اقتصاد
سياسات أردوغان تقود الليرة إلى موجة هبوط جديدة
انعكست تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتدمير اقتصاد تركيا مباشرة على صرف العملة المحلية
انعكست تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتدمير اقتصاد تركيا مباشرة على صرف العملة المحلية، اليوم الثلاثاء، وسط تخوفات من هبوط أكبر خلال الفترة المقبلة، في حال إصرار تركيا على تنفيذ عملية عسكرية قرب الفرات.
ووفق مسح لـ"العين الإخبارية" حول أسعار الصرف في البنك المركزي التركي، تراجع سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي إلى 5.857 ليرة/دولار واحد، وهو أدنى مستوى للعملة الأمريكية منذ 20 يونيو/حزيران الماضي.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الإثنين، إن بلاده ستدمر اقتصاد تركيا "كما فعلت في أغسطس/آب 2018، في حال تنفيذها خطوات أحادية بمنطقة الفرات".
وبعد محاولات للبنك المركزي التركي ووزارة المالية التي ضخت سيولة بالنقد الأجنبي في السوق المحلية، لرفع سعر الليرة مقابل الدولار خلال الشهور الـ14 الماضية، إلا أنه سرعان ما تهوي العملة التركية من أي تهديدات أمريكية.
وقال الخبير في الاقتصاد الدولي محمد سلامة (أردني)، إن هبوط العملة المحلية يشير إلى سرعة تأثر السياسة النقدية في تركيا بالتطورات الخارجية، إذ يعد تأثر الليرة سلبا أو إيجابا نتيجة تصريحات أكبر منه نتيجة تطورات محلية.
وأضاف سلامة في حديث مع "العين الإخبارية" أن هذا التأثر يظهر ضعف ثقة السياسة المالية والنقدية التركية بالتطورات المحلية، وأنها تنتظر أي ردود فعل خارجية للصعود أو الهبوط.
ونوه بأن الأسواق التركية أمام موجة جديدة من التراجعات بسبب هبوط العملة "إذا ستتأثر كل من نسب التضخم، وميزان المدفوعات، ومؤشر أسعار المنتجين، والأهم مؤشر الثقة لكل من المنتجين والمستهلكين".
وعانت تركيا بداية من أغسطس/آب 2018 من أزمة مالية ونقدية حادة دفعت بأسعار صرف الليرة التركية لمستويات متدنية، وسط تذبذب في وفرة النقد الأجنبي في الأسواق الرسمية، بعد توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.
وتراجع سعر صرف الليرة التركية إلى 7.24 مقابل الدولار الأمريكي الواحد في أغسطس/آب 2018، مقارنة بـ4.8 ليرة للدولار قبل الأزمة، بينما تتراوح أسعار الصرف حاليا عند حدود 5.85 ليرة للدولار.
واعتبر سلامة أن أي تصرف سياسي أو عسكري تتخذه تركيا في منطقة شرق الفرات بشكل أحادي سيهبط بالليرة إلى متوسط 7 ليرات/دولار واحد، عدا عن تصرفات فردية أخرى مرتبطة بالتنقيب عن الغاز.
وزاد "حال تنفيذ الضربة، فإن تبعاتها ستكون أكبر من التوترات التركية الأمريكية التي وقعت بينهما في أغسطس 2018، لأن روسيا وإيران الحليفين الحاليين لأنقرة ترفضان الضربة وستضع أنقرة أمام مواجهة معها".
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن تحديات أخرى بدأت تؤثر على الليرة، أبرزها المساعي التركية بشأن التنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية في مناطق خاضعة لقبرص.
واعتبر أن دخول تركيا في تحديات مع دول كبرى مثل واشنطن وموسكو، ومع دول الجوار، ومن خلفها الاتحاد الأوروبي، سيضع الاقتصاد تحت مقصلة الهبوط.
وأمس الإثنين، قال وزير الطاقة التركي فاتح دونميز: "إن سفينة الحفر التركية ياووز ستبدأ الحفر بحثا عن النفط والغاز جنوب غربي قبرص، بدءا من اليوم الثلاثاء، في تحرك تسبب في تصاعد التوترات بين البلدين".
وقالت أنقرة يوم الخميس الماضي: "إنها سترسل السفينة إلى منطقة منحت فيها سلطات قبرص اليونانية بالفعل حقوقا للتنقيب عن النفط والغاز إلى شركات إيطالية وفرنسية".
واتهمت قبرص تركيا "بالتصعيد الخطير" لانتهاكات حقوقها السيادية.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMjMxIA== جزيرة ام اند امز