فلسطين في عام ترامب الأول.. من التفاؤل إلى الشك فالصدمة
في خلال عام واحد من إدارة ترامب تنقل في علاقته مع الفلسطينيين لعدة مراحل، بدأت بالصمت القلق، فالتفاؤل، فالشك، فالصدمة بقرار القدس.
تريث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد دخوله البيت الأبيض في مطلع 2017 قبل اتصال إدارته مع الفلسطينيين رغم تواصله المستمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما كان يشي مبكرا بطبيعة العلاقة المتوترة المقبلة مع الجانب الفلسطيني.
وساد القلق الأوساط السياسية الفلسطينية إثر تلكؤ الإدارة الأمريكية في التواصل، خاصة أنه اتصل بالعديد من دول العالم الأخرى، خلافا لما ساد مع الإدارات الأمريكية السابقة.
وفقط في النصف الثاني من شهر فبراير/شباط 2017، بعد نحو شهر من توليه الحكم، وجّهت الإدارة الأمريكية الدعوة إلى رئيس المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج للقاء نظرائه الأمريكيين.
وبالفعل فقد التقى مدير المخابرات العديدَ من المسؤولين في واشنطن وعاد بانطباع أن هناك أشياء جديدة ستطرأ على القضية الفلسطينية.
وأعقبت ذلك زيارة مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" لرام الله في الشهر ذاته، وبعدها بأسبوع اتصل ترامب لأول مرة بنظيره الفلسطيني محمود عباس، موجها له دعوة لزيارة البيت الأبيض.
وذهب عباس إلى واشنطن في مارس/آذار والتقى ترامب ومستشاريه والمسؤولين الأمريكيين الجدد، وتركز حديث الرئيس الفلسطيني على ضرورة حل الدولتين، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، خاصة أن ترامب سبقه في لقاء مع نتنياهو بالقول إنه لا يهمه إن كان حل الصراع بين فلسطين وإسرائيل سيكون عبر حل الدولة الواحدة ثنائية القومية أم الدولتين.
وتعززت الاتصالات بزيارة ترامب إلى الضفة في مايو/أيار للقاء عباس في مدينة بيت لحم، ناشرا أجواء التفاؤل حول استئناف عملية السلام.
وتكرر الحديث عن هذا الأمر في لقاء بين الرئيس عباس والرئيس الأمريكي في سبتمبر/أيلول على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ورغم أجواء التفاؤل؛ فإن الشك كان سيد الموقف داخل الأروقة الفلسطينية؛ لأن الإدارة الأمريكية لم تقل ولو لمرة واحدة إنها مع حل الدولتين كما لم تُدِن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية فضلا عن أنها لم تتحدث عن دولة فلسطينية.
واستمرت حالة الشك إلى أن اتصل ترامب بالرئيس عباس في ديسمبر/كانون الأول مبلغا إياه بالخبر الصاعقة، وهو أنه قرر اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها بحجة أنه ينفذ وعده الانتخابي حول هذا الأمر، وأنه يتعرض لضغوط من أجل ذلك.
وسبق ذلك الرفض الأمريكي التجديد لفتح مكتب المفوضية الفلسطينية في واشنطن والذي كان يجدد كل 6 أشهر.
وتبع ذلك إعلان فلسطين إنهاء ثقتها بواشنطن كوسيط للسلام، وخرجت مسيرات غضب فلسطينية في الضفة والغربية استمرت عدة أسابيع.
وقال مسؤول فلسطيني كبير لـ"بوابة العين الإخبارية" إنه حاليا "لا توجد اتصالات سياسية مع الإدارة الأمريكية حيث تقتصر الاتصالات على الجانب الأمني".
وطالب الفلسطينيون بإيجاد آلية دولية برعاية الأمم المتحدة للإشراف على المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية وعرضوا انضمام الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين إليها.
واستمرت واشنطن في اتخاذ خطوات ضغط على الفلسطينيين عبر تقليص المساعدات التي تقدمها إلى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وهما ما فهم الفلسطينيون منه أنها مقدمة لشطب حق العودة للاجئين.
ولم تخرج تصريحات رسمية من الإدارة الأمريكية تكشف عن الخطوات المقبلة في الملف الفلسطيني-الإسرائيلي، إلا أن صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كشف في ورقة قدمها إلى القيادة الفلسطينية عن معالم الرؤية الأمريكية القادمة.
ومن أبرز ملامح هذه الرؤية اختراع عاصمة لدولة فلسطين في ضواحي القدس، ولكن خارج البلدة القديمة المقدسة، والإعلان عن الموافقة على ضم الكتل الاستيطانية الإسرائيلية، والإعلان عن مفهوم أمني مشترك لفلسطين وإسرائيل يشمل دولة فلسطين منزوعة السلاح مع قوة شرطية قوية.
aXA6IDE4LjIxOC4yLjE5MSA= جزيرة ام اند امز