خبراء أمريكيون عن زيارة ترامب: أمريكا تنظر للإمارات كركيزة استقرار

تكتسب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دولة الإمارات أهمية استثنائية، لأنها تسلط الضوء على «الشراكة المتقدمة» بين البلدين.
تلك الأهمية ليس فقط لكونها المحطة الختامية في جولته الخليجية، لكن لأن دلالاتها السياسية والميدانية تعكس حجم الثقة الأمريكية في الدور الإماراتي، الذي وصفه سياسيون أمريكيون بارزون في أحاديث خاصة لـ«العين الإخبارية» بأنه «فاعل ومؤثر، وقابل للبناء عليه في مجالات الأمن والاستثمار والسلام».
شريك موثوق وفاعل إقليمي
الخبير في الشؤون الأمريكية وعضو الحزب الديمقراطي، سامح الهادي، قال في حديث لـ«العين الإخبارية» إن «الولايات المتحدة تنظر إلى دولة الإمارات كحليف استراتيجي لا غنى عنه».
وأشار إلى أن «الدور الإماراتي في المنطقة يتجاوز الدعم السياسي أو الاقتصادي، ليصبح عنصرًا محوريًا في صياغة الحلول والاستقرار، سواء على مستوى المبادرات الإقليمية أو التحالفات الأمنية».
وأكد الهادي أن «زيارة ترامب للإمارات ستشهد التوقيع على حزمة من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية الضخمة»، موضحًا أن «هذه الاتفاقيات تشمل مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتعاون في الابتكار، مما يجعل من الإمارات منصة مستقبلية للاستثمار التكنولوجي المتقدم في المنطقة والعالم».
الدبلوماسية الإيجابية
من منظور السياسة الخارجية الأمريكية، ترى واشنطن في دولة الإمارات نموذجًا للدبلوماسية الإيجابية، لا سيما منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 2022، والتي وصفها الدكتور ماك شرقاوي، الخبير في العلاقات الدولية، في حديثه لـ«العين الإخبارية» بأنها «خطوة تأسيسية لرؤية أمريكية للشرق الأوسط الجديد، تسعى فيه واشنطن لتعزيز التحالفات الواقعية، وفتح مسارات للتعاون الإقليمي تتجاوز الصراعات التقليدية».
ووفقًا لشرقاوي، فإن واشنطن تنظر إلى دولة الإمارات بوصفها «شريكًا أمنيًا موثوقًا في الخليج، وركيزة ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي في مكافحة الإرهاب والتطرف، وفاعلًا حاسمًا في ملفات اليمن والقرن الأفريقي، وقوة اقتصادية قادرة على دعم الاستقرار من خلال أدوات التأثير الناعم والخطط التنموية المشتركة».
سياسة إماراتية عقلانية
التحركات الإماراتية في ملفات المنطقة تُقرأ في واشنطن ضمن إطار «السياسة العقلانية والمستقرة»، في وقت يواجه فيه الشرق الأوسط ما يمكن وصفه بـ«المرحلة الانتقالية» في بنية التحالفات.
ومن هذا المنظور، يرى محللون أمريكيون أن «دولة الإمارات باتت تشكل نقطة توازن سياسي ودبلوماسي، وسط تغيرات كبرى تمس العلاقة الأمريكية الإيرانية، ومستقبل سوريا، والدور التركي، وتطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية».
ويشير سامح الهادي إلى أن «دولة الإمارات تمثل بوابة متقدمة لفهم التفاعلات الإقليمية، وأن واشنطن تنظر إليها كجزء من معادلة النفوذ الدولي، لا مجرد دولة شريكة».
ويضيف: «هذه النظرة تعززها المبادرات الإماراتية الهادفة إلى تقوية السلام والاستقرار، سواء في الخليج أو خارجه، بفضل قدرتها على الجمع بين الرؤية الاقتصادية المتقدمة والتحرك السياسي المتزن».
دور محوري
زيارة ترامب لدولة الإمارات تأتي بعد قمة أمريكية خليجية ناجحة عُقدت في الرياض، شهدت تنسيقًا سياسيًا عالي المستوى حول ملفات كبرى، على رأسها الملف الإيراني، والعقوبات على سوريا، والوضع في لبنان.
ويؤكد الهادي لـ«العين الإخبارية» أن «دولة الإمارات، بدورها، تلعب دورًا محوريًا في الدفع نحو بيئة مستقرة إقليميًا، من خلال تموضعها في قلب هذه النقاشات، سواء في دعم الجهود السياسية، أو عبر تحالفاتها الأمنية».
وفي سياق متصل، شدد الدكتور ماك شرقاوي على أن «واشنطن تنظر بعين التقدير إلى الدور الإماراتي في تأمين تدفقات الطاقة، ودعم المبادرات الإنسانية، والمساهمة في إعادة الإعمار، ما يجعلها شريكًا كاملاً في صناعة السلام وتكريس الاستقرار الإقليمي».
شراكة استراتيجية
واتفق الخبراء على أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دولة الإمارات لا يمكن وصفها بأنها محطة بروتوكولية ضمن جولة خليجية، بل باعتبارها اعترافًا أمريكيًا متجددًا بثقل إماراتي سياسي واقتصادي وأمني، تتعامل معه واشنطن كقوة موثوقة في شرق أوسط متحول.
وأشاروا إلى أنه في ضوء التحولات الدولية، والمراجعات الأمريكية للسياسات الخارجية بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تبدو دولة الإمارات بالنسبة لواشنطن دولة «قادرة على المشاركة في صناعة الحلول، لا فقط استقبال السياسات»، وهو ما يعكسه مستوى التقدير في التصريحات الأمريكية، والصفقات المتوقع الإعلان عنها، وأيضًا التوازن الذي تمثله دولة الإمارات في البيئة الجيوسياسية الخليجية والعربية.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjQuMTEg جزيرة ام اند امز