يعتقد البعض أن خدمة الدين، تكون من خلال حملات دعوية في أقاصي الكرة الأرضية للإسلام، في الوقت الذي كان تعامل التجار المسلمين وأخلاقهم مع دول شرق آسيا سببًا في نشر الإسلام فيها.
في كثيرٍ من الأحيان تكون "الأخلاق" في التعامل، رسولًا لقلوب الكثيرين، بعيدًا عن أي محاولات للإقناع.
لكن ليس هنا مربط الفرس.
يحاول الكثيرون فصل الدين الإسلامي عن دولة الإمارات، من خلال الترويج لأفكار تدّعي انسلاخ المجتمع عن هويته الإسلامية والمحتشمة، ومحاولات إقصاء المجتمع الإماراتي، وكأنهم هم لا غيرهم شعب الله المختار.
لذا فالحذر واجب، إننا وإن لم نمارس الدعوة للإسلام بشكلٍ نظري، فإننا نعمل به.. تتساءل كيف؟ ، إننا بدل الدعوة.. نبني مدرسةً، وبئرًا، وملبسًا لهم، ونمدّ لهم طريقًا يسهل عليهم قطع الأنهار، أو صعود الجبال.. إننا بذلك نصنع أثرًا حقيقيًا في داخلهم..
نُقِل عن عمر بن الخطاب قوله، "لو أن دابة في العراق تعثرت لخشيت أن يُسأل عنها عمر لِمَ لم تُصلح لها الطريق". فلو أن عمر، خشي أن يُسألَ عن دابةٍ لم يسوي الطريق لها.. فإن الأولى أن نلتفت لتسوية الطرق للإنسان.. من خلال البنية التحتية، أو المدارس والمستشفيات في إصلاح طريق حياته.
إن الإمارات، تمارس جوهر الإسلام.. في بناء الإنسان.
انظر وابحث في مختلف المبادرات التي تقودها الإمارات، في القراءة، في تكريم النوابغ، في نقل ممارساتها للدول، في صناديق معالجة الأمراض، في مستشفى العريش العائم لأهالي غزة.
وإن لم تُرِد أن تشاهد.. فاسأل.. اسأل مختلف دول العالم، بمختلف أديانها عن دور الإمارات في كورونا، والتبرع بمختلف التطعيمات لمختلف الدول، أو اسأل حتى سكّان هاييتي في أقصى الكرة الأرضية، عن المساعدات التي وصلت بعد الزلزال.. أو أهالي نيبال.. أو لإخوتنا العرب.. أما إن أردت تجربةً حيّة.. فتعال إلى المدن الإنسانية في الدولة، والتي استضافت الإخوة من غزة، وأفغانستان وغيرهم.
عزيزي، إننا نمارس الإسلام.. وتعاليمه.. من خلال الحكومة ومن خلال الشعب، نعلم ونُدرك تمامًا أننا نمتلك من الأخلاق في تعاملاتنا ما يصعب على الكثيرين استيعابه. إننا نبحث عن توفير حياة كريمة للإنسان.. فهذا حقّه، وهذا واجبنا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة