من «تروث سوشيال» إلى الاندماج النووي.. ترامب يراهن على طاقة المستقبل
أعلنت مجموعة «ترامب ميديا آند تكنولوجي»، المالكة لمنصة «تروث سوشيال»، عن اندماج بقيمة 6 مليارات دولار مع شركة TAE تكنولوجيز المتخصصة في تطوير طاقة الاندماج النووي.
ووفقا تقرير نشرته صحيفة "الغارديان"، تعكس الصفقة تحولاً جذرياً في مسار أعمال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كما تمثل قفزة كبيرة من عالم وسائل التواصل الاجتماعي إلى أحد أكثر مجالات الطاقة طموحاً وتعقيداً.
وشركة TAE، التي تأسست عام 1998، تعد من الشركات القليلة التي تسعى لتطوير تكنولوجيا الاندماج النووي على نطاق تجاري، وهي تعد ببناء "أول محطة اندماج نووي على مستوى المرافق" خلال السنوات المقبلة. وبموجب الاتفاق، سيحصل مساهمو كل من الشركتين على نحو 50% من الكيان الجديد، الذي سيديره مجلس مكون من 9 أعضاء، من بينهم دونالد ترامب نفسه. كما سيشغل ديفين نونيز، الرئيس التنفيذي لترامب ميديا والنائب الجمهوري السابق، منصب الرئيس التنفيذي المشارك إلى جانب ميشل بيندرباور، الرئيس التنفيذي لـ"TAE".
وتلتزم ترامب ميديا بضخ 300 مليون دولار نقداً لدعم تطوير تكنولوجيا الاندماج، في وقت يشهد فيه العالم طلباً متسارعاً على مصادر طاقة جديدة قادرة على تغذية الطفرة الهائلة في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات العملاقة التي تعتمد عليه. ورغم الوعود الكبيرة، يبقى الاندماج النووي تكنولوجيا غير مثبتة تجارياً حتى الآن، إذ لم تُبنَ بعد مفاعلات قادرة على إنتاج الكهرباء على نطاق واسع وبشكل مربح.
البحث ع الأرباح
وتشير الصفقة أيضاً إلى أن ترامب وعائلته يواصلون البحث عن مسارات ربح جديدة خارج منصة «تروث سوشيال»، التي لا تزال محدودة التأثير مقارنة بعمالقة التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وإكس. فالمنصة تضم بضعة ملايين فقط من المستخدمين النشطين، في حين تعاني الشركة الأم من خسائر مالية متراكمة. ففي الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 سبتمبر/أيلول، سجلت ترامب ميديا خسائر بلغت نحو 54.8 مليون دولار، أي أكثر من ضعف خسائر الفترة نفسها من العام السابق. ورغم ارتفاع السهم بعد إعادة انتخاب ترامب، فقد تراجع بنحو 60% منذ بداية العام.
وهذا الاندماج، وإن بدا بعيداً عن هوية الشركة الأصلية، يتماشى مع محاولات ترامب ميديا لتنويع أصولها. ففي السنوات الأخيرة، استثمرت الشركة في العملات المشفرة، وسعت إلى إطلاق منتجات مالية وأسواق مراهنات، في محاولة لتقليل اعتمادها على منصة واحدة.
أما طاقة الاندماج النووي نفسها، فهي تختلف جذرياً عن الطاقة النووية التقليدية القائمة على الانشطار. فبدلاً من شطر الذرات، يعتمد الاندماج على دمجها لإطلاق كميات هائلة من الطاقة، على غرار ما يحدث في الشمس. ورغم أن هذه التكنولوجيا تعد نظرياً أنظف وأكثر أماناً، فإن العديد من العلماء يشككون في إمكانية تحويلها إلى مصدر تجاري مجدٍ في المستقبل القريب.
وتوقيت الصفقة ليس منفصلاً عن السياسة. فمنذ توليه المنصب، اتخذ ترامب خطوات لتخفيف القيود التنظيمية على قطاع الطاقة النووية، واعتبر تطوير تقنيات جديدة مسألة أمن قومي. كما أن وزارة الطاقة الأمريكية أنشأت مكتباً خاصاً لتسريع تطوير الاندماج النووي. وبعد الاندماج، أعلنت TAE نيتها بدء بناء محطة اندماج على نطاق تجاري، تستهدف تشغيلها بحلول عام 2031.
![]()
بين الطموح التكنولوجي والحسابات السياسية والمالية، تمثل هذه الصفقة مقامرة كبرى. فهي قد تضع ترامب ميديا في قلب ثورة طاقة محتملة، أو تضيف فصلاً جديداً من المخاطر إلى سجل شركة لا تزال تبحث عن استقرارها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز