صحيفة أمريكية تحذر ترامب من تكرار خطأ أوباما بعد تحذير إيران
تحذيرات دونالد ترامب لإيران ربما تخاطر بجر واشنطن إلى صراع أو إضعاف صورته إذا لم ينفذ تهديداته وتكرار أكبر خطأ اقترفه سلفه أوباما
تحذيرات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإيران، ربما تخاطر بجر واشنطن إلى صراع أو إضعاف صورته إذا لم ينفذ تهديداته، وبالتالي يكرر "أكبر خطأ" اقترفه سلفه باراك أوباما، وفقاً لمحللين متخصصين في السياسة الخارجية، استطلعت آرائهم صحيفة "يو إس إيه توداي".
وفي تقرير نشرته الصحيفة الأمريكية على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، قالت، إن تحذير ترامب شديد اللهجة لإيران بعد اختبارها صاروخاً باليستياً من أنها قد "وضعت تحت المراقبة"، يخاطر بجر أمريكا إلى صراع أو جعل ترامب يظهر ضعيفاً إذا لم ينفذ بعضاً من الانتقام، حال أقدمت إيران على عمل استفزازي آخر.
وأشارت إلى أنه حتى هؤلاء الخبراء، الذين يرحبون برد قوي على دولة يراها كثيرون في صفوف إدارة ترامب الجديدة واحد من أخطر التهديدات، يحذرون من أن الرئيس الجديد يحتاج إلى خيارات جاهزة للرد إذا اختبرت إيران صبره.
وفي هذا السياق، قال فريد كاجان، وهو محلل في "معهد أمريكان إنتربرايز": "إن كنت تنوي القيام بتهديد، عليك أن تكون مستعداً لتنفيذه"، معتبراً أن "السؤال هو: هل هم على استعداد لتنفيذه".
وكان مستشار الأمن القومي لترامب، مايكل فلين، قال، الأربعاء، إن الولايات المتحدة "وضعت إيران رسمياً تحت الملاحظة" بعد إطلاقها صاروخاً باليستياً، يوم الأحد، ومهاجمة المليشيات الحوثية المدعومة من طهران في اليمن سفينة تابعة للبحرية السعودية.
وكرر ترامب تحذيره لإيران، أمس الخميس، في تغريدة، كتب فيها: "لقد وضعت إيران رسمياً تحت الملاحظة لإطلاق صاروخ باليستي، لابد أن تكون ممتنة للاتفاق المريع الذي أبرمته الولايات المتحدة معهم!".
وأضاف: "إيران كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة وعلى وشك الانهيار، حتى جاءت الولايات المتحدة وأعطتها حبل نجاة في شكل الاتفاق الإيراني: 150 مليار دولار"، في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع إدارة أوباما و5 قوى عالمية أخرى لكبح برنامجها النووي مقابل رفع العديد من العقوبات الدولية وإعادة الأموال المجمدة.
غير أن البيت الأبيض لم يحدد ما هي الإجراءات المضادة التي يدرسها أو الإجراءات الأخرى التي تؤدي إلى الانتقام، وقال إن لديه مجموعة من الخيارات، تشمل العقوبات الاقتصادية ودعم قوات لمعارضة الميليشيات المدعومة من إيران، كما هو الحال في اليمن، كما لم يستبعد الرد العسكري.
وبدوره قال مايكل روبن، وهو محلل آخر في "معهد أمريكان إنتربرايز"، إن ترامب يخاطر "بتكرار أكبر خطأ (للرئيس) أوباما، وهو وضع خط أحمر بدون الاستعداد للدفاع عنه".
ولفتت الصحيفة إلى أنه في عام 2012، قال أوباما، إن الرئيس السوري، بشار الأسد سيتجاوز "خطا أحمر" إذا استخدم الأسلحة الكيماوية ضد مقاتلي المعارضة المسلحة ومؤيديهم المدنيين، وهو تصريح كان ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره تهديداً بهجوم عسكري أمريكي، ولكن عندما استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية العام التالي، عارض أوباما توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري.
واعتبر روبين أن عدم وجود تفاصيل في تحذيري فلين وترامب، ربما يكون خطأ في الحسابات، محذراً من أن "عدم الوضوح أمر خطير، يمكن أن يشجع إيران لاختبار (الخط الأحمر) لأنه لم يتم تحديده".
وفي غضون ذلك، قال الجيش الأمريكي، إنه لم يغير تواجده في المياه القريبة من إيران، حيث تعبر سفن حربية بانتظام المنطقة، بينما تتجه قوة بحرية (تشكيل بحري يضم حاملة طائرات) إلى هناك الآن في مهمة مناوبة عادية.
وقال الرائد جوش جاك، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية: "لم نتخذ أي وضع مختلف عما كان قبل إطلاق (صاروخ) يوم الأحد، وهذا لا يعني أننا لن نفعل في المستقبل".
واختتم روبين بالإشارة إلى أن إيران ستدرس أفعال أمريكا، وليس أقوالها لتحديد كيفية الرد، معتبراً أن "الردع ليس استراتيجية خطابية، بل استراتيجية عسكرية".
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjUg جزيرة ام اند امز