مزيج "الثقة والقلق" يغلف اللحظات الحاسمة في مهمة مسبار الأمل
بينما يبدو القلق مغلفا لتصريحات الفريق العلمي الإماراتي لمشروع مسبار الأمل، فإن هناك حالة من الثقة عند شركاء المشروع والخبراء.
كلا الفريقين له مبرراته سواء للقلق أو الثقة، قبل ساعات من اللحظات الحاسمة في المشروع، وهي دخول المسبار مدار المريخ، ولكنهما يجتمعان على حقيقة واحدة، وهي أن اللحظات القادمة هي الأخطر.
ويريد الفريق الإماراتي من ناحيته ألا يفرط في التفاؤل، لذلك تغلف تصريحاته حالة من القلق، لكنها تبدو لمتابعي مسيرة المشروع والجهد الذي بذل لإنجازه، قلقا صحيا، أشبه بسلوك الطالب المجتهد، الذي يدفعه قلقه إلى الاهتمام بالتفاصيل.
أما شركاء المشروع والخبراء العرب والأجانب، فيبدو أن عدم ارتباطهم المباشر بالدوافع الوطنية خلف هذا المشروع، قد أتاح لهم فرصة أن يتابعوا المشهد بصورة أكثر أريحية، ليكون رأيهم أن المقدمات الناجحة ستقود حتما إلى نهايات سعيدة.
وتستمر اللحظات الحاسمة على مدى 27 دقيقة، وتعد هذه الدقائق هي الأخطر، لأنها تتضمن عملية الخفض المفاجئ لسرعة المسبار من 121,000 كم/ساعة إلى 18,000 كم/ساعة ، بشكل ذاتي ومستقل، دون القدرة على التواصل الفوري مع محطة التحكم الأرضية بالمسبار في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي.
وتعد هذه المناورة واحدة من أكثر المراحل أهمية في المهمة بعد إطلاقها في يوليو 2020، وقد يؤدي الفشل في أدائها، كما هو مخطط لها، إلى منع المركبة الفضائية من الدخول إلى المدار أو حتى تصادمها مع الكوكب، كما حدث مع مركبة المريخ المدارية التابع لناسا في عام 1999.
وقالت سارة الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيسة وكالة الفضاء الإماراتية، خلال ندوة عبر الإنترنت في الأول من فبراير: "هذه مناورة تم التدرب عليها بشكل مكثف، وتصميمها، واختبارها".
وأضافت "سبع سنوات من العمل الذي شارك فيه فريق من الأفراد المذهلين يعتمد على ادخال المركبة الفضائية مدار المريخ، وهو مناورة ليست سهلة، ووصفت مشاعرها المختلطة بأنها "مريحة وغير مريحة ، وقلقة وغير قلقة".
وخلال إحاطة إعلامية نظمها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، الخميس الماضي، في مقر مركز محمد بن راشد للفضاء في منطقة الخوانيج بدبي، عبر فريق عمليات مسبار الأمل عن قلقهم من اللحظات الحاسمة في مسيرة المهمة، لكنهم أكدوا أن هذا القلق لا يمنعهم من الاستعداد الجيد لهذه اللحظات.
ويبدو الآخرون المشاركون في مهمة مسبار الأمل أكثر ثقة، وخلال إفادة صحفية في 28 يناير / كانون الثاني، قال بيت ويذنيل ، مدير برنامج بعثة الإمارات إلى المريخ في مختبر جامعة كولورادو لفيزياء الغلاف الجوي والفضاء (LASP) ، الذي عمل مع الإمارات العربية المتحدة لتجميع المركبة الفضائية وتوفير بعض أجهزتها: "إن المركبة الفضائية في مسارها المخطط، وتم اختبار أنظمة الدفع التي سيتم استخدامها في مناورة التقاط المدار عدة مرات، وهذا حدث تم التدريب عليه بشكل كبير ، ومحاكاته أكثر من مره ، وخضع لتحليل كبير، فأنالا أستطيع أن أتخيل أن أكون أكثر استعدادًا مما نحن عليه الآن".
وأضاف: " نحن محظوظون جدًا لامتلاكنا مركبة فضائية جيدة للغاية، وكل شيء يبدو جيدًا في الوقت الحالي.. أنا متفائل".
وتبدو نفس الدرجة من الثقة عند الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة.
وقال النهري لـ"العين الإخبارية": " بينما فشلت مهام كثيرة في مرحلة الإطلاق، فإن مسبار الأمل نجح في تلك المرحلة، ثم أصبح يسير بنجاح باتجاه المريخ، لذلك فأنا متفائل من أن البدايات الناجحة ستقود -ان شاء الله- إلى نهاية سعيدة".
وتابع: " وإذا لم تكلل المهمة بالنجاح الكامل، فإن ما تحقق بها يعني أن الإمارات خطت خطوات مهمة جدا في طريق النجاح، بل يمكن اعتبار أن ما تحقق حتى الآن يعد نجاحا جزئيا للمهمة، ونتمنى اكتمالها على خير".
aXA6IDE4LjE4OC42My43MSA= جزيرة ام اند امز