تحركات عملية يطرحها مؤتمر الأزهر لدعم القدس على الأرض
من بين هذه التحركات دعم أهالي القدس ماديا ومعنويا، وتوجيه المناهج الدراسية والإعلام في العالم الإسلامي لربط الوجدان بالقدس.
وضعت الجلسة الثانية من مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس عددا من النقاط لتفعيل الغضب الإسلامي والمسيحي تجاه الخطوة الإسرائيلية لتهويد القدس وتحويله إلى تحركات على الأرض تنقذ المدينة المقدسة.
وفي الجلسة التي انعقدت اليوم الأربعاء، في أول أيام المؤتمر الذي يستمر ليومين، تحت عنوان "الهوية العربية للقدس ورسالتها"، أشاد فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الذي ترأس الجلسة، برفض كل من شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب والبابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية بالإسكندرية والرئيس الفلسطيني محمود عباس استقبال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الشهر الماضي، احتجاجا على الخطوة الأمريكية.
وأشار السنيورة إلى أنه لم يحدث في تاريخ القدس أن تم قصرها على دين واحد، فيما قامت إسرائيل في العصر الحديث بمحاولة قصرها على اليهود بالقوة؛ ما يعني إلغاء الأديان الأخرى وتهجير أتباعها من القدس.
وردا على ذلك دعا رئيس الوزراء اللبناني الأسبق إلى تصويب بوصلة الاهتمامات بضرورة التمسك بالمبادئ الأساسية لشعوب المنطقة وعدم الاستسلام للأسى واليأس والإحباط أو القبول بانكسار إرادة الأمة، وكذلك عدم الانزلاق إلى الإرهاب وجماعاته بحجة مناصرة فلسطين.
وقال: لدينا عناصر قوة يجب ألا نستخف بها، تتمثل في الإيمان العربي والإسلامي والمسيحي في حق الشعب الفلسطيني بدولته".
كما لفت لأهمية الشراكة التي تقوم بها المؤسسات الدينية وخاصة الأزهر مع المؤسسات الدولية لدعم قضية القدس، والممثلة في حضور المؤتمر الجاري.
وينعقد مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس في القاهرة بتنظيم من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بحضور دولي واسع، يمثل الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية.
الكاردينال الماروني من لبنان مار بشارة بطرس الراعي، بدأ كلمته بلمحة تاريخية عن الخطة الدولية لإنشاء إسرائيل منذ نهاية القرن التاسع عشر بشكل منظم وليس صدفة، وكذلك دور الكنيسة المارونية في الوقوف إلى جانب القدس وحمايتها من التهويد طوال هذه الفترة.
ثم طرح سؤالين، ماذا تشمل نصرة القدس؟، وأجاب تشمل القدس بكل جوانبها ومؤسساتها التربوية والدينية والصحية، وحل النزاع بشأن الأرض بدون فصل القدس عن محيطها بما يحافظ على حرية أتباع الديانات الثلاثة فيها.
والسؤال الثاني عما يجب فعله لنصرة القدس، وأجاب أن ذلك بالصلاة معا من أجل السلام، التضامن الداخلي، وتغذية روح الانتماء للقدس في المساجد والكنائس، واستعمال ذكي ومبرمج للإعلام الداخلي والخارجي لدعم القضية.
ودعا وائل عريبات وزير الأوقاف الأردني من جانبه لضرورة شد الرحال إلى المسجد الأقصى، متحدثا عن أهمية زيارة المسلمين من كل أنحاء العالم للقدس والذهاب للصلاة في المسجد الأقصى لربط وجدان الشعوب به، ولتكثير عدد المسلمين هناك، وإنعاش أوضاع التجار الفلسطينيين والفنادق.
كما أشار لأهمية هذه الخطوة في مكافحة الدعاية الإعلامية الصهيونية التي تقدم للسياح الأجانب المسجد الأقصى على أنه هيكل سليمان، وأنه ملك لليهود.
من جانبه جدد، مائير إيرش، رئيس حركة ناضوري كارتا، وهو حاخام يهودي كان يتشح بالعلم الفلسطيني، رفض حركته لقيام الاحتلال الإسرائيلي ولتهويد القدس، داعيا لأن يعيش اليهود مع المسلمين والعرب في سلام كما كان الأمر قبل قيام الاحتلال.
وهاجم إيرش الحركة الصهيونية، والحكم الصهيوني لفلسطين، ساردا محطات من تاريخ اليهود الأرثوذكس لمكافحة هذا الاحتلال، بل ووصف قادة إسرائيل بأنهم ليسوا يهودا، ولا يمثلون يهود العالم، داعيا العالم الإسلامي إلى عدم تلقيبهم باليهود، بل فقط بالصهاينة.
و"ناطوري كارتا" تأسست في 1935 وتعلن منذ ذلك الوقت رفضها لقيام إسرائيل في فلسطين.