في القطاع، ودعت الحكومة إلى مواصلة المفاوضات مع المسؤولين الأمريكيين.
أخبار سيئة
وقال ويليام باين، رئيس قسم السياسة التجارية في غرفة التجارة البريطانية في تصريحات لصحيفة "التليغراف"، "ستستقبل صناعة الصلب البريطانية أنباء فرض الرسوم الجمركية بنسبة 25% بشكل دائم باستياء، نظرًا لتعهدها السابق بالعمل على خفض الرسوم إلى 0%".
وقال غاريث ستيس، المدير العام لشركة يو كي ستيل، "سيكون الأمر مخيبًا للآمال إذا لم نطبق مستوى الحصص المعفاة من الرسوم الجمركية، ولكن إذا لم تكن الولايات المتحدة قد عرضت هذه الصفقة قط، فإن القرار النهائي بشأن نسبة 25% يوفر درجة من اليقين، وربما ميزة تنافسية طالما بقيت الدول الأخرى عند نسبة 50%".
وأضاف ستيس أن شركات صناعة الصلب البريطانية تواجه "طوفانًا من الصلب المدعوم بشدة، يتدفق إلى الأسواق العالمية"، مما يُجبر الدول على إقامة حواجز تجارية لحماية صناعاتها.
وقال إنه من الضروري أن "تعزز الحكومة البريطانية دفاعاتها التجارية" لحماية الصناعة".
وفي حديثه يوم الثلاثاء قبل سفره إلى المملكة المتحدة، قال ترامب إنه منفتح على "تحسين" اتفاقية التجارة التي اتفقت عليها إدارته مع الحكومة البريطانية في مايو/أيار.
وقال للصحفيين: "يريدون أن يروا ما إذا كان بإمكانهم تحسين اتفاقية التجارة قليلًا"، مضيفًا: "لقد أبرمنا اتفاقية، وهي اتفاقية رائعة، وأنا مستعد لمساعدتهم".
وتأتي المفاوضات بشأن معدل رسوم الصلب وسط صراعات في هذا القطاع، وفي الشهر الماضي، خضعت مصانع الصلب في روثرهام وستوكسبريدج، المملوكة لشركة ليبرتي، لسيطرة الحكومة.