مكرم محمد للفلسطينيين بـ"نصرة القدس": لا تغادروا أرضكم
الكاتب الصحفي المخضرم مكرم محمد أحمد أشار لخطأ مغادرة الفلسطينيين لأراضيهم عام 1948، معتبرا أن هذا أعطى فرصة لتمدد الاحتلال.
دعا الكاتب مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام بمصر، من بقي من الفلسطينيين في فلسطين إلى المكوث في أراضيهم وعدم مغادرتها مهما كانت التضييقات الإسرائيلية عليهم.
وفي الجلسة الأولى من فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس المنعقد بالقاهرة، حذر مكرم من تكرار خطأ عام 1948 في هذا الشأن قائلا: "إن المهمة المقدسة لنا ألا نفزع مثلما فزع جيل النكبة، وغادر أراضيه خوفا من عصابات اليهود، وإنما أن نثبت في أوطاننا، ونتشبث بأراضينا، دونها الموت أو الشهادة".
وأشاد في ذلك ببقاء 300 ألف فلسطيني في مدينة القدس رغم احتلالها، قائلا إن تشبثهم بمدينتهم سيجعل من الصعب اقتلاعهم منها وتهويدها بالكامل.
وأضاف مخاطبا الفلسطينيين والعرب والمسلمين: "لا ينبغي إخلاء القدس القديمة من السكان كما تم إخلاء الخليل"، مشيرا إلى أنه زار المدينة القديمة بالخليل (في الضفة الغربية) "ووجدتها خالية تنتظر المستوطنين اليهود" بعد أن تركها سكانها الفلسطينيون.
وفي هذا الأمر أيضا دعا العرب والمسلمين لتقديم المساعدة للفلسطينيين الباقين في أراضيهم كي لا يتركوها.
وأيد في ذلك الأصوات الداعية إلى زيارة العرب والمسلمين للقدس لدعم الوجود الفلسطيني بها، وتكثير عدد الوجود العربي والإسلامي هناك.
كما دعا حركتي فتح وحماس للالتحام مجددا لدعم قضيتهما وتفعيل المقاومة الحقيقية ضد الاحتلال الإسرائيلي، "التي ضعفت بعد أن توجهت البندقية الفلسطينية إلى صدور الفلسطينيين أنفسهم، وتحول الصراع إلى صراع إخوة".
وخلال كلمته أثنى رئيس المجلس الأعلى للإعلام على دور الأزهر في دعم قضايا المنطقة، قائلا إن لمصر أن تفخر بأزهرها الذي يجهر بالحق أمام دعاة الاستكبار، والمعتدين على حقوق العرب والفلسطينيين، وكذلك دوره في حماية النسيج المصري الشعبي، بمسلميه ومسيحييه، تطبيقا لوسطية الإسلام.
وعن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، قال مكرم محمد أحمد: "كنا نحسبه شريكا نزيها لإنجاز السلام والمصالحة التاريخية بين العرب واليهود على قاعدة كل الأرض مقابل كل السلام، ولكن هذا لم يحدث".
وأشار إلى أن من بين عشرات القرارات الدولية التي صدرت لحماية القدس لم يتم تنفيذ أي قرار منها، ما يكشف زيف ما يردده المجتمع الدولي عن الديمقراطية والحريات.
وقال إنه تبين للعرب أن الوسيط في عملية السلام- في إشارة إلى واشنطن- كان يعتمد على تضييع الوقت والفرص.
كما لفت إلى أنه حتى حين وافق العرب على استرداد القليل من فلسطين وهو 22% من مساحة فلسطين التاريخية، لم يتم الحصول على الحقوق في تلك المساحة.
واعتبر أن الحصول على الحقوق سيحتاج لتغيير النظام العالمي بالكامل، بحيث يكون عالما متعدد الأقطاب، لا مكان فيه لحق النقض "الفيتو" ولا لقوة القهر النووي أو غير النووي.
"ونعرف جميعا أن ذلك اليوم آت، لا ريب في ذلك، ولكن لا نعرف متى يأتي"، مؤكدا في ذات الوقت على أن فرصة حدوث هذا الأمر "ربما تكون موجودة في واقعنا الراهن، أو أن نصنعها، ولا أحد غيرنا يستطيع صنعها، لأنها كامنة داخل إراداتنا".
وينعقد مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس بتنظيم من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، ويهدف إلى إحياء الوعي بقضية القدس وحشد رأي عام عالمي ضد قرار الرئيس الأمريكي الذي يستهدف استكمال تهويد المدينة المقدسة.