ترامب يغازل الناخبين بـ"الأجور" .. و"باول" تذكرة المرور لفترة ثانية
الرئيس الأمريكي قال إنه سيدلي ببيان بشأن الحد الأدنى للأجر خلال أسبوعين، ويشيد بأداء رئيس البنك المركزي
بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مغازلة الناخبين للفوز بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وذلك بإعلانه عن زيادة الحد الأدني للأجور، وهو ما يعارضه الجمهوريون.
ولأول مرة منذ تعيينه أشاد الرئيس الأمريكي، بأداء جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي ( البنك المركزي الأمريكي)، أثناء جائحة فيروس كورونا رغم انه اعتاد توجيه انتقادات لاذعة لعدم خفض أسعار الفائدة إلى أقل من الصفر.
وهذه الإشادة ترتبط أيضا بمغازلة الناخبين، أذ أن باول يملك بحكم منصبه تحفيز ودعم الاقتصاد الأمريكي لتخفيف تداعيات كورونا وبالتالي تحسين مستوى معيشة الأمريكيين.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، إنه سيدلي ببيان بشأن الحد الأدنى للأجر في الأسبوعين القادمين.
وأضاف، أن رأيه بخصوص هذه المسألة مختلف عن بعض أقرانه الجمهوريين.
وفي مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس، لم يشأ ترامب أن يكشف عما سيتضمنه البيان لكن الجمهوريين عموما يعارضون زيادات في الحد الأدنى للأجر.
وأضاف الرئيس الأمريكي، إنه أصبح يشعر برضا عن أداء رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول الذي سبق أن وجه إليه انتقادات لاذعة لعدم خفض أسعار الفائدة الى أقل من الصفر.
وأشاد ترامب بالبنك المركزي الأمريكي لضخ السيولة في الاقتصاد أثناء جائحة فيروس كورونا.
وأوضح ترامب "أستطيع أن أقول أنني لم أكن راضيا عنه في البداية.. أصبحت أشعر برضا متزايد عنه. أعتقد أنه ارتقى إلى المهمة المنوطة به. هو يؤدي وظيفته بشكل جيد".
لكن ترامب لم يشأ أن يجيب على سؤال عما إذا كان يعتقد أن باول ينبغي أن يحصل على فترة أخرى في المنصب.
نصف السكان عاطلون
وقفزت معدلات البطالة في أمريكا إلى مستويات تاريخية ،فقد بات نصف سكان الولايات المتحدة تقريبا بدون عمل، وسط تأثيرات الأزمة الناجمة عن جائحة فيروس كورونا.
وتسبب إغلاق البلاد في منتصف مارس/آذار الماضي لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد، في أسوأ بطالة منذ الكساد الكبير.
وقال مكتب إحصاءات العمل الأمريكي إن نسبة العمال إلى عدد السكان (عدد الأشخاص الذين يعملون من إجمالي نسبة السكان البالغين في البلاد) هوت إلى 52.8% في أيار/مايو، مما يعني أن 47.2% من الأمريكيين بدون عمل.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن أكبر اقتصاد في العالم بدأ بالتعافي في وقت أبكر من المتوقّع، لكن الاستمرار في طريق التعافي سيظل رهن كورونا وبإجراءات الدعم التي ستتخذها الحكومة الأمريكية.
وقال مستشار بارز للبيت الأبيض، الإثنين، إن الاقتصاد الأمريكي ما زال يتجه فيما يبدو نحو تعاف قوي على الرغم من انتكاسات في مساعي إعادة فتح الاقتصادات في بعض الولايات التي أغلقت لاحتواء فيروس كورونا.
وأبلغ لاري كودلو مدير المجلس الاقتصادي القومي قناة سي إن بي سي التلفزيونية "في الوقت الحالي الأمر يبدو جيدا جدا. نحن نتجه صوب تعاف قوي".
وتابع: "هل هذا ربما يتغير؟ نعم ربما ونحن ننظر لهذا بعناية شديدة."
وأدت قفزة في حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في عدد من الولايات الأمريكية إلى تراجع عدد منها عن إجراءات لإعادة فتح اقتصاداتها.
وأثار هذا تساؤلات بشأن مدى السرعة التي قد يتعافى بها الاقتصاد الأمريكي من هبوطه العميق المرتبط بفيروس كورونا.
وقال كودلو إن الهدف الرئيسي لإدارة ترامب هو تقديم حوافز لتشجيع عودة المزيد من الأمريكيين إلى العمل.
وأعلن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الإثنين، أنّ الاقتصاد الأمريكي بدأ بالتعافي في وقت أبكر من المتوقّع، محذّراً في الوقت نفسه من أنّ انتعاشه سيكون رهناً باحتواء وباء كوفيد-19 وبإجراءات الدعم التي ستتّخذها الحكومة.
وفي خطاب أدلى به خلال جلسة استماع للجنة الخدمات المالية في مجلس النواب، قال باول، الثلاثاء، أنّ "الطريق أمام الاقتصاد غير مؤكّدة بالمرّة، وستكون إلى حدّ كبير رهناً بنجاحنا في احتواء الفيروس".
وأضاف أنه "من غير المرجّح أن يستعيد الاقتصاد عافيته بالكامل إلى أن يثق الناس بأنّه من الآمن الانخراط في مجموعة واسعة من الأنشطة".
وإذ نوّه باول بأنّ الاقتصاد الأمريكي بدأ يتعافى أسرع مما كان متوقعاً، لفت إلى أنّ معدلات البطالة لا تزال أعلى بكثير ممّا كانت عليه قبل تفشّي الوباء.
وقال "لقد دخلنا مرحلة جديدة مهمّة وفعلنا ذلك في وقت أبكر مما كان متوقّعاً"، لكنّ معدّلات الإنتاج والتوظيف لا تزال في مستويات أقل بكثير مما كانت عليه قبل الوباء".