«قوس نصر» أمريكي.. ترامب ينافس باريس في قلب واشنطن

بخطوة تعكس طموحاً معمارياً واستعراضاً للرمزية الوطنية، تدرس الإدارة الأمريكية الحالية مشروعاً لتشييد قوس نصر ضخم في العاصمة واشنطن، تزامناً مع احتفالات الذكرى الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة المقررة العام المقبل.
ومن المتوقع أن يصبح هذا النصب، في حال تنفيذه، المعلم المعماري الأبرز في العاصمة منذ عقود، حسب صحيفة واشنطن بوست.
ويقع الموقع المقترح للمشروع في ساحة "ميموريال سيركل"، على مقربة من نصب لنكولن التذكاري، وهي منطقة يمر بها آلاف السائقين يومياً باعتبارها المدخل الرئيسي إلى العاصمة من ولاية فرجينيا.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لوسائل إعلام أمريكية، فإن ترامب ومستشاريه يعتزمون تحويل هذه الرقعة الصغيرة من الأرض الفيدرالية إلى نصب تذكاري دائم يعبر عن “العظمة الأمريكية”.
لاقت فكرة إقامة قوس نصر أمريكي التي طرحها جاستن شوبو، رئيس "الجمعية الوطنية للفن المدني" والمستشار السابق لإدارة ترامب في الشؤون المعمارية، حماساً كبيراً من الرئيس وكبار معاونيه، وفقاً للمصادر نفسها.
وظهرت صور لنموذج مصغر للقوس في المكتب البيضاوي هذا الأسبوع، خلال لقاء ترامب مع مسؤولين كنديين، ثم تكررت المشاهد بعد يومين في صور نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية.
يمثل المشروع تتويجاً عملياً للتوجه المعماري الذي تبنته الإدارة عبر أمر تنفيذي وقعه ترامب تحت شعار "جعل العمارة الفيدرالية جميلة مرة أخرى"، داعياً إلى عودة التصاميم الكلاسيكية المستوحاة من التراث المعماري التاريخي للبلاد. وهذا النهج يتوافق مع سلسلة من التعديلات المعمارية التي نفذت سابقاً في البيت الأبيض.
تصميم مستوحى من التاريخ وردود فعل متباينة
يستلهم التصميم المقترح، الذي نشر صوره المعماري نيكولا شاربانّو، الأقواس الرومانية الكلاسيكية، مما دفع بعض المعلقين إلى تسميته بـ"قوس ترامب". بينما يراه مؤيدوه، من معماريين ومخططين سابقين، فرصة تاريخية لتحويل دوار مروري عادي إلى نصب تذكاري خالد يرمز للشجاعة والتطلع نحو المستقبل.
في المقابل، يواجه المشروع انتقادات من الديمقراطيين، الذين يعتبرونه تشويهاً للطابع التاريخي للعاصمة، إلى حد المطالبة بفتح تحقيقات حول تمويل المشاريع المعمارية الرئاسية.
وتجدر الإشارة إلى أن فكرة إقامة معلم بارز في هذا الموقع ليست جديدة، فقد ظهرت في خطة ماكميلان عام 1902 وتصميمات ويليام كيندل عام 1928، مما يمنح الفكرة سنداً تاريخياً.
ومع اقتراب موعد الاحتفالات، يبدو أن هذا القوس المخطط له لا يهدف فقط للاحتفاء بمرور 250 عاماً على تأسيس الأمة، بل أن يصبح رمزاً دائماً لإرث رئاسي محدد ورؤية معمارية مثيرة للجدل.
أما قوس النصر الحالي في باريس فهو يقع على رأس طريق الشانزلزيه بميدان شارل ديغول، وكان قد بدأ العمل فيه بداية القرن التاسع عشر، حيث أراده نابليون بونابرت رمزاً يخلد انتصارات الجيوش الإمبراطورية، إلا أن إنجازه الفعلي تم عام 1836 في زمن لويس فيليب الأول.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز