باحث أمريكي لترامب: الضغط على قطر أولوية استراتيجية
باحث أمريكي طالب إدارة الرئيس ترامب بتبني سياسة أشد صرامة مع قطر وفرض المزيد من الضغوط عليها من أجل القضاء على الإرهاب
طالب باحث أمريكي إدارة الرئيس دونالد ترامب بتبني سياسة أشد صرامة مع قطر، وفرض المزيد من الضغوط عليها من أجل القضاء على الإرهاب، بالنظر إلى أن الدوحة تواصل "دعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة"، معتبرا أن تلك الخطوة "أولوية استراتيجية" لمواجهة الأرهاب.
وفي مقال نشره موقع "ذا هيل" المتخصص في تغطية أخبار الكونجرس، قال ديفيد إبسن، وهو المدير التنفيذي لـ"مشروع مكافحة التطرف"، وهي منظّمة لمكافحة التهديد المتزايد للأيديولوجية المتطرفة مقرها نيويورك، إنه "في 5 يونيو/حزيران 2017، أعلنت 7 دول هي الإمارات والسعودية والبحرين ومصر وليبيا واليمن والمالديف أنها قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر بسبب دعمها للجماعات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة".
وأضاف أنه "عند قطع العلاقات، أعلنت السعودية أنها تعمل على "حماية الأمن القومي من أخطار الإرهاب والتطرف، كما أشارت البحرين وغيرها إلى المخاوف الأمنية الوطنية وأنشطة قطر المزعزعة للاستقرار في المنطقة".
وأشار إلى أن "الإعلان فاجأ الكثيرين في جميع أنحاء العالم، إلا أن القرار كان نتيجة لتاريخ دولة قطر الطويل من السياسات الخطيرة والأعمال المتهورة".
وأوضح أن "(منظّمة) مشروع مكافحة التطرف عرضت سلوك قطر المثير للمشكلات في سلسلة من الدراسات، التي كشفت عن سجل البلاد الموثق جيدًا لدعم وإيواء المنظمات والأفراد الإرهابيين الدوليين".
ونوّه إلى أن "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس آي إس) وصف قطر بأنها ملاذ آمن للمتطرفين، الذين طردتهم دول أخرى".
وفي السياق، اتهم ديفيد أندرو واينبرج من مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" قطر بأنها تظهر "وجهًا للمجتمع الدولي، وتعبر عن رغبة في المساعدة في مكافحة المنظمات الإرهابية، بينما توفر منصة للوعظ في الفناء الخلفي من نفس نوع تطرف داعش المليء بالكراهية".
ولفت واينبرج إلى أن "مجموعة من الأئمة، الذين يخطبون في المساجد القطرية بدعم حكومي"، في إشارة إلى يوسف القرضاوي الزعيم الروحي والمنظّر لتنظّيم "الإخوان" الإرهابي.
وبين إبسن "أن قطر، وهي حليف منذ فترة طويلة لأمريكا، وعضو في التحالف العالمي لمكافحة داعش، قدمت الدعم لتنظيمات القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وحماس، والإخوان، وجبهة النصرة، وطالبان، وذلك من خلال القروض المالية المباشرة ودفع الفدية والتحويلات الإمدادات".
وحذّر من أن "قطر تؤوي حاليًا ما لا يقل عن 12 من الأفراد المطلوبين أو المدرجين على قوائم العقوبات، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة قد فرضت عقوبات علنية على هؤلاء الأفراد، أو أنهم يخضعون لأوامر اعتقال صادرة من الإنتربول، فإنهم قادرون على العيش والعمل دون عقاب -وفي بعض الحالات بترف- داخل قطر".
ووفقا للباحث فقد "اتهمت الولايات المتحدة قطر بتقديم الدعم المالي والمادي للجماعات المتطرفة والإرهابية"، حيث "ذكرت وزارة الخزانة الامريكية أن قطر موّلت بشكل صريح حماس التي تتخذ قيادتها السياسية أيضا مقرًا لها في الدوحة".
وفي مارس/آذار 2014، قال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين في خطاب إن قطر أصبحت "بيئة متساهلة لتمويل الإرهاب، وإن عددًا كبيرًا من جامعي التبرعات الرئيسيين في قطر يعملون كممثلين محليين لشبكات أكبر لجمع الأموال الإرهابية".
ورجّح أن "إخفاق الإدارات الأمريكية السابقة في مساءلة دولة قطر عن سلوكها المثيل للمشكلات"، ربما يُعزى إلى الروابط العسكرية الوثيقة مع الدوحة، التي تستضيف قاعدة العُديد الجوية أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالمنطقة.
ومضى قائلًا: "مع ذلك، فبينما تواجه بلدنا تهديدات أمنية وطنية متزايدة الخطورة من الإرهاب والتطرف، لم يعد بإمكاننا أن نغض الطرف عن تقاعس قطر عن العمل، يجب على الولايات المتحدة أن تفعل المزيد للضغط على قطر للعمل ضد التطرف داخل حدودها".
وأردف: "على وجه التحديد، يجب على الولايات المتحدة أن تحفز الدوحة على اعتقال أو طرد جميع الأفراد المطلوبين والمعينين دوليا داخل حدودها، بما في ذلك جميع أعضاء وفود حماس وحركة طالبان الموجودة حاليا داخل قطر.
وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، يجب على قطر وقف كل الدعم المباشر -المالي والمادي والاستراتيجي- للمنظّمات الإرهابية المُصنّفة دوليًا، ويشمل ذلك وقف جميع مدفوعات الفدية للمنظّمات الإرهابية في الخارج، كما يجب تحفيز قطر على إعداد ونشر قائمة بالكيانات الإرهابية المصنفة، وإخضاع الكيانات المصنفة إلى التداعيات المبينة في تشريعات مكافحة الإرهاب القائمة في قطر.
واعتبر أنه "من أجل مكافحة الإرهاب وتمويل الإرهاب، ستحتاج قطر إلى تنفيذ سياساتها الخاصة بمكافحة الإرهاب تنفيذًا تامًا، كما ستحسن قطر من أداء برنامجها الحالي لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك التصميم والالتزام والترويج لنظّامها الخاص لتصنيف الإرهاب".
واختم بالقول إنه "ينبغي للولايات المتحدة أن تعترف بأن الضغط على قطر لاعتماد هذه الإرادة السياسية -وإحراز أي تقدم في برنامجها القائم- أمر بالغ الأهمية لاستراتيجية قوية وفعالة لمكافحة الإرهاب".
وحذّر من أن "التقاعس عن العمل لم يعد خيارًا، ويجب على إدارة ترامب أن تفعل كل ما في وسعها للضغط على قطر للبدء في التصرف كحليف مسؤول ووقف دعمها للتطرف".
aXA6IDMuMTQ3Ljg5LjUwIA== جزيرة ام اند امز