من فلوريدا إلى بغداد، تحركت عقارب الساعة لتوثق لحظة خلاص الشرق الأوسط والعالم من مهندس خرابه
إلى هنا.. إلى منتجع "مار لاجو" في فلوريدا، أو "البيت الأبيض الشتوي" كما يطلق عليه، حيث يقضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عطلة عيد الميلاد، بدت الأجواء هادئة لا تغري بغير الاستجمام والاسترخاء.
في ذلك الركن الهادئ من العالم، جلس ترامب مسترخيا في ممتلكاته الفاخرة، يمارس هواياته الرياضية، ويستمتع بلحظاته العائلية، ولم تكن تقاطيع وجهه أو تفاصيل أيامه توحي بأن اجتماعا أمنيا خرج لتوه بقرار القضاء على واحد من أخطر الإرهابيين على وجه الأرض، قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني.
من فلوريدا إلى بغداد، تحركت عقارب الساعة لتوثق لحظة خلاص الشرق الأوسط والعالم من مهندس خرابه، وتدق لحظة فاصلة في التاريخ المعاصر للأمم قبل أن يتلقى ترامب في الجزء الآخر من الكرة الأرضية شارة تنفيذ العملية بنجاح.
أبرقت سماء بغداد بصاروخين أخمدا أنفاس سليماني الذي قضى بطريقة لا تختلف كثيرا عما لاقاه آلاف الأبرياء في مجازر مولها أو نفذها.
تناثرت شظايا جسده المتفحم في غارة نفذتها واشنطن "العدو" كما تعدها إيران، لكن العداوة لم تمنع بأي حال تشييع جثمان سليماني في بغداد على متن سيارة أمريكية الصنع.