ترامب من صانع أزمات إلى مرشح لجائزة نوبل
مع التحول السريع للأوضاع في شبه الجزيرة الكورية تغيرت صورة ترامب هناك من "مفتعل للأزمات" بتهديداته المستمرة إلى أحقيته في نوبل للسلام.
منذ عدة شهور ولمدة طويلة اعتبر الكوريون الجنوبيون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنفس خطورة زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون، بينما تبادل كلاهما تهديدات بالإبادة النووية، لكن حاليا وبعد الانفراجة التي شهدتها الأزمة الكورية يرى المراقبون في سول أن ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام.
ولم يتوقف الأمر على المراقبين والمحللين السياسيين الذين يرون استحقاق ترامب لنيل أعلى وسام للسلام في العالم بعد مساعدته في بدء عملية سلام غير متوقعة في شبه الجزيرة الكورية، حيث أعلن رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، الإثنين، أنه أيضا يشعر باستحقاق ترامب للجائزة.
جاءت إشادة مون باستحقاق ترامب لجائزة نوبل أثناء ترأسه اجتماعا لمستشاري الرئاسة، الإثنين، والذي تلقى خلاله رسالة من لي هي-هو، السيدة الأولى السابقة في كوريا الجنوبية، تبارك له على القمة الناجحة مع زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون، وتتمنى له الحصول على جائزة نوبل للسلام.
وبعد قراءته الخطاب، قال مون: "في الحقيقة الرئيس ترامب هو من ينبغي أن يتلقى الجائزة.. نحن يمكننا فقط قبول السلام"، وفقا لما أعلنه مكتب رئيس كوريا الجنوبية في بيان.
خلال 2017 مع تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، حينما كانت تهدد إدارة ترامب علنا باتخاذ تحركات عسكرية ضد كوريا الشمالية استنكر مون هذا التهديد، مشددا على أنه لن يحدث أي تحرك عسكري دون موافقة كوريا الجنوبية، إلا أن ترامب لم يتوقف عن تهديداته بل توعد بـ"تدمير شامل" لكوريا الشمالية أثناء زيارته سول في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ما دفع متظاهرون في سول لوصفه بـ"مجنون الحرب".
أما هذه الأيام، من السهل العثور على مواطنين ومحللين سياسيين على حد سواء داخل كوريا الجنوبية يتحدثون عن شيء كان القليلون فقط من يتخيلون تحقيقه منذ شهور قليلة، وهو تقديم الدعم لترامب وكيم ومون للحصول على جائزة نوبل سويا إذا استطاعوا تحقيق السلام، حسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وخلال الشهور الأخيرة تقدم مون ومستشاروه البارزون بالشكر مرارا لترامب بعد أن أتاح مرة أخرى تقارب الكوريتين المنفصلتين منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث قالوا إن نهج ترامب بممارسة أقصى ضغط وتشديده الخناق حول كوريا الشمالية بالعقوبات الاقتصادية الدولية والتهديدات العسكرية كان مسؤولا بشكل كبير عن إجبار كيم على قبول المفاوضات.
وأثار تغير تصرفات كيم ولقائه التاريخي برئيس كوريا الجنوبية، الجمعة الماضي، تكهنات بأحقية ترامب بجائزة نوبل للسلام، وهو ما ردده مؤيدو الرئيس الأمريكي خلال تجمع في ولاية ميشيجان الأمريكية، السبت الماضي، قائلين: "نوبل.. نوبل.. نوبل"، ورد عليهم الرئيس الأمريكي: "هذا لطف منكم.. أنا أريد فقط أن أنجز المهمة".
وأيا كانت احتمالية حصول ترامب على جائزة نوبل فإن صورته العامة بين الكوريين الجنوبيين تحسنت بشكل كبير مع تغير الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية، وتحول مخاوف اندلاع حرب إلى آمال تحقيق السلام.
aXA6IDEzLjU5LjEzNC42NSA= جزيرة ام اند امز