فضحت رسائل كلينتون زيف جماعة "الإخوان" ومعها تركيا وإيران، إذ لم تتطرق وسائل إعلامهما لمضمون هذه الرسائل.
وضع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع السرّية قبل أيام عن الرسائل الإلكترونية للوزيرة السابقة هيلاري كلينتون، وسائل الإعلام المحسوبة على تركيا وإيران وبينهما جماعة "الإخوان المسلمين" في ورطةٍ كبيرة، لا سيما وأن معظم الرسائل المنشورة إن لم يكن كلّها، تكشف بدقّة وبالتفصيل الممل عن علاقاتٍ مشبّوهة بين الجماعة الإرهابية والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ووزيرة خارجيته كلينتون.
إن العلاقة التي كشفتها تلك الرسائل تؤكد بالدليل القاطع أن الجماعة الإرهابية سعت وخططت ونفّذت الكثير من المشاريعٍ التخريبية في منطقة الشرق الأوسط، ومن ضمنها العالم العربي وكبرى بلدانه مثل مصر التي كان رئيسها السابق محمد مرسي يستشير إدارة أوباما بكل شاردة وواردة، حتى قبل توليه منصب رئيس الجمهورية، وكذلك قبل تأسيسه لحزبه "الحرية والعدالة" المنحّل والمؤيد لتركيا.
والملفت أن الرسائل التي نشرتها وزارة الخارجية بقرارٍ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، كشفت الكثير من التفاصيل السرية والخفية وفي مقدمتها أن مرسي كان على تواصلٍ دائم مع السفارة الأمريكية في القاهرة وأنه كان يحاول دوماً شرعنة أنشطة المنظمّات المتطرّفة كحزب "النور"، الذي كان شريك حزبه في البرلمان المصري.
ويبدو واضحاً من رسائل كلينتون الواصلة إلى مرسي، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان دائم القلق من هجمات متوقعة وعشوائية للسلفيين المتشددين في مصر، في حين كان الرئيس السابق الإخواني والذي كان عضواً بارزاً في تلك الجماعة حتى وفاته، يرى في حزب "النور"، شريكاً برلمانياً ولم يكن يتخوّف من هجمات جماعاته المسلّحة كما تخوّف منها الرئيس المصري الحالي، ما يعني أن مرسي كان متورّطاً بطريقة أو أخرى بالتساهل مع الإرهاب، وكان يستخدمه كأداة لبث المعلومات والدعاية الصاخبة لتبرئة جماعة "الإخوان" والسعي لاعتبارها ليست "إرهابية".
ولم يكتفِ مرسي وجماعة "الإخوان" من استخدام حربه الشكلية على "السلفيين" أمام واشنطن كوسيلة للمضي قدماً في مشاريعهم مع الأخيرة، وإنما أشار في إحدى رسائله إلى أن جماعة الإخوان منفتحة على إسرائيل أكثر من غيرها من الجماعات الإسلامية النشطة في الشرق الأوسط، وهو ما يكشف أكاذيب الإخوان التي تحارب اليوم عدّة دولٍ عربية بينها الإمارات والبحرين بحجة معاهدات السلام التي أبرمتها هذه الدول مع إسرائيل، بينما في الخفاء تحاول الجماعة أن تعلن استعدادها لتقبّل أي معاهدةٍ مع إسرائيل.
وبالتالي فضحت رسائل كلينتون زيف جماعة "الإخوان" ومعها تركيا وإيران، إذ لم تتطرق وسائل إعلامهما لمضمون هذه الرسائل خاصة وأنها تدينهما بالتورط في أنشطة إرهابية، وكان من بينها على سبيل المثال وقوف طهران خلف محاولة التخطيط لمقتلِ سفيرٍ عربي في واشنطن، وتمويل أنقرة لجماعاتٍ إرهابية في ليبيا وكذلك تقدّيم قطر الدعم المالي واللوجستي لجماعة الإخوان.
ولذلك لا تترك رسائل كلينتون سوى نتيجة واحدة مفادها أن الدول العربية التي تحارب جماعة الإخوان اليوم هي على حق والأخيرة على باطل دوماً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة