الدكتور أحمد الطيب دعا العالم الإسلامي إلى حشد قدراته البشرية والمادية لامتلاك وسائل القوة التي تردع العدو.
دعا شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب إلى اعتبار عام 2018 عاما للقدس الشريف في كل العالم الإسلامي لمواجهة المخططات الدولية التي تهدف لتهويدها ولتقسيم المنطقة بأكملها.
وخلال كلمته في افتتاح مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، اليوم الأربعاء، قال الأزهر إنه يعرض مقترحا طالب الحضور إبداء رأيهم فيه، وهو تخصيص هذا العام 2018 عاما للقدس الشريف، يتضمن نشاطا إعلاميا وثقافيا تتبناه الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعات ومنظمات المجتمع المدني وغيرها.
وفي الوقت ذاته لفت شيخ الأزهر إلى أن المسلمين والعرب يمتلكون من مصادر القوة البشرية والمادية ما يمكنهم من إرعاب عدوهم، قائلا "إننا من صنعنا هزيمتنا بأيدينا، وبخطأ حساباتنا وقصر أنظارنا في تقدير الأخطار، وتعاملنا بالهزل في مواطن الجد، وما كان لأمة موزعة الانتماء وممزقة الهوية والهوى، أن تواجه كيانا يقاتل تحت عقيدة راسخة وعقيدة واحدة، فضلا عن أن تسقط رايته وتكسر شوكته".
وفي هذ الاتجاه، دعا لامتلاك القوة التي ترعب العدوان وترغمه على إعادة حساباته، قائلا "نؤكد أننا دعاة سلام ولا ندعو للحرب لكنه سلام مشروط بالعدل، فمن العار أن نخاطب العدو بلغة لا يفهمها أو أن نبقى متخاذلين".
وأعرب الطيب عن أمله في أن يُسفر المؤتمر عن نتائج عملية غير تقليدية تستثمر فيها الطاقات مهما صغرت، وأول ذلك وأهمه إعادة الوعي بالقضية الفلسطينية عامة وبالقدس خاصة، مشيرا إلى أن المقررات الدراسية في كل مراحل التعليم عاجزة عن تكوين أي قدر بالوعي الصحيح عن هذه القضية.
وعن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، قال شيخ الأزهر إنه يجب أن يقابل بتفكير عربي وإسلامي "جديد وجاد"، يتمحور حول تأكيد عروبة القدس وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية وتبعيتها لأصحابها، وأن يصبح ذلك ثقافة محلية وعالمية تحتشد لها طاقات الإعلام العربي والإسلامي وما أكثره، وهو الميدان "الذي هزمنا فيه"، فيما "نجح فيه العدو".
كذلك دعا الطيب إلى ترسيخ "البعد الديني" المسيحي والإسلامي في تناول قضية القدس، خاصة أنه في المقابل فإن العدو يركز على هذا البعد في تنشئة أجياله.
وقال شيخ الأزهر إنه "منذ 1948 والأزهر يعقد المؤتمرات تلو المؤتمرات عن قضية فلسطين حتى بلغت 11 مؤتمراً حتى 1988، بحضور دولي كبير، ثم جاء المؤتمر الحالي رقم 12".
وأشار إلى أنه "رغم ثرائه الهائل بالحضور فقد يتوقع البعض أنه لن يضيف جديداً عما سبقه، لكنه يدق من جديد ناقوس الخطر، ويشعل ما عساه قد خبا وخمد من شعلة العزم، وما استقر عليه أمر العرب والمسلمين والمسيحيين من ضرورة التصدي للعبث الصهيوني الهمجي، والذي تدعمه سياسات دولية ترتعد فرائصها إن هي فكرت في الخروج قيد أنملة عما يرسمه لها هذا الكيان الصهيوني والسياسات المتصهينة".
وأكد الدكتور الطيب أن الثابت هو أن كل احتلال إلى زوال، ضارباً الأمثلة بالاحتلالات التي عاثت فساداً في المنطقة العربية والعالم، ثم زالت بعزم جهاد شعبها.
وشكر الطيب الدول والشخصيات التي لبّت نداء المشاركة لمناصرة القدس، وكذلك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على رعايته للمؤتمر، كما وجه التحية للرئيس الفلسطيني محمود عباس، داعيا إياه لمواصلة الصمود والثبات.
وختاما وجه نداء للأمة كلها إلى أن "تنتبه إلى أنها مستهدفة في كل أمورها من دين وأرض وعيش مشترك، وليس عليها إلا أن تستعيد قوتها بسواعدها وألا تركن إلى وعود الظلمة القابعين وراء البحار ممن تجاوزوا كل الخطوط الحمراء".
ويهدف المؤتمر، الذي يعقده الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين على مدى يومين، لاستعادة الوعي بقضية القدس وهويتها العربية والمسؤولية الدولية تجاهها.
وشارك في الجلسة الافتتاحية كل من شيخ الأزهر ، والبابا تواضروس بطريرك الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس في مصر، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
واستهلت الجلسة بآيات من القرآن الكريم، تتحدث عن المخالفات التي ارتكبها اليهود في جحد نعم الله عليهم عدة مرات، ثم أعقبه عرض فيلم تسجيلي عن دور الأزهر الشريف في مناصرة القدس منذ ظهور المطامع اليهودية فيها.
كما تناولت الجلسة الافتتاحية دور الأزهر الشريف في محاربة المحتلين وقت الغزو الفرنسي لمصر في القرن 19، ومحاربة الإرهاب والتطرف حالياً.