بمقاطع فيديو.. ترامب يسخر من متظاهري «لا ملوك»

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة جديدة من الجدل والانتقادات، بعدما نشر مقاطع فيديو على منصته الخاصة "تروث سوشيال" يسخر فيها من المحتجين المشاركين في مظاهرات "لا ملوك" (No Kings) التي اجتاحت الولايات المتحدة وعددًا من الدول حول العالم.

وبحسب مجلة نيوزويك، نشر ترامب مقطعين مصوّرين مولّدين بتقنية الذكاء الاصطناعي، يظهر في أحدهما وهو يضع تاجًا ذهبيًا على رأسه، بينما يُظهره الآخر وهو يقود طائرة كتب عليها "الملك ترامب"، قبل أن يُسقط منها سائلًا بنّي اللون على المتظاهرين، في مشهد رمزي أثار غضب المعارضين الذين وصفوه بأنه استهزاء بالديمقراطية وبحق الشعب في الاحتجاج.

• دفع رواتب الجيش.. البيت الأبيض يستند إلى التاريخ لتبرير قرار ترامب

وجاءت هذه الخطوة بالتزامن مع موجة احتجاجات ضخمة نظمتها حركة "لا ملوك"، وشارك فيها مئات الآلاف من الأمريكيين في أكثر من 2600 مدينة داخل البلاد وخارجها، من بينها ألمانيا والبرتغال والسويد والمملكة المتحدة وجمهورية التشيك.

ورفع المتظاهرون شعارات تدعو إلى الدفاع عن القيم الديمقراطية ورفض النزعات السلطوية، مؤكدة أن الاحتجاجات تعبّر عن "اختيار حاسم بين الديمقراطية والدكتاتورية".

وفي تفاعل سياسي واسع مع الحدث، كتب النائب الديمقراطي عن ولاية ماريلاند جيمي راسكين على منصة إكس للتواصل الاجتماعي قائلا: "يا له من شرف أن أتحدث في احتجاج (لا ملوك) في فيلادلفيا، حيث انطلقت أمريكا، وحيث شجب توماس جيفرسون سلسلة انتهاكات الملك جورج التي قاربت الطغيان المطلق. أرى هنا الكثير من الفرح والقوة".

كما كتب جاكوب فري، رئيس بلدية مينيابوليس، في منشور مماثل: "لا ملوك. مينيابوليس متحدة من أجل جيراننا، ومن أجل ديمقراطيتنا."

ورغم الانتقادات المتصاعدة، واصل ترامب نهجه التصعيدي، ملمّحًا إلى إمكانية تفعيل قانون التمرد لفرض السيطرة الفيدرالية على الحرس الوطني في حال اندلاع احتجاجات جديدة ضد إدارته، في خطوة يعتبرها مراقبون تهديدًا مباشرًا لحق التظاهر ومحاولة لتوسيع سلطاته التنفيذية.

حركة "لا ملوك"... حراك شعبي ضد النزعة السلطوية

تُعد حركة "لا ملوك" (No Kings) واحدة من أبرز الحملات الشعبية التي ظهرت مؤخرًا في المشهد السياسي الأمريكي، كرد فعل على ما يعتبره مؤسسوها تآكلًا في القيم الديمقراطية وصعودًا متزايدًا للنزعات السلطوية داخل مؤسسات الحكم، وعلى رأسها إدارة الرئيس ترامب.

وتستمد الحركة رمزيتها التاريخية من إرث الثورة الأمريكية ضد الملك جورج الثالث، التي قامت على رفض الحكم المطلق والدفاع عن مبدأ سيادة الشعب والاعتراض على أي شكل من أشكال الحكم الفردي أو التسلطي الذي يتجاوز القيود الدستورية والمؤسسات المنتخبة.