آلة ترامب السياسية.. إمبراطورية مالية تهدد خصومه الجمهوريين

قال موقع أكسيوس إن من يعتقد أن سيطرة ترامب على الحزب الجمهوري ستتضاءل إذا انخفضت شعبيته، مخطئ في اعتقاده.
وقال الموقع إن أحد أهم إنجازات ترامب السياسية كان بناء آلة سياسية ضخمة وممولة بسخاء، حيث جمع ترامب ما يقارب نصف مليار دولار، وهو نفس المبلغ الذي أنفقه الحزب الجمهوري تقريبًا في حملاته الانتخابية لمجلسي النواب والشيوخ خلال الانتخابات النصفية الأخيرة في إنجاز غير مسبوق لرئيس لا يمكنه إعادة الترشح لولاية جديدة(حتى الآن) ويستطيع أن يجمع هذا القدر من المال.
آلة سياسة تكلف الخصوم ثمنا باهظا:
لكن المال لم يكن سوى جزء من اللعبة، فالأمر يتعلق بإنشاء أقوى جهاز سياسي ممول في تاريخ أمريكا. ففي اليوم التالي لانتخابات عام 2024، في وقت يفترض أن ينشغل فيه الرؤساء المنتخبون عادةً بتشكيل فرق انتقالية، بدأ ترامب في الاتصال بكبار المتبرعين لإنشاء آلة ضغط سياسي قادرة على تنفيذ أجندته.
ويقول كوري بليس، المستشار الجمهوري والمدير السابق لصندوق Super PAC Congressional Leadership Fund، إن معارضة ترامب سيكون لها ثمن باهظ، فمع نسبة تأييد تبلغ 92 % بين الناخبين الجمهوريين وأموال غير محدودة، تكون النتيجة "نعم، سيدي".
يوجد حاليًا مجموعتان سياسيتان خارجيتان مواليتان لترامب، هما: "ماغا" و"سيكيورينغ أمريكان غريتنس" ، وتستعدان للعب دور رئيسي في انتخابات 2026، ليس فقط لتعزيز الأغلبية الجمهورية، بل أيضًا لمكافأة الجمهوريين الموالين لترامب ومعاقبة معارضيه.
كما شكل الملياردير إيلون ماسك لجنة عمل سياسي تسمى أمريكا باك، والتي يمكنه استخدامها لمهاجمة الجمهوريين الذين يعارضون ترامب.
الاستفادة من الأخطاء السابقة
وفي عام 2016، افتقر ترامب إلى آلة سياسية ممولة، مما أعاق قدرته على معاقبة الجمهوريين المترددين في دعم أجندته.. لكن هذه المرة، يؤكد مستشارو ترامب أن الوضع مختلف تمامًا.
الآن، ومع أموال ترامب وماسك، وسيطرتهما على منصات التواصل، فإن أي سياسي جمهوري يعارض ترامب قد يواجه تحديًا انتخابيًا خطيرًا في الانتخابات التمهيدية وهجمات إعلامية متواصلة عبر منصات مثل إكس (تويتر سابقًا) وتروث سوشيال.
يشرف كريس لاكيفيتا وتوني فابريزيو، وهما من كبار مسؤولي حملة ترامب 2024، على هذه العملية.
وتعمل حركتا "سيكيورينغ أمريكان غريتنس" و"ماغا" بتنسيق وثيق مع فريق ترامب في البيت الأبيض، بقيادة سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض، وجيمس بلير، نائب كبير الموظفين، وتايلور بودويتش، الذي أسس هذه المجموعات خلال الحملة ويشغل الآن منصب نائب كبير الموظفين في البيت الأبيض.
استعداد مالي ضخم للتحركات المستقبلية
لم يستخدم ترامب بعد ميزانيته السياسية بالكامل، لكنه جاهز للتحرك متى احتاج.
فعلى سبيل المثال، أعدت "ماغا" إعلانات ضغط على الجمهوريين في مجلس الشيوخ لدعم ترشيح بيت هيغسيث وزيرًا للدفاع، لكنها أوقفت الحملة عندما تأكدت من حصوله على الدعم اللازم.
وأجرى ترامب أول مكالمة لجمع التبرعات في اليوم التالي لفوزه في الانتخابات، وطلب من فريقه إعادة الاتصال بالمتبرعين في 2024 للحصول على مزيد من الأموال.
وقبل أسبوعين، أقام ترامب عشاءً لكبار المتبرعين في مار إيه لاغو، حيث كان الحد الأدنى للدخول مليون دولار، وكان من بين الحاضرين المليارديرة مريم أدلسون، التي أنفقت أكثر من 100 مليون دولار لدعم ترامب في 2024.
ويقول جيسون ثيلمان، المدير التنفيذي السابق للجنة الوطنية الجمهورية لمجلس الشيوخ، إن الآلة السياسية الخارجية لترامب هي "وحش انتخابي"، وستكون واحدة من أقوى اللاعبين في الانتخابات الحديثة.
aXA6IDMuMTQxLjE5Mi4xOTUg جزيرة ام اند امز