ترامب والقدس.. كيف نسف دبلوماسية 7 عقود في 15 دقيقة؟
محللون عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس: "مخالف للقانون الدولي.. ويفقد الولايات المتحدة دورها كوسيط نزيه"
أكد محللون كنديون، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن القدس "مخالف للقانون الدولي.. ويفقد الولايات المتحدة دورها كوسيط نزيه"، محذرين من أنه لن يستطيع أحد بعد ذلك حماية الإسرائيليين من غضب الفلسطينيين.
ونقلت صحيفة "لودوفوار" الكندية الناطقة بالفرنسية، عن محللين دوليين قولهم إنه "بعد 7 عقود من الدبلوماسية، والمفاوضات، ترامب أنهى القضية في أقل من 15 دقيقة لصالح إسرائيل، بإعلان المدينة المقدسة عاصمة لها".
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة "شيربوك" الكندية ومدير معهد مرصد دراسات الشرق الأوسط سامي عون، إن "هذا القرار التاريخي، الذي اتخده الرئيس الأمريكي أحدث ضجة مدوية في العالم أجمع، لا سيما في فلسطين، التي أشارت إلى أن هذا القرار بمثابة وقف مساعي السلام التي استمرت عقودا".
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أنه "على الرغم من أن القرار الذي أعلنه ترامب لوسائل الإعلام، لم يأخذ بضع دقائق، إلا أن وقعه سيستمر عقودا إن لم يكن قرونا، مشيرا إلى أن "إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، سيغير من الخريطة الجيوسياسية للعالم، وحسابات الدول والتحالفات، وتوازنات القوى بمنطقة الشرق الأوسط".
وتابع أنه "منذ إعلان القرار توالت التنديدات الدولية، التي لن تتوقف عند ذلك الموقف، كما سبقتها تحذيرات من دول كبرى، مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وتركيا، والأمم المتحدة والفاتيكان، وكندا، فضلاً عن أعمال العنف التي اندلعت، في عدة عواصم".
كما أكد المحلل السياسي أن قطاع غزة سيتحول بعد القرار لـ"كرة من اللهب"، مشيرا إلى أن هذه المرة لن يستطيع أحد حماية الإسرائيليين من غضب الشعب الفلسطيني، مستشهدا بتصريحات حماس حول أن القرار "سيفتح أبواب جهنم".
وأشار مدير معهد "دراسات مرصد الشرق الأوسط" إلى أن الولايات المتحدة بذلك فقدت دورها "كوسيط نزيه" للقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن القرار سيصيبها بالعزلة السياسية في المجتمع الدولي.
من جانبه، قال الباحث الكندي في معهد "الدراسات الدولية" في كيبيك الكندية، المتخصص في الدراسات السياسية، راشاد أنطونيس "إن الولايات المتحدة فقدت ثقة دول العالم كدولة صانعة للسلام، وهي بذلك أنهت دورها الريادي في العالم، بعد كسرها قواعد القانون الدولي العام، وميثاق الأمم المتحدة الرافض للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وأوضح أستاذ القانون الدولي أن هناك مبدأ في القانون الدولي، يؤكد عدم جواز "ضم الأراضي بالحرب"، هذا المبدأ معترف به في العديد من المواثيق الدولية وحتى من جانب الرؤساء السابقين، جورج بوش الأب، مشيرا إلى قوله "يمكنك اللجوء إلى الحرب، ولكن لا يمكنك الاستيلاء على الأرض، عليك بالتفاوض أولاً".
وتابع: "هناك جزء من القدس متنازع عليه بالاحتلال الإسرائيلي، ما يشير إلى عدم جواز قانونياً بأن تعلنها الولايات المتحدة عاصمة لإسرائيل، وما يؤكد أن هذا الأمر مخالفاً للقانون الدولي، أن هذا القانون باتخاذ القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، منذ 1949، إلا أن الأمم المتحدة لم تعترف أبداً بذلك، الأمر الذي يفسر رفض الفقهاء القانونيين للولايات المتحدة لهذا القرار".
وعن منطقة القدس تحديداً، أشار الباحث السياسي إلى "أن القادة الفلسطينيين اتخذوا القدس الشرقية عاصمة لهم عام 1967، في الوقت الذي تريد فيه إسرائيل اتخاذ القدس الشرقية والغربية عاصمة أبدية لها".
وعاد سامي عون قائلاً إن للقدس دلالة دينية لجميع الأديان السماوية؛ حيث إنها أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة للمسلمين، كما أنها تضم كنيسة القيامة، التي تبعد بضعة أمتار عن ساحة الحرم الشريف، كما أن حائط البراق الذي يطلق عليه اليهود (حائط المبكى) مثار خلاف واسع وتاريخي بين المسلمين واليهود، ومصدر دائم للتوتر".
وذكر الباحث الكندي بالتوترات التي حدثت في يوليو/تموز الماضي، بوضع بوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة في ساحة القدس، على خلفية حادث دهس، والتي أدت المظاهرات صارت مصدر قلق للإسرائيليين، فما بالك بذلك القرار؟".
وأوصى الباحث السياسي بأن القدس لا بد أن تترجم مصطلح "مدينة السلام"، وتنأى بالصراعات الدموية، وتكون رمزاً لجميع الأديان.
aXA6IDMuMTQyLjE1Ni41OCA= جزيرة ام اند امز