بايدن أم ترامب.. من يفوز بكعكة التخفيضات الضريبية على الشركات الأمريكية؟
يبدو أن فريق دونالد ترامب يبعث بإشارات متضاربة لعمالقة مجتمع الأعمال في الولايات المتحدة.
ففي حين يتوقع أن تؤدي تخفيضاته الضريبية المقترحة إلى أرباح كبيرة لأكبر الشركات الأمريكية، يتبنى نائبه جيمس ديفيد فانس لهجة متشددة تجاه وول ستريت.
وقال تحليل نشرته صحيفة واشنطن بوست إنه بعد توقيع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على تشريع خلال فترته الأولى يطبق تخفيضًا كبيرًا في معدل الضريبة على الشركات من 35% إلى 21% كجزء أساسي، أدى ذلك إلى تحقيق رقم قياسي بلغ تريليون دولار في عمليات إعادة شراء الأسهم في السنة التي تلت إقراره وأوصل أرباح الشركات إلى مستويات قياسية تقريبًا في الماضي.
وعلى الرغم من أنه كلف 1.3 تريليون دولار، فإن مستشاري ترامب هذه المرة ناقشوا مقترحات لإجراء تخفيضات في معدل الضريبة العام على الشركات، يصل إلى 15% وفقا لتقرير الصحيفة.
تقديرات مركز التقدم الأمريكي
ونقلت واشنطن بوست عن تحليل أجراه مركز التقدم الأمريكي أن تلك التخفيضات المقترحة سوف توفر مبلغا إجماليا قدره 48 مليار دولار لأكبر 100 شركة أمريكية، وقد أعلنت هذه الشركات بالفعل عن أرباح إجمالية تبلغ 1.1 تريليون دولار في آخر تقرير سنوي لها.
كما سيؤدي التخفيض الضريبي إلى توفير إجمالي 23 مليار دولار سنويا ﻷكبر 10 شركات أمريكية، بما في ذلك ميتا، وكومكاست، وبنك جي بي مورغان تشيس، وقد أبلغت هذه الشركات عن أرباح تتجاوز 520 مليار دولار.
ويشير التحليل أيضا إلى أن التخفيض الضريبي سوف يوفر سنويا مبلغا قدره 2.5 مليار دولار لخمس من أكبر شركات النفط الأمريكية، وتشمل شركات إكسون موبيل، وشيفرون، وماراثون بتروليوم وكونوكو فيليبس، وفيليبس 66، وفاليرو إنرجي وأبلغت هذه الشركات عن أرباح تتجاوز 90 مليار دولار.
ويتوقع التحليل أيضا أن التخفيض الضريبي سوف يوفر سنويا قدره 3.1 مليار دولار لخمس من أكبر شركات الأدوية، وهي جونسون آند جونسون، وميرك، وفايزر، وآبفي، وبريستول-مايرز سكويب، وقد أبلغت هذه الشركات عن أرباح تتجاوز 50 مليار دولار.
وكذلك سوف يوفر التخفيض سنويا مبلغا قدره 4.1 مليار دولار لخمس من أكبر البنوك-وهي بنوك جي بي مورغان تشيس، وبنك أمريكا، وسيتي جروب، وويلز فارجو، وغولدمان ساكس، وقد أبلغت هذه البنوك عن أرباح تقارب 113 مليار دولار.
ويشير التحليل إلى أن التخفيض الضريبي المقترح سوف يوفر سنويا ما قدره 1.7 مليار دولار لخمس من أكبر شركات التجزئة وهي كروجر، وكوستكو، وألبرت سونز، وتارجت، وولمارت، وأبلغت هذه الشركات عن أرباح تتجاوز 29 مليار دولار.
اقتراح بايدن
في المقابل، يقترح الرئيس جو بايدن رفع معدل الضريبة على الشركات إلى 28% -وهو نصف الطريق بين المعدل الحالي البالغ 21% والمعدل السابق البالغ 35%، وسيؤدي ذلك إلى جمع 1.1 تريليون دولار على مدى 10 سنوات لتمويل الاستثمارات وتقليل العجز.
أما خطة ترامب وإنقاص معدل الضريبة على الشركات لـ15% فقد كان هدفا طويل الأمد، وكان محور خطته الاقتصادية لعام 2016.
ويعتبر هذا المعدل أقل بكثير من العديد من خطط الضرائب الجمهورية السابقة، بما في ذلك حملة ماكين لعام 2008، وحملة رومني لعام 2012.
واتفق ترامب وقيادة الكونغرس الجمهوري في سبتمبر/أيلول 2017 على معدل ضريبة بنسبة 20% على الشركات.
وكان ترامب المدافع الأقوى عن هذا المعدل المنخفض، وكان معارضا لمحاولات قبول معدل أعلى قليلا مثل 22%، قائلا "القضية الأولى للرئيس التي لا تقبل التفاوض هي معدل ضريبة بنسبة 20% على الشركات".
لكن في وقت لاحق تنازل ترامب وقبل معدل ضريبة بنسبة 21% على الشركات كوسيلة لتعويض تكلفة تخفيض معدل الضريبة لأعلى أصحاب الدخل من 39.6% إلى 37%.
وخفض معدل الضريبة على الشركات إلى 15% من شأنه، أن يكلف نحو تريليون دولار على مدى 10 سنوات، بناءً على تقديرات لجنة الضرائب المشتركة ووزارة الخزانة الأمريكية.
ومن المقرر أن يستفيد عدد قليل من الشركات الكبيرة من هذا التخفيض الضريبي.
فعلى الرغم من أن نحو 500,000 شركة تدفع ضرائب الشركات، فإن 350 شركة فقط من بينها دفعت نحو 70% من إجمالي الضرائب المفروضة على الشركات في عام 2019.
ويشير التحليل إلى أن ما يقرب من 25 مليار دولار من التخفيضات الضريبية السنوية لعشر شركات فقط هو أكثر من ضعف ما تنفقه الحكومة الفيدرالية على أبحاث السرطان ومرض ألزهايمر مجتمعة.
والتناقض بين الخطتين الرئاسيتين بشأن الضرائب على الشركات لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا في وقت تسجل فيه أرباح الشركات أرقاما قياسية.