موقع أثري تونسي يستضيف عروض أيام قرطاج الكوريغرافية (صور)
على خشبة المسرح الأثري "توبربو ماجوس" الواقع وسط مدينة أثرية تونسية قرب مدينة الفحص في محافظة زغوان شمال شرقي البلاد، شهد مهرجان أيام قرطاج الكوريغرافية حفلاً راقصاً رائعاً.
الموقع الأثري احتضن خلال فعاليات الدورة الخامسة من أيام قرطاج الكوريغرافية، التي انطلقت السبت وتتواصل حتى 17 يونيو/حزيران، عرضين راقصين؛ الأول بعنوان "أريستيد وباستيان" لراقصي الباليه التونسيين عائشة مبارك وحفيظ ضو، والثاني عرض راقص تونسي أمريكي مشترك بعنوان "سايدولك ستوريز".
ويشكل موقع "توبربو ماجوس" أكبر مدينة أثرية في تونس بمساحة حوالي 40 هكتاراً، ورغم القيام بعدد من الحفريات فإنها لم تكشف كامل الموقع.
فور الولوج إلى المدينة الأثرية عبر المدخل الرئيسي، تجمع الجمهور القادم للاستمتاع بسحر المكان وبالعرض الكوريغرافي.
وانطلاقاً من المدخل الرئيسي، اعترضت الجمهور معالم تاريخية تروي حكايات الأجداد، وهي موقع الكابيتول ومعابد وحمامات وحيّ سكني يضم منازل ومنشآت تحتوي على عدد كبير من لوحات الفسيفساء.
وبالوصول لخشبة المسرح الأثري الذي يتسع لأكثر من 3000 متفرج، ومع اشتعال الأضواء، يشعر المتفرج بنفسه عائداً لزمن غابر تلتقي فيه أساطير وروايات الرومان وقصص الحب والحروب.
مدينة "توبربو ماجوس" الصامدة في وجه الزمن نجحت على عكس نظيراتها في أماكن أخرى في تونس في الحفاظ على وحدتها المعمارية إلى درجة كبيرة، الأمر الذي يجعلها تبدو شاسعة في مساحتها وحجمها مقارنة ببقية المواقع الأثرية المعروفة.
ومع اشتعال أضواء المسرح الأثري الذي لم يعرف في السابق تنظيمه لمهرجانات ما عدا التظاهرات الصغيرة، انطلق عرض "أريستيد وباستيان" لراقصي الباليه التونسيين عائشة مبارك وحفيظ ضو.
ويتكون العرض من ستة راقصين تدربوا على رقصة هيب هوب.
واستوحى حفيظ ضو وعائشة مبارك اسم العرض من قصة راقصين اسمهما "اريستيد وباستيان". ويروي العرض قصة جسدين ينبضان بالحيوية في رسم لوحات كوريغرافية مفعمة بالجاذبية والتوازن.
وفي انسجام وتناغم، يبدع هذا الثنائي الراقص في تصميم حركات متقاطعة ومتشابكة خلقت أجواء شاعرية وفرجة ممتعة.
أما عرض "سايدولك ستوريز " وهو عرض عالمي أمريكي تونسي يترجم التبادل الفني المثمر والفريد من نوعه.
وجمع العرض بين فنانين من تونس والولايات المتحدة الأمريكية في تكريم للثقافتين التونسية والأمريكية وتثمين لدور التلاقح الفني في تكريس قيم الجمال والسلام والإخاء.
كما أبرز العرض قوة المجتمعات على مستوى خصوصية حضاراتها وهوياتها الفنية تحت إدارة خمسة كوريغرافيين من أمريكا.
وأدى راقصون تونسيون وأمريكيون لوحات هذا العمل المتميز اعتماداً على لغة الرقص العالمية.
التعريف بالمعالم التاريخية
وقال سليم بن صافية، مدير مهرجان أيام قرطاج الكوريغرافية، لـ"العين الإخبارية"، إثر انتهاء العرضين، إنَّ أيام قرطاج الكوريغرافية حطت الرحال هذه المرة في موقع "توبربو ماجوس"، وتعد هذه المرة الأولى منذ انطلاق المهرجان، وذلك في إطار انخراط فن الرقص في التعريف بالمعالم والمواقع التاريخية في دعم السياحة الثقافية.
وأكد أن ما بين تثمين الهوية المحلية والانفتاح على العالم وما بين البحث عن الذات واللقاء مع الآخرين وما بين الوفاء للتقاليد والمعاصرة، تأتي هذه الدورة الجديدة من المهرجان.
وأشار إلى أنَّ إدارة المهرجان حرصت على برمجة باقة من العروض الكوريغرافية التي تعبّر عن تقاطع فنّ الرقص مع بقية التعبيرات الفنية على غرار السيرك والموسيقى والمسرح.
وأوضح أن تصوّرات هذه الدورة هي الانفتاح على الشوارع والساحات لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الجمهور.
وتتوزّع العروض بين فضاءات مغلقة هي مسرح الجهات بمدينة الثقافة والمسرح الوطني بالحلفاوين، وقاعة الفن الرابع ومسرح الحمراء والمسرح البلدي بالعاصمة والمعهد الفرنسي بتونس، وكذلك فضاءات مفتوحة هي شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة وساحة ميامي بمنطقة البحيرة والموقع الأثري "توبربو ماجوس" بمنطقة الفحص من محافظة زغوان.
aXA6IDMuMTUuNy4yMTIg جزيرة ام اند امز