«USAID» على مقصلة ترامب وماسك.. ينبغي إغلاقها
مستقبل غامض باتت تواجهه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، إثر هجوم حاد تلقته من دونالد ترامب وإيلون ماسك.
هجوم الرئيس الأمريكي ومستشاره المقرب على الوكالة، أعقب تجميد معظم اعتماداتها، لاعتبارها نفقات حكومية غير ضرورية، وهو خطوة إضافية في استراتيجية ترامب المتمثلة في منح ماسك، سلطة غير مسبوقة لتفكيك مؤسسات حكومية بغية خفض الإنفاق الحكومي.
وفي هذا الإطار، تم تعليق الحساب الخاص بالوكالة على منصة "إكس" وأصبح موقعها الإلكتروني خارج الخدمة.
وقال دونالد ترامب: "وكالة التنمية الدولية تديرها مجموعة من المتطرفين المجانين، وسنتخلّص منهم وبعد ذلك سنتخذ قرارا بشأن مستقبل المنظمة"، حسب "فرانس برس".
كوفيد-19 حاضر
واليوم الإثنين، كثّف الملياردير إيلون ماسك تصريحاته الحادة ضد الوكالة الأمريكية على منصة "إكس"، التي يمتلكها، فوصفها في البداية بأنها "منظمة إجرامية" وكرر تصريحات تتّهمها بـ"القيام بالأعمال القذرة لوكالة الاستخبارات المركزية" والانخراط في "الرقابة على الإنترنت".
وتساءل رئيس شركتي "تيسلا" و"سبيس إكس": "هل تعلمون أنه بأموال دافعي الضرائب، مولت الوكالة بحوثا حول الأسلحة البيولوجية، بما في ذلك كوفيد-19 الذي قتل ملايين الأشخاص؟"، من دون تقديم أي دليل على ذلك.
وكان مسؤولون في إدارة الرئيس السابق جو بايدن قالوا إن تلك الادعاءات "نابعة من حملة تضليل روسية".
وجدّد ترامب دعمه لماسك، قائلا مساء الأحد، إن لديه انطباعا بأن ماسك يقوم "بعمل جيد".
وبعد توليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، علق الرئيس الأمريكي كل المساعدات الحكومية المقدمة للأمريكيين لمدة ثلاثة أشهر، مع بعض الاستثناءات المرتبطة بالمساعدات الغذائية والإنسانية الأساسية.
وتدير وكالة التنمية الدولية، وهي وكالة مستقلة أنشئت بموجب قانون أصدره الكونغرس، ميزانية مقدارها 42,8 مليار دولار مخصصة للمساعدات الإنسانية ومساعدات التنمية في كل أنحاء العالم.
وقال مدير منظمة إغاثة مقرها الولايات المتحدة، إنه يخشى أن تكون الأولوية المعطاة للمساعدات الطارئة جزءا من خطة أكبر تخفض فيها واشنطن الميزانيات المخصصة لكل المساعدات الأخرى.
وأفادت تقارير صحافية بأن ترامب يرغب في دمج الوكالة في وزارة الخارجية.
وفي جلسة عبر الفيديو على "إكس" اليوم الإثنين، أكّد إيلون ماسك أن دونالد ترامب "موافق على أنه ينبغي إغلاق الوكالة الأمريكية".
ومساء السبت، أوقف مسؤولان كبيران في الوكالة الأمريكية عن العمل بعدما عارضا وصول عملاء مكلّفين من إيلون ماسك إلى معلومات حساسة من الوكالة، وفقا لوسائل إعلام أميركية.
لكنّ مدير التواصل في البيت الأبيض ستيفن تشونغ نفى حصول ذلك وقال على "إكس" إنها "أخبار كاذبة".
من جهتها، قالت عضوة الكونغرس الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز على إكس: "الناس انتخبوا دونالد ترامب رئيسا، ولم ينتخبوا إيلون ماسك". وأضافت: "قيام ملياردير غير منتخب بسرقة معلومات أمريكية سرية يمثل تهديدا خطيرا للأمن القومي".
وزير الخارجية رئيسا للوكالة
وبالتزامن مع هجوم ترامب وماسك، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الإثنين تولّيه شخصيا رئاسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من أجل إنهاء "عصيانها" على أجندة الرئيس دونالد ترامب.
وقال روبيو، للصحفيين خلال زيارة إلى السلفادور: "أنا القائم بأعمال مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية"، مشيرا إلى أنّه فوّض أحد الموظفين مسؤولية تسيير الشؤون اليومية لهذه الهيئة.
وأوضح أن "الكثير من مهام الوكالة ستستمر"، لكنّه اتّهمها في الوقت نفسه بأنها "تتصرّف كأنّها كيان غير حكومي مستقلّ".
وقال: "في كثير من الحالات، تنخرط الوكالة في برامج تتعارض مع ما نحاول تنفيذه في استراتيجيتنا الوطنية، ومنذ 20 أو 30 عاما والناس يحاولون إصلاحها".
واتّهم روبيو مسؤولي الوكالة الأميركية الذين وُضع العديد منهم في إجازة قسرية، بالفشل في الإجابة على أسئلة وجّهتها إليهم إدارة ترامب الجديدة بشأن تمويل الوكالة وأولوياتها.
وأضاف: "هذا المستوى من العصيان يجعل إجراء أيّ نوع من المراجعة الجادّة أمرا مستحيلا. هذا الوضع سيتوقف وسينتهي".
إغلاق المقر الرئيسي
وقال موظفون بالوكالة الإثنين إن مقرها الرئيسي بوسط واشنطن أغلق أبوابه اليوم، وذلك في أعقاب إعلان ماسك أن ترامب وافق على إغلاقها.
وخلال الأسبوع الماضي سادت الفوضى في مكاتب الوكالة بواشنطن حيث مُنح العشرات من الموظفين إجازة.
وجاء في رسالة بريد إلكتروني للموظفين اطلعت عليها رويترز: "بتوجيه من قيادة الوكالة، سيتم إغلاق مقر الوكالة في مبنى رونالد ريجان بواشنطن العاصمة أمام الموظفين اليوم الإثنين الثالث من فبراير 2025".
ولم ترد معلومات في الرسالة حول ما إذا كانت المكاتب ستظل مغلقة في الأيام المقبلة.
والولايات المتحدة هي أكبر مانح منفرد في العالم، وأنفقت في السنة المالية 2023 حوالي 72 مليار دولار من المساعدات على مجالات واسعة مثل صحة المرأة في مناطق الصراعات وتوفير المياه النظيفة وأمن الطاقة ومكافحة الفساد، كما قدمت 42 بالمئة من جميع المساعدات الإنسانية التي رصدتها الأمم المتحدة في 2024.
توقف في الضفة وغزة
وعلى نحو مفاجئ توقف حساب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "USAID" في الضفة الغربية وغزة عن الخدمة.
ولاحظ مراسل "العين الإخبارية"، أن الموقع الإلكتروني للوكالة في الضفة الغربية وقطاع غزة قد اختفى من الشبكة الإلكترونية وكذلك من منصة "إكس".
وفي حين ما زال موقع الوكالة على منصة "فيسبوك" ظاهرا، بدا أن آخر تحديث له كان يوم 16 يناير/كانون الثاني الماضي.
ولم يصدر أي إعلان عن الوكالة التابعة للحكومة الأمريكية، بوقف عملياتها في الأراضي الفلسطينية.
وكانت الوكالة الأمريكية تنفذ مشاريع بعشرات ملايين الدولارات في الأراضي الفلسطينية.
aXA6IDMuMTQyLjE3My44MSA= جزيرة ام اند امز