نعم، السعودية هي دائمًا محطّ الأنظار، إذ طالما عُقدت القمم في ربوعها، وتوافدت إليها الوفود من كل صوب، ما يُجسّد دورها الريادي في حفظ السلام والدعوة إليه.
وما نشهده على الصعيد السياسي من تطورات يجعل الجميع يقف بقوة إلى جانب تلك الجهود، ولا يُنكر أحد ما تبذله السعودية من مساعٍ لتحقيق الاستقرار، لا سيّما استقرار العرب، إذ حملت همومهم منذ عقود.
ومجدّدًا، تثبت المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، أنها الدولة الأهم في المنطقة والإقليم، وأنها تؤدي دورًا محوريًّا في المنظومة الدولية عبر تحركاتها الدبلوماسية الرامية إلى توحيد الكلمة وترسيخ استقرار الدول.
هي مواقف وجهود نبيلة تبذلها مملكتنا الحبيبة، نقف لها إجلالًا وتقديرًا، وما يزيد من اعتزازنا وفخرنا، ما تتسم به السعودية من محبة لجميع الدول، وحرص على المسلمين كافة، وشعور عميق بالمسؤولية تجاههم، ولست في صدد استعراض تلك الجهود، غير أن ما يراه الناس من الواقع أبلغ من أي حديث.
وتأتي زيارة الرئيس دونالد ترامب الخارجية الأولى منذ فوزه بولاية رئاسية جديدة إلى السعودية ودول الخليج كمؤشر قوي على عمق العلاقات السياسية والاقتصادية، وهي زيارة تُجسّد المكانة الجيوسياسية المتقدمة التي باتت تتمتع بها السعودية على وجه الخصوص، ودول الخليج بوجه عام؛ فالمملكة لم تعد فقط لاعبًا محوريًّا في استقرار المنطقة، بل باتت كذلك قوة اقتصادية ووجهة إصلاحية ذات تأثير واسع.
وتسعى واشنطن من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز علاقاتها مع حلفائها في الخليج، وتوطيد شراكتها الاستراتيجية في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة، ووفق ما اطَّلعنا عليه، هناك 10 ملفات مطروحة للنقاش خلال الزيارة، من بينها الأمن الإقليمي، والطاقة، والدفاع، والتعاون الاقتصادي.
وقد أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن "زيارة الرئيس ترامب إلى السعودية ودول الخليج تُبرز المكانة التي توليها الولايات المتحدة لعلاقاتها مع شركائها في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن التنسيق مع السعودية يُشكّل عنصرًا أساسيًّا في التعامل مع قضايا تتجاوز حدود الإقليم.
وهذا ما يدل على مكانة المملكة العربية السعودية، ودورها البارز في التعاطي مع مختلف قضايا العرب، بل والمسلمين عامة.
والواقع أن زيارة ترامب إلى الرياض عام 2017 جاءت في ظروف دولية غير مستقرة، وها هو اليوم يعود في عام 2025 في ظل ظروف أكثر تعقيدًا، ما يعكس حجم الدور السعودي المتنامي عالميًا. لقد باتت الرياض اليوم لا تُعد فقط عاصمة للقرار الإقليمي، بل أصبحت أيضًا وجهةً للاستثمار الدولي، ولاعبًا رئيسيًا في دعم الاستقرار العالمي.
تلهف العالم لهذه الزيارة
نعم، أنظار العالم تتجه نحو عاصمة القرار، في تلهّف لمعرفة ما ستُفضي إليه هذه الزيارة من نتائج مهمة، قد تُسهم في حسم العديد من القضايا الكبرى في الإقليم وخارجه. فقد أصبحت الرياض فاعلًا مؤثرًا في مجريات الأحداث الدولية، ووسيطًا موثوقًا لدى الجميع.
وما من شك أن الآمال معقودة على هذه الزيارة لحل قضايا مصيرية أرهقت كاهل العرب خاصة، والعالم أجمع عامة.
هنا تتجلّى أهمية المملكة في ترسيخ السلم، ووقوفها الدائم مع الدول. لله دَرُّ هذه البلاد المباركة، وسعيها الحثيث لنصرة الحق وخدمة الشعوب.
نعم، هي السعودية... هي المجد والعِزَّة لكل المسلمين، هي مهبط الوحي وبلاد الحرمين، ومأرز العقيدة.. فلتبقَ السعودية ودول الخليج دولًا شامخة، أبية، راسخة في قلوب شعوبها والعالم بأسره.وفي الختام، شكرًا لقيادة المملكة العربية السعودية على الجهود الحثيثة التي تُبذل من أجل أمن واستقرار المنطقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة