طالبان وأسلحة أمريكا..ترامب يطارد «مليارات الدولارات» في أفغانستان

أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار باتت في حوزة طالبان إبان سيطرتها على أفغانستان، ولا تزال تشغل بال دونالد ترامب، وربما تغطي أهدافا أخرى.
وفي مؤتمر العمل السياسي للمحافظين خلال عطلة نهاية الأسبوع، كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطالبة طالبان، بإعادة الأسلحة والمعدات الأمريكية التي استحوذت عليها إبان سيطرتها على البلاد في صيف 2021.
وكان ترامب تحدث عن هذا الطلب أيضا، قبل يوم من تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.
بل ربط الرئيس الأمريكي، المساعدات المستقبلية لأفغانستان بإعادة الأسلحة التي تبلغ قيمتها 7 مليارات دولار، وفق مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
بحث عن نفوذ؟
ووفق فورين بوليسي، قد يبدو هذا الأمر وكأنه حالة أخرى من محاولات ترامب إبرام صفقة تعود بالنفع على المصالح الأمريكية، ولكن قد يكون الرئيس الأمريكي يبحث عن نفوذ جديد على نظام طالبان، وهو أمر واجهت الولايات المتحدة صعوبة في تنفيذه منذ خروجها من أفغانستان.
في المقابل، ووفق المجلة الأمريكية، تسعى القيادة السياسية في كابول إلى علاقات أفضل مع الولايات المتحدة من أجل المزيد من الشرعية الدولية، والمزيد من المساعدات الأمريكية، والوصول إلى أموال البنك المركزي الأفغاني المجمدة من قبل واشنطن.
وأرسلت الولايات المتحدة مساعدات إنسانية إلى أفغانستان ودعم للاجئين بقيمة 21 مليار دولار منذ عودة طالبان إلى السلطة.
ومع ذلك، لم تفعل حركة طالبان الكثير لتلبية المطالب المتعلقة بالنظام السياسي في أفغانستان.
وفي هذا الإطار، قد ترى إدارة ترامب أن المطالبة بعودة الأسلحة أكثر واقعية من الدعوة إلى إجراء تغييرات في سياسات محددة لطالبان، لطالما كانت في صميم أيديولوجية الحركة الأساسية.
تنفيذ صعب
إلا أن تنفيذ مطلب ترامب يعد أمرا بعيد المنال، فبالنسبة لطالبان، تتمتع الأسلحة بقيمة وترمز إلى ما تعتبره الحركة هزيمة للولايات المتحدة؛ وإعادتها سيكون بمثابة شكل من أشكال الاستسلام، على حد وصف المجلة الأمريكية.
ولدى طالبان أيضًا أسباب تكتيكية لرفض طلب ترامب. فالأسلحة تعزز من قدرة النظام على تنفيذ عمليات ضد تنظيم "داعش" في خراسان، الذي يتجاوز تهديده حدود أفغانستان.
وخلصت "فورين بوليسي"، إلى أن يواجه ترامب تحديات أوسع نطاقًا في سياسته تجاه أفغانستان. فكما كان الحال في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، ستواجه الولايات المتحدة صعوبة في تحقيق أهدافها في هذا البلد، بما في ذلك معالجة المخاوف بشأن التهديد المتنامي لتنظيم "داعش" في خراسان، دون علاقات رسمية مع طالبان.