ليست زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دولة الإمارات حدثًا عابرًا في جدول أعمال العلاقات الدولية، بل هي محطة تحمل في طيّاتها رسائل سياسية واستراتيجية عميقة، تؤكد المكانة المرموقة التي تحتلها الدولة على خارطة التوازنات الإقليمية والدولية.
فمنذ تأسيس الاتحاد على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ودولة الإمارات تسير بثبات نحو تعزيز مكانتها كدولة قوية، متزنة، وصاحبة رؤية حضارية وإنسانية.
واليوم، وبعد خمسة عقود من البناء والعطاء، تجني الدولة ثمار سياساتها المتزنة، ودبلوماسيتها الفاعلة، وقيادتها الطموحة التي تؤمن بأن النفوذ لا يُقاس بالمساحة ولا بعدد السكان، بل بقدرة الدولة على التأثير، وصناعة القرار، والمشاركة في صناعة المستقبل.
زيارة ترامب تعكس إدراكًا أمريكيًا مستدامًا بأن دولة الإمارات ليست مجرد حليف، بل شريك يُحسب له حساب في ملفات الأمن، والطاقة، والاستثمار، ومحاربة التطرف، فضلاً عن دور الدولة المتنامي في التقريب بين الشعوب وصناعة السلام ونشر قيم التسامح والتعايش.
كانت أبوظبي دائمًا في قلب الأحداث، تختار المصلحة الوطنية والعربية العليا، وتضع استقرار المنطقة فوق كل اعتبار. وتأتي الزيارة، في توقيتها ومضامينها، لتؤكد أيضًا إيمان الأطراف الدولية بأهمية التواصل مع قيادة الإمارات التي تمتلك رؤية مستقبلية واضحة، وتُجيد التوازن بين الحزم والاعتدال.
والزيارة هي أيضًا رسالة احترام لدولة نجحت في تحويل التحديات إلى فرص، وباتت نموذجًا يُحتذى به في التنمية، والانفتاح، والتعايش. إن دولة الإمارات اليوم ليست فقط مركزًا ماليًا واقتصاديًا عالميًا، بل هي أيضًا منصة مؤثرة للحوار الحضاري والدبلوماسية الاستباقية. وتمتلك الدولة أدوات القوة الناعمة والصلبة على حد سواء.
كما أن زيارة ترامب هي تأكيد على أن الإمارات محط أنظار كبار الساسة، ووجهة رئيسية لكل من يرغب في فهم ديناميكيات الشرق الأوسط الجديدة بكل تعقيداتها وتشابكاتها.
في النهاية، تُمثل هذه الزيارة شهادة إضافية على نجاح السياسة الإماراتية في بناء شبكة من العلاقات المتينة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وهي تذكير بأن المكانة لا تُمنح، بل تُنتزع بالرؤية والعمل والمصداقية، وكلها سمات متجذرة في الإدارة الإماراتية.
ولأن المستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع، فإن الإمارات، بقيادتها الرشيدة، تواصل ترسيخ دورها كدولة تصنع الفارق، وتحمل رسالتها الحضارية إلى العالم بثقة، واعتزاز، وثبات يجمع بين الأصالة والمعاصرة دونما أي عداء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة