ترامب عن تقربه من موسكو: لا يرفضه إلا الحمقى
ترامب أعرب مجددا عن رغبته في التقرب من موسكو، إلا أنه قام في الوقت نفسه بضم سناتور سابق إلى إدارته يعرف عنه تشدده إزاء موسكو
كرر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، السبت، الإعراب عن رغبته بالتقرب من موسكو، إلا أنه سعى في الوقت نفسه إلى طمأنة الجمهوريين عبر تعيين سناتور سابق مسؤولاً عن أجهزة الاستخبارات، يعرف عنه تشدده إزاء موسكو.
وقال ترامب في سلسلة تغريدات على تويتر صباح السبت "إن اقامة علاقات جيدة مع روسيا أمر جيد وليس سيئاً. وحدهم الأشخاص الحمقى يعتبرون هذا الأمر سيئاً".
إلا أن هذا الموقف يتعارض مع مواقف الكثير من النواب والشيوخ الجمهوريين المعروفين بعدائهم التاريخي لموسكو.
وأضاف ترامب "لدينا الكثير من المشاكل في العالم ولسنا بحاجة لمشكلة إضافية. عندما سأصبح رئيساً سيزداد احترام روسيا لنا أكثر مما هو اليوم، وقد يتمكن بلدانا ربما من العمل معا لحل بعض المشاكل الكبيرة الداهمة في هذا العالم".
إلا أنه لا يزال من الصعب التكهن بتوجه الرئيس المنتخب بشأن الملف الروسي، ففي الوقت الذي يؤكد فيه رغبته بإقامة علاقات جيدة مع موسكو، يعلن تسمية دان كوتس مديراً للاستخبارات الوطنية، وهو المعروف بتشدده إزاء روسيا والممنوع من السفر إلى روسيا رداً على عقوبات أمريكية على روسيا.
وقال ترامب، إن السناتور السابق كوتس البالغ الـ73 من العمر "سيحرك اليقظة الدائمة لإدارتي إزاء الذي يسعون للإضرار بنا" مضيفاً "أنا واثق أن السناتور دان كوتس هو خيار جيد".
ويعتبر هذا الاختيار حساساً جداً لترامب خاصة أنه في أوج جدال مع أجهزة الاستخبارات في البلاد حول عمليات القرصنة الروسية عبر الإنترنت التي استهدفت أضعاف المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.
ولم يخفَ ترامب تشككه بالاتهامات الموجهة لروسيا بالتورط في عمليات التجسس الإلكترونية، بخلاف التقرير الصادر عن أجهزة الاستخبارات الذي نشر الجمعة واتهم بالاسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعطاء أمر إطلاق عمليات قرصنة وتشويش للمساعدة في انتخاب ترامب رئيساً.
وعاد ترامب إلى الموضوع نفسه، السبت، ولكنه اكتفى بالتنديد بـ"الإهمال الخطير" من قبل الحزب الديموقراطي الذي أتاح لقراصنة الدخول إلى الرسائل الإلكترونية لعدد من كبار مسؤولي الحزب.
ممنوع من السفر إلى روسيا
وقال ترامب في إحدى تغريداته السبت "إن الاستخبارات تشير بشكل قوي إلى عدم وجود أي دليل على أن القرصنة أثرت على نتائج الانتخابات، كما أن الاقتراع الإلكتروني لم يتأثر".
ومن المتوقع أن يؤدي تعيين دان كوتس مسؤولاً عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى طمأنة الذين يخشون أن ينتهج ترامب سياسة ضعيفة إزاء روسيا.
وكوتس هو واحد من 6 أعضاء في مجلس الشيوخ و3 مسؤولين في البيت الابيض الممنوعين من السفر إلى روسيا منذ عام 2014، في إجراء جاء رداً على عقوبات أمريكية على روسيا بعد احتلالها للقرم.
وقال كوتس يومها، إن منعه من السفر إلى روسيا أمر "يشرفه".
ويتولى مدير الاستخبارات الوطنية، وهو منصب استحدث إثر اعتداءات أيلول/سبتمبر 2001، تنسيق أنشطة 16 وكالة استخبارات أمريكية بينها وكالة الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ومكتب التحقيقات الفيدرالية.
ومن دون أن تكون له سلطة بالمعنى الكامل للكلمة على هذه الوكالات، فإن المدير يتولى ضمان انسياب المعلومات بينها وعدم ازدواجية المهام.
كما أن مدير الاستخبارات الوطنية هو الوجه العلني لأجهزة الاستخبارات (100 ألف موظف) أمام الرأي العام والكونجرس. ويتولى مكتبه إعداد التقرير اليومي السري للرئيس الأمريكي.
وكان جيمس كلابر الذي يتولى هذا المنصب منذ 2010، حذر ترامب بكلمات مبطنة من الدخول في أي جدل علني مع أجهزة الاستخبارات، وذلك بعد أن انتقد الرئيس المنتخب المحللين الأمريكيين على الخطأ الذي ارتكبوه بتاكيد وجود أسلحة دمار شامل لدى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وكان دان كوتس تولى منصب سفير في ألمانيا بين 2001 و2005 في عهد جورج دبليو بوش، وكان عضواً في لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ في ولايته الأخيرة.