متى تتوقف محاولات التشكيك في قمة الكوريتين؟
إيجور مورجولوف، نائب وزير الخارجية الروسي، يقول إن المفاوضات السداسية ليست فقط الأفضل، بل هي بمثابة إطار مؤسساتي للأزمة الكورية.
محاولات التشكيك أو لفت الانتباه إلى قضايا أخرى فرعية من قِبل بعض القوى العالمية بعد نجاح القمة بين الجارتين الكوريتين الجنوبية والشمالية لم تنته.
فبعد ساعات قليلة من ترحيب روسيا بنتائج القمة التي وصفت بالتاريخية في وسائل الإعلام العالمية، تتحدث الخارجية الروسية بأن موسكو لا ترى بديلاً عن المفاوضات السداسية لتسوية الوضع في شبه الجزيرة الكورية.
وقال إيجور مورجولوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن المفاوضات السداسية ليست فقط الأفضل، بل بمثابة الإطار المؤسساتي الذي لا بديل عنه، ولذلك لن تنحصر المساعدة الروسية للتسوية الكورية في العمل مع الشركاء على أساس ثنائي فقط، بل وستشمل المشاركة الفعالة في الجهود الجماعية.
ويبدو أن بعض القوى العالمية الكبرى تحاول وقف أسطر العهد الجديد الذي كتبته القمة بين رئيسي كوريا الشمالية كيم جونج أون.
فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يربط نجاح المفاوضات بين سول وبيونج يانج على القمة المرتقبة بينه وبين زعيم كوريا الشمالية، حيث قال أمس إن المحادثات بين بلديهما لم تصل إلى هذا الحد من قبل، ولكنه تحدث عن تلاعب الزعيم الشمالي، وقال إن بلاده لن تسمح بأن "يتم التلاعب بها" خلال المحادثات.
ولم يتوقف تبادل الأدوار في الإدارة الأمريكية بشأن قمة الكوريتين، وكذلك محاولات عدم التعويل عليها، حيث أكد وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أن الحاجة إلى الإبقاء على الوجود الأمريكي بشبه الجزيرة الكورية يتوقف على المفاوضات مع الحلفاء أولاً، ومن ثم مع بيونج يانج.
فيما أشادت الجارة الصين، التي كانت حائرة وقت الأزمة بين العالم وكوريا الشمالية بشأن التجارب النووية، بقمة الزعيمين، واعتبرت أن المصافحة بين الزعيمين الجنوبي والشمالي عند الخط العسكري الفاصل بين البلدين تشكل "لحظة تاريخية"، بينما لم تعلق حتى الآن على نتائج القمة.
ولم يتوان وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، هو الآخر عن التشكيك في القمة،مشيراً إلى أنه من واجب كوريا الشمالية أن تحترم عهودها الآن، وأن تتخذ خطوات ملموسة من أجل العمل على نزع السلاح النووي، و أن بلاده ستواصل العمل مع شركائها الدوليين من أجل تعزيز العقوبات المفروضة على بيونج يانج حتى تتحول وعودها بنزع السلاح النووي إلى خطوات ملموسة على أرض الواقع.
أما اليابان، الحليف لأمريكا وكوريا الجنوبية، رأت على لسان رئيس الوزراء شينزو آبي أن طوكيو ستراقب عن كثب تحركات كوريا الشمالية فيما يتعلق بوعودها بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة.
وتعهّد الرئيس الأمريكي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالعمل على إنهاء الحرب بين الكوريتين وإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية، فيما رأت الخارجية الروسية أن تقارب الكوريتين، وبيونج يانج وواشنطن سيتطلب وقتا، وأن التقدم في هذا الاتجاه رهن ترسيخ واشنطن وبيونج يانج نتائج قمة الكوريتين.
ووقع زعيما كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية إعلانا أمس تضمن الموافقة على العمل من أجل نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية، وأنهما سيعملان على التوصل إلى اتفاق لتحقيق سلام "دائم" و"راسخ" في شبه الجزيرة.