محلل إيراني يكشف السر وراء إعفاءات ترامب لـ8 دول من عقوبات طهران
الإعفاءات التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي لـ8 دول بشأن العقوبات ضد إيران، من المفترض أن تكون أنباء طيبة.. لكنها تعكس حقائق أخرى
قال المحلل المختص بالشأن الإيراني إسفنديار باتمانغيلدج، إن الإعفاءات التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ8 دول بشأن الحزمة الثانية من العقوبات ضد إيران من المفترض أن تكون أنباء طيبة لإيران، فهي تسمح لها بمواصلة صادرات النفط ضمن مستويات أعلى من التي توقعها المحللون بعد إعلان الرئيس لأول مرة انسحابه من الاتفاق النووي.
وأضاف مؤسس مجموعة "أوروبا إيران بيزنس فوروم"، خلال مقال عبر وكالة "بلومبيرج" الأمريكية، أن للوهلة الأولى قد يبدو قرار إدارة الرئيس ترامب وكأنه اعتراف بأن كبح الصادرات الإيرانية قرار عدواني للغاية، وسيتسبب في ارتفاع أسعار النفط، فضلًا عن تقويض علاقات أمريكا الدبلوماسية على مستوى العالم، لكنه في الحقيقة يشير إلى تنازل تكتيكي.
وأوضح المحلل، خلال مقاله، أن إدراج الصين وإيطاليا واليونان بين الدول التي تنطبق عليها الإعفاءات سيعقد السياسات حول صادرات النفط الإيراني، وسيقوض الجهود الدولية الأوسع لتحدي العقوبات الأمريكية.
وقال المحلل إنه مع استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فقيام الأخيرة بالدفع من أجل الحصول على إعفاءات من أمريكا بشكل رسمي يشير إلى وجود نهج أكثر حذرا تجاه طهران من جانب الحكومة الصينية وأصحاب المصالح داخل الأوساط التجارية.
وأوضح إسفنديار باتمانغيلدج، أن طلب الإعفاء الصيني يتسق مع التقارير الصادرة بداية الشهر الجاري، بشأن إعلان بنك كونلون وقف التعامل مع المدفوعات الإيرانية، لافتا إلى أن هذين الإجراءين يشيران إلى رغبة السلطات الصينية في تجنب مزيد من الخلافات مع الإدارة الأمريكية.
لكنه رأى أن إدراج إيطاليا واليونان ضمن من تنطبق عليهما الإعفاءات كان أمرا مفاجئا، لأن الولايات المتحدة من المفترض أنها رفضت طلبات الإعفاءات الأوروبية.
فخلال خطاب إلى وزيري الخزانة ستيف مينوتشين والخارجية مايك بومبيو في يونيو/حزيران، طلبت حكومات فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى جانب الاتحاد الأوروبي إعفاءات من أجل العلاقات الاقتصادية داخل عدة قطاعات من ضمنها الطاقة، لكن كان الرد واضحا بالرفض.
وقال المحلل المختص بالشأن الإيراني، إن الإعفاءات التي حصلت عليها إيطاليا واليونان تضع الاتحاد الأوروبي خصوصا بريطانيا وفرنسا وإيطاليا في موقف محرج، مشيرا إلى أن الحفاظ على واردات الطاقة من إيران كان هدفا رئيسيا للجهود الأوروبية لحماية الاتفاق النووي الإيراني 2015.
كان الرئيس الأمريكي قد أعلن عن موافقته على منح 8 دول إعفاءات من العقوبات المفروضة على إيران، من أجل إبقاء أسعار النفط العالمية منخفضة، واصفًا إياها بـ"سوق هشة للغاية".
وقال: "لا أريد أن أرى ارتفاع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل"، مضيفا أن الأسعار تتراجع "وهذا بسببي"، متابعا: "ربما سيزداد الأمر صعوبة مع مرور الوقت، لكنني لا أريد أن يكون لها تأثير على أسعار النفط في جميع أنحاء العالم".
aXA6IDE4LjE4OC4xNTQuMjM4IA== جزيرة ام اند امز